icon
التغطية الحية

تحذيرات من ظهور كائنات بحرية غريبة في مياه الساحل السوري

2022.11.18 | 10:05 دمشق

عدد من الأحياء البحرية السامة التي تم العثور عليها في الساحل السوري
عدد من الأحياء البحرية السامة التي تم العثور عليها في الساحل السوري
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

حذرت باحثة في المعهد العالي للبحوث البحرية بجامعة تشرين من زيادة عدد أنواع الكائنات البحرية الغريبة ذات الأصول غير المتوسطية، مشيرةً إلى أنها ستتحول إلى نوع مؤذٍ تجاه الكائنات المحلية.

ونقل موقع "أثر برس" عن ازدهار عمار قولها إن الأنواع الغربية تزداد بسرعة كبيرة وتتضمن بالدرجة الأولى الأسماك، الرخويات، القشريات، شوكيات الجلد، قميصيات، قراصيات، إسفنجيات، طحالب وأعشاب بحرية، بالإضافة إلى الأصداف، القواقع، الأخطبوط، السرطانات.

وأضافت أن هذه الأنواع تأتي من قناة السويس، ومن شرق وغرب الأطلسي عن طريق مضيق جبل طارق.

وأكدت أن الأمر لا يشمل فقط البيئة البحرية وإنما أيضاً دول شرق المتوسط بكامله، الذي بات تحت سيطرة شبه تامة للأنواع الغريبة التي تزداد فيها الأعداد.

وأوضحت عمار: كل أسبوع إلى أسبوع ونصف، يدخل نوع غريب إلى شرق المتوسط، حيث سجل 142 نوعاً غريباً من اللافقاريات، وأكثر من 80 نوعاً من الأسماك، 22 من الطحالب، حتى تاريخه، مؤكدة أن هذا العدد الذي تم اكتشافه وتوثيقه حتى تاريخه، في حين أن هناك المزيد من الأنواع الأخرى التي لم يتم اكتشافها بعد، إذ تتطلب هذه العملية جهوداً كبيرة ودعماً في هذا المجال.

وأشارت عمار إلى أن ازدياد دخول هذه الأنواع الغريبة يعود إلى "أسباب كثيرة، أبرزها التغيرات المناخية، وقرب البحر المتوسط من قناة السويس، حيث إن الأنواع الغريبة تأتي إلى مياه المتوسط، وتستقر فيه، وهذا أثر على التنوع الحيوي الموجود مياه المتوسط، وعلى منظومة البيئة البحرية، وعلى التوازن البيئي، بالإضافة إلى تأثيرها السلبي في انقراض أنواع محلية، وعلى الاقتصاد من خلال سيطرة النوع الغريب على المحلي".

"تكون مسالمة لكنها تتحول وتصبح مؤذية"

وأكدت ازدهار عمار أن "الأنواع الغريبة عن بيئتنا، تكون مسالمة في بيئتها الأساسية، لكن عند انتقالها إلى بيئة جديدة فإنها تغير سلوكها لتصبح مؤذية، وتصبح تريد الاستحواذ على الغذاء، وحجز مساحة أكبر لها، وتتحول لنوع مؤذ تجاه الكائن الآخر الموجود في المنطقة، الأمر الذي يؤثر على الكائنات البحرية الموجودة في مياهنا".

وأضافت أن "الأنواع الموجودة في شرق المتوسط مسالمة وحساسة وغير متحملة للتلوث، فيما الأنواع الغريبة متحملة للتلوث وللتقلبات البيئية ولاختلاف درجات الحرارة، وهذا يجعل الأنواع الغريبة أقوى من الأنواع الموجودة لدينا، ومع مرور الوقت ومع كثرة عدد الأنواع الغريبة ستتحوّل الأخيرة لنوع غازٍ يضر بالحياة البحرية في مياه شرق المتوسط".

وأكدت عمار أن موضوع التحكم بالأنواع الغريبة يحتاج إلى جهد عالمي، وتكاتف جهود جماعية، إذ لا تعد هذه المشكلة محلية بدولة واحدة وإنما مشكلة دولية.

أسماك غريبة على السواحل السورية

وانتشر خلال الأشهر الماضية على مواقع التواصل الاجتماعي في سوريا صور لعدة أنواع من الأسماك قيل إنها اصطيدت على شاطئ مدينة بانياس كالسمكة المعروفة شعبياً باسم (كلب البحر)، التي يتراوح طولها الكلي من 50 إلى 70 سم. وهي "إحدى أسماك القرش وهي من الأنواع السمكية الغضروفية المحلية الموجودة في المياه البحرية السورية بشكل طبيعي". وفق اختصاصي (بيولوجيا البحار والمصائد) علاء الشيخ أحمد.

كما اصطيدت على شواطئ بانياس سمكة قيل إنها من نوع "القط البحري السام"، والتي تمتلك شوارب في مقدمة وجهها موزعة على ثلاثة في كل جانب. وقال رئيس "الجمعية السورية لحماية البيئة المائية" وأستاذ علم الأسماك والبيئة البحرية في جامعة تشرين أديب سعد لموقع "أثر برس" إن سمكة السللور المخطط أو سمكة القط البحري هي من الأسماك السامة. مشيراً إلى أنها من الأسماك المهاجرة من البحر الأحمر إلى البحر المتوسط عبر قناة السويس.