icon
التغطية الحية

بين "قسد" و"الأسد".. معاناة ومخاطر التنقّل تلاحق طلّاب الرقة

2021.05.26 | 16:11 دمشق

الرقة
حافلة نقل داخلي في مدينة الرقة (إنترنت)
الرقة - خاص
+A
حجم الخط
-A

يعيش طلاب المرحلتين الإعدادية والثانوية في محافظة الرقة، معاناة مستمرة وخوفا مِن مخاطر التنقّل بين مناطق سيطرة قوات نظام الأسد ومناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد).

وهذه المعاناة تتجدّد - باستمرار - في كلِّ فصل دراسي وخلال كلِّ امتحان، وسط غياب كامل لـ جهود "الإدارة الذاتية" ضمن المناطق التي تسيطر عليها "قسد" بالرقة، في تسهيل حركة الطلاب إلى مناطق سيطرة "النظام"، حيث تجري امتحاناتهم.

مصدر خاص في مدينة الرقة قال لـ موقع تلفزيون سوريا إنّ المعاهد الخاصة طالبت لجنة التربية التابعة للإدارة الذاتية، تسهيل حركة الطلاّب على الحواجز وتأمين وسائل نقل بتكاليف مخفّفة تنقلهم مِن المدينة إلى بلدة السبخة التي تسيطر عليها قوات النظام، في الريف الشرقي.

وردّت "الإدارة الذاتية" - وفق المصدر - بأنّها "غير معنية بالمعاهد الخاصة والقطاع الخاص، وأنّ اهتماماتها تصبُّ في المؤسسات الحكومية (أي التابعة لها) فقط".

معاناة الطلاب في الرقة

مهاب عماش - طالب ثالث ثانوي (بكالوريا) في مدينة الرقة - قال لـ موقع تلفزيون سوريا إنّ "الخوف والقلق الذي نعيشه بسبب ضغط الامتحانات لا يقارن بمتاعب ومخاوف عملية التنقّل بين مدينة الرقة والسبخة لأدائها، حيث نستغرق أكثر من 6 ساعات للوصول، علماً أنّ المسافة لا تتجاوز الـ40 كيلومتراً".

ويُرجع "عماش" أسباب تلك المعاناة إلى مضايقات حواجز "قسد" و"النظام" الفاصلة بين مناطق سيطرة الطرفين،  وأنّها تترافق مع التفتيش الأمني الدقيق الذي يرهق الطلاب"، مردفاً "لا تسهيلات إطلاقاً رغم استثنائية وضعنا".

عبير المحمد - طالبة بكالوريا - تٌضيف أنّ الطلاب أمام خيارين "إمّا المعاناة المستمرة، أو الإقامة في بلدة السبخة طوال فترة الامتحانات لتفادي معاناة ومصاعب التنقّل، وهذا يعني تكاليف كبيرة ومخاوف الأهل على بناتهم اللاتي يُقمن في مراكز إيواء أو منازل آجار، ضمن مناطق يسيطر عليها النظام والميليشيات الإيرانية".

ويرى عدي الموسى - طالب إعدادي - أنّ الموضوع لا يتوقّف على تقصير "الإدارة الذاتية" وتضييق الحواجز على الطلاب والتعب والمعاناة، بل إنّ هناك استغلالا كبيرا مِن قبل المعاهد الخاصّة أيضاً تُجاه الطلاب مِن خلال تكاليف نقلهم، حيث إنّ كلفة نقل الطالب خلال الامتحانات (7 امتحانات) يتجاوز الـ120 ألف ليرة سوريّة للطالب الواحد.

ويشهد مطلع شهر حزيران المقبل (أي بعد 5 أيام)، بداية امتحانات المرحلتين الإعدادية والثانوية، وما تزال معاناة الطلاب مستمرة مِن دون حل، أمام صعوبة ومخاطر وصولهم إلى مراكز الامتحانات في مناطق سيطرة "النظام"، رغم قدرة "الإدارة الذاتية" - وفق الطلاب - على تخصيص حافلات خاصة لهم وبأسعار رمزية، مع تسهيل حركة عبورهم.

يشار إلى أنّ مناطق سيطرة "قسد" شمال شرقي سوريا سبق أن شهدت العديد مِن المظاهرات، احتجاجاً على اعتقال "قسد" لـ مدرّسين يدرّسون مناهج وزارة التربية التابعة لـ نظام الأسد.