فرض قادة عسكريون من حزب العمال الكردستاني "بي كي كي" إتاوات على تجار وشركات صرافة وحوالات وصاغة تجاوزت قيمتها مليون دولار بذريعة دعم قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا.
وقال مصدر مطلع لموقع تلفزيون سوريا إن "حزب العمال الكردستاني خيّر خمسة أشخاص من كبار تجار الحسكة دفع مبلغ مليون دولار أميركي كمساعدة لدعم قوات سوريا الديمقراطية أو التعرض للاعتقال وتوجيه تهم لهم بالفساد".
وأشار المصدر أن "فؤاد محمد المعرروف بأسم أبو دلو والملقب سابقا برامي مخلوف مناطق شمال وشرقي سوريا دفع مبلغ ثلاثة مليوني دولار لتفادي تعرضه للاعتقال أو إيقاف أعماله".
وأوضح المصدر إن عشرات التجار اضطروا إلى دفع مبالغ تراوحت قيمتها بين ألفين و25 ألف دولار لمسؤولي حزب العمال الكردستاني وقوات سوريا الديمقراطية(قسد) في محافظة الحسكة لتفادي الاعتقال والتضييق على أعمالهم خلال الأسبوع الفائت.
شركات الصرافة والحوالات بالحكسة: الإغلاق أو التبرع
عقد مسؤول في حزب العمال الكردستاني رفقة مسؤولي مكتب النقد والمدفوعات في الإدارة الذاتية اجتماعا مع شركات الصرافة والحوالات في مدينة القامشلي لجمع تبرعات لقوات سوريا الديمقراطية.
وقال "سعيد يونس" اسم مستعار لصاحب شركة حوالات شارك في الاجتماع لموقع تلفزيون سوريا إن "مسؤول عسكري في حزب العمال الكردستاني طلب من شركات الحوالات دفع مبلغ 25 ألف دولار ومن شركات الصرافة دفع 15 الف دولار لدعم قوات سورياالديمقراطية".
أوضح "يونس" إن "مسؤولي PKK وقسد يتذرعون بحماية المنطقة ومصالح الصرافين وشركاتهم وضمان استمرار عملهم لفرض إتاوات على شركات الصراقة والحوالات".
منوهاً إلى إن "الاجتماع تضمن تهديد بالتضييق على الشركات التي تمتنع عن الدفع ودعم قسد وتصنيفها كشركات معادية وعميلة ومقربة من الجهات المعادية في إشارة لتركيا والفصائل المسلحة".
"ورفض الغالبية من أصحاب الشركات دفع هذه المبالغ معتبرينها كبيرة جدا ولا تنسجم مع الواردات والأرباح المالية ما دفع مسؤولي "بي كي كي" لتخفيض المبلغ إلى 10آلاف دولار لشركات الحوالات و5 آلاف دولار لشركات الصرافة" بحسب يونس.
وأضاف أنه "سنويا ندفع أكثر من ثلاثة مرات إتاوات للعمال الكردستاني وPYD وقسد بحجج وذرائع مختلفة مدعين أن هذه التبرعات لدعم عوائل الشهداء أو دعم قسد والإدارة الذاتية ولحماية المنطقة ومصالح التجار وأصحاب المحلات".
ويتهم يونس، حزب العمال الكردستاني "باستغلال الظروق الأمنية لفرض الإتاوات وجمعها تحت عنوان التبرعات من التجار وأهالي المنطقة وإرسال هذه الأموال لخارج سوريا والمنطقة كونه "لم يلاحظ أي تحسن للخدمات أو دعم عوائل الشهداء والنازحين من قبل الإدارة الذاتية وقسد".
وأشار "يونس" إلى أن "لجنة مشابهة من PKK وقسد اجتمعت مع أصحاب محلات الصاغة وتجار الذهب في محافظة الحسكة وفرضوا عليهم دفع مبالغ مالية وصلت لخمسة وعشرين ألف دولار ضمن مهلة أسبوعين".
إتاوات بالتهديد والوعيد
وخلال الأعوام الماضية، فرض حزب الاتحاد الديمقراطي ومسؤولو "الإدارة الذاتية" المعروفون بالكوادر على التجار والشركات دفع مبالغ كبيرة بشكل سنوي بحجة جمع التبرعات لعوائل الشهداء والنازحين وللحزب في إشارة إلى PYD-PKK.
ويمنح الحزب وصل استلام بالمبلغ للأشخاص الذين يجبرون على دفع هذه الأموال تحت التهديد والوعيد، ويُعتبر كل شخص لا يدفع هذه الأموال بأنه الصف "المعادي للثورة ودماء الشهداء" بحسب المسؤولين عن ملف جباية هذه الإتاوات.