"بَحصة تسند جرة".. أسر فقيرة في إدلب تلتمس سلة الإغاثة

رجل يفرغ حمولة شاحنة مواد إغاثية في سوريا (رويترز)

2019.02.14 | 13:02 دمشق

نوع المصدر
إدلب - تلفزيون سوريا - منيرة حمزة

لم تكن سلة المعونة الغذائية المقدمة لبعض العائلات "بَحصة تسند جرة" بل كانت حجرَ أساس تستند عليه الأسرة وتسد حاجاتها الأساسية في موجة الغلاء والفقر وقلة فرص العمل، التي تشهدها المناطق المحررة، وهذا الوضع ازداد سوءاً بعدما توقفت أغلب المنظمات الإنسانية عن تقديم المعونات الإغاثية لهم.

"لم نشعر بضائقة مادية مثل هذه الأيام بعدما قطعوا المعونة علينا". هكذا وصف "أبو عمر" أحد مهجري مدينة حلب الوضع المعيشي السيء في مدينة إدلب. وتابع. "كانت سلة المعونة كل شهر تحمل عنا كتفاً، وتملأ البيت بالحبوب والزيوت والمواد الغذائية الأخرى، أما اليوم فقد صرت أعمل طول اليوم لأشتري العدس والبرغل لأسرتي".

كانت مصدر عيش

تعتبر سلة المعونة الغذائية المقدمة شهرياً، واحدة من مصادر العيش التي تعتمد عليها غالبية الأسر النازحة والمهجرة في مناطق الشمال المحرر، وحتى لكثير من أهالي إدلب وريفها، كونها تغطي جانباً كبيراً من حاجات الأسر في ظل الظروف المعيشة السيئة، وحالما توقفت المنظمات عن توزيع السلل الغذائية شعرت العوائل بنقص كبير في حاجاتها وخلل في وضعها المادي، وأصبحت المواد الأساسية تشترى وبأسعار مرتفعة، بدلاً من تأمين أجرة المنزل وفواتير المياه والكهرباء ومواد التدفئة التي أرهقت الناس وضيقت الخناق عليهم، فلا عمل يسد الفجوة المتسعة من المتطلبات الطبيعية لكل أسرة ولا مساعدة تعينهم على ذلك.

"كانت كرتونة المعونة تسترنا أنا وولادي". هكذا عبرت " أم أسعد "وهي أرملة معيلة لأسرتها وأطفالها، عن حاجتها لسلة الإغاثة التي باتت تفتقدها اليوم. وضع أم أسعد كحال الكثيرات ممن فقدن المعيل، اللاتي يكابدن ظروف الحياة لإطعام أسرهم

بالفعل قد توقفت غالبية المنظمات عن التوزيع منذ شهر أيلول الماضي، ولم يعرف السبب إنما يذكر أن الدعم توقف من الخارج، باستثناء الحالات المستعجلة والمناطق المنكوبة في المخيمات ومراكز الإيواء فحاجة الأهالي هناك كبيرة خاصة في أوقات الفيضانات التي حصلت مؤخراً.

وعود مؤجلة

التقى موقع تلفزيون سوريا بمدير مكتب مهجري ريف دمشق، السيد "أبو عماد الخطيب" لمعرفة أسباب توقف الدعم عن الأسر المحتاجة فوصف الوضع بقوله " تأتي العائلات يومياً إلى المكتب لتسأل، هل من جديد بشأن المعونات؟ ولا نستطيع إلا أن نعدهم ونصبرهم".

أضاف الخطيب قائلاً "بالأمس تم توزيع عدد محدود جداً من سلل المعونة شملت فئة قليلة من الأسر وتحت عدة شروط لتصل إلى المضطرين أكتر من غيرهم. ونحنُ نتلقى الوعود من المنظمات والمسؤولين منذ بداية العام الجديد على أمل أن تتحسن الأوضاع وتعود المنظمات للعمل كما كانت سابقاً. ولكن لا جديد سوى الانتظار".

توقف التوزيع الدوري

منظمة البنفسج تعتبر من أكثر المنظمات التي كانت تعمل في مدينة إدلب قبل أن ينتهي مشروع التوزيع والذي غطّى عدداً كبيراً من العائلات تصل لـ 16 ألف أسرة شهرياً، أي ما يقارب 37 ألف سلة، بمعدل سلتين لكل أسرة حسب عدد الأفراد وبذلك تتمكن شريحة كبيرة من الأهالي من سد جزء من حاجاتها الأساسية، وفق أحمد جديد منسق الأمن الغذائي في المنظمة.

"جديد" قال لموقع تلفزيون سوريا إن منظمته ستتوقف عن التوزيع بشكل شهري كما كانت من قبل، والسبب هو انتهاء عقدها مع الجهة الداعمة، وانتهاء المنحة التي موّلت بالمشروع.

وأشار مسؤول منظمة بنفسج إلى وجود عدة مشاريع مستقبلية إحداها توقيع عقد مع منظمة HF"" لمدة ثلاثة أشهر، ولكن السلل ستكون قليلة جداً لا تقارن بالعدد الذي كانت توزعه المنظمة كل شهر.

اليوم تقف الكثير من العائلات في المناطق المحررة عاجزة عن تأمين مستلزماتها في مدينة أنهكتها الحرب ودمرت بناها التحتية، فالقليل منهم من وجد عملاً واستطاع ترميم نفسه والبدء من الصفر بينما عجز الكثيرون منهم عن تأمين لقمة عيشه بعدما كبلته البطالة وأغرقته الديون والنفقات، وأصبح اعتماده على المساعدات الإنسانية والإغاثية ضرورة حتمية فرضتها عليهم الحياة القاسية.