يعاني أهالي قرية رأس العين الواقعة في منطقة القلمون بريف دمشق من مشكلة انسداد مجرى الصرف الصحي التي تفاقمت على مدار أكثر من ثماني سنوات، ما أدى إلى غمر مياه الصرف الصحي للشوارع والمنازل وحتى الأراضي الزراعية، مهددةً بكارثة صحية وبيئية.
وقال نادر، أحد سكان القرية، لموقع "أثر برس" المقرب من النظام السوري إنّ "الوضع كارثي، محذراً من خطورة تسرب هذه المياه إلى آبار مياه الشرب، ما ينذر بأزمة صحية كبيرة"، وأضاف أن المياه الملوثة جعلت الأراضي الزراعية غير صالحة للاستخدام.
ومن جهته، أكّد أمين، أحد الأهالي، أن "المشكلة تعود لسنوات طويلة بسبب مرور مجرى الصرف الصحي لقرية رأس المعرة بمجرى قرية رأس العين، مما يتسبب بانسدادات متكررة". وأضاف أن "المياه الملوثة باتت تهدد الأراضي الزراعية وآبار المياه بشكل مباشر، مشدداً على ضرورة إيجاد حل عاجل".
حكومة النظام تتنصّل من المسؤولية
في حين أوضح رئيس المجلس المحلي في رأس العين، عمر عرابي، أن المشكلة تعود إلى تهالك أنابيب الصرف الصحي الممتدة على مسافة 12 كيلومتراً بين قريتي رأس المعرة ورأس العين. وأشار إلى أن الانحدار الكبير لأنابيب رأس المعرة مقارنة بمستوى أنابيب رأس العين يؤدي إلى تجمع الأوساخ والأتربة وانسداد المجرى.
وكشف عرابي أن كلفة إصلاح الشبكة تتجاوز ملياراً ونصف مليار ليرة سورية، وهو مبلغ باهظ يعجز عنه أهالي القرية الذين يعتمدون بشكل أساسي على الزراعة والعمل اليدوي، ولا يملكون مصادر دعم خارجية.
وأشار إلى أن محافظة ريف دمشق وافقت مؤخراً على مشروع إنشاء عبارة بديلة لأنابيب الصرف الصحي في جزء من المسافة، ما يسمح بتنظيفها بشكل دوري، ومن المتوقع أن تبدأ أعمال المشروع خلال شهر، لتخفيف المعاناة جزئياً.
جدير بالذكر أن قرية رأس العين، التابعة إدارياً لمدينة يبرود، تُعتبر قرية زراعية تشتهر بزراعة التفاح والبطاطا والفاصولياء، إلا أن أزمة الصرف الصحي باتت تهدد استمرار هذه الزراعة التي تُعد مصدر الرزق الأساسي للسكان.