icon
التغطية الحية

بين النفي والتأكيد.. هل انسحبت القوات الروسية من تل رفعت؟

2023.06.02 | 13:22 دمشق

بين النفي والتأكيد.. هل انسحبت القوات الروسية من تل رفعت؟
قوات روسية في منبج شمال شرقي حلب ـ 2019 ـ رويترز
تلفزيون سوريا ـ ثائر المحمد
+A
حجم الخط
-A

تحدثت مصادر إعلامية مقربة من "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) خلال الأيام الماضية عن إخلاء القوات الروسية لقواعدها العسكرية في مدينة تل رفعت بريف حلب الشمالي، في حين نفت أربعة مصادر عسكرية في الجيش الوطني السوري هذه الأنباء.

ونشرت وكالة أنباء "هاوار" المقربة من "قسد"، خبراً يفيد بإخلاء القوات الروسية لقواعدها في مدينة تل رفعت، إضافة إلى قاعدة أخرى في "مطحنة الفيصل" بمحيط قرية كشتعار التابعة لمدينة عفرين، إلا أن الوكالة حذفت الخبر من موقعها الرسمي بعد نشره بساعات.

ما حقيقة انسحاب القوات الروسية من تل رفعت؟

أكدت مصادر عسكرية في الجيش الوطني السوري رصد تحركات للقوات الروسية في منطقة تل رفعت الخاضعة لسيطرة "قسد" والنظام السوري بريف حلب، مشيرة إلى أن التحركات تأتي في السياق الطبيعي، عكس ما نُشر عن انسحاب كامل لوحدات الجيش الروسي من المنطقة.

وأكد رئيس فرع العمليات في الفيلق الثالث بالجيش الوطني، العقيد محمد الحمادين، في حديث مع موقع "تلفزيون سوريا"، توجه بعض العربات الروسية من مدينة تل رفعت، نحو مدينة حلب الخاضعة لسيطرة النظام.

وأشار الحمادين، إلى أن القوات الروسية ما زالت موجودة ضمن القواعد المنتشرة في تل رفعت وما حولها، موضحاً أن "الأمر طبيعي وروتيني، ولا يوجد أي انسحاب كلي للقوات الروسية من المدينة".

من جهته، قال القائد العسكري المنحدر من مدينة تل رفعت، رضوان قرندل، إن الجيش الروسي أجرى عملية تبديل للقوات، مع تخفيف محدود لعدد العناصر والآليات، مؤكداً استمرار انتشار الجنود الروس في قواعدهم ضمن المنطقة.

وأفاد قرندل في حديث مع موقع "تلفزيون سوريا" بأن "تبديل القوات يعد أمراً طبيعياً وروتينياً، أما مسألة تخفيف القوات، فيحدث ذلك عادة عند الحديث عن عملية عسكرية تركية نحو المدينة، أو عند وجود رغبة روسية بالضغط على قسد بهدف تحصيل بعض المكاسب، أو لإجبارها على تقديم تنازلات للروس وقوات النظام السوري".

ليست المرة الأولى

خلال السنوات الماضية تكررت عملية سحب القوات الروسية لبعض جنودها من القواعد العسكرية في محيط تل رفعت، وفي كل مرة، كان الأمل يتسلل إلى مهجري المدينة للعودة إلى منازلهم، خاصة أن التحركات الروسية كانت تتزامن مع تهديدات تركية ببدء عملية برية ضد "قسد".

وقبل نحو عامين أكدت مصادر عسكريّة لموقع "تلفزيون سوريا" انسحاب القوات الروسية من قاعدتين في تل رفعت، كان فيهما أكثر من 100 جندي روسي بينهم ضباط، إضافة إلى معدّات عسكريّة ثقيلة وعربات تشويش وإشارة.

وحينذاك رصد موقع "تلفزيون سوريا" مقاطع مصورة تُظهر رتلَين للقوات الروسية أحدهما وهو يغادر  تل رفعت، أمّا الثاني فظهر قرب بلدة "فافين" منسحباً كذلك من المنطقة، باتجاه مدينة حلب.

وأرجع حكمت خليل نائب رئيس الهيئة التنفيذية في "مجلس سوريا الديمقراطية" (مسد) سبب الانسحاب الروسي في ذلك الوقت إلى نقاط خلافيّة واضحة بين الروس و"قسد" على رأسها تزويد نظام الأسد بالمحروقات، إضافةً إلى طلب روسيا من "قسد" فتح معابر في بعض المناطق والإشراف عليها من قبلها وهو ما ترفضه "قسد".

الأهمية الاستراتيجية لـ تل رفعت

تقع تل رفعت جنوبي مدينة اعزاز بريف حلب الشمالي، وتخضع لسيطرة قسد منذ عام 2016، وتنتشر داخل المدينة قوات قسد والنظام السوري والميليشيات الإيرانية والقوات الروسية.

وتعتبر المدينة أشبه بغرفة عمليات تدير وتوجه المواقع العسكرية في البلدات والقرى المجاورة لها، ومنها تنطلق معظم الهجمات الصاروخية على مدن عفرين واعزاز ومارع، والأراضي التركية في بعض الأحيان.

وتشكل السيطرة على تل رفعت أهمية كبيرة لتركيا، لكون ذلك سيبعد قسد عن حدودها الجنوبية، ويمنع الهجمات على الجيش التركي، فضلاً عن دور العملية بعودة عشرات آلاف المهجرين من تل رفعت إلى مدينتهم.

أمّا من الناحية الأمنية، يعد وجود "قسد" في الخاصرة الرخوة لمناطق سيطرة الجيش الوطني خطراً يهدّدُ كبرى مدن ريفي حلب الشمالي والشرقي، وإبعادُها من المنطقة سيُبعد تلك المدن عن المواجهة المباشرة للقصف والاشتباكات، خاصةً وأن خط النار يمرُّ من أطرافها.

انتظار قاتل.. حلم العودة يستنزف مهجري تل رفعت نفسياً ومادياً

عند الحديث عن تل رفعت، يجب التذكير بأن المقصود ليس مركز المدينة فقط، حيث يؤكد الناشط المهجّر من تل رفعت، بشير علّيطو، لموقع "تلفزيون سوريا"، أن المنطقة وما حولها تتألف من 48 تجمّعاً سكنياً، كلها تسيطر عليها "قسد" مع وجود رمزي غير ثابت لقوات النظام.

ومن القرى والمزارع القريبة من تل رفعت (دير جمال، الشيخ عيسى، احرص، زيتان المصنع، تل جبين، دوير الزيتون، تل عجار، كفر أنطون، تنب، طاطمراش، عين دقنة، البيلونية، كشتعار، كفر ناصح، قنقوز، جيجة، كفر نايا، الشيخ هلال، مسقان".

وبحسب "عليطو"، يتجاوز عدد المهجّرين من هذه المناطق 150 ألف نسمة، إضافة إلى عشرات الآلاف الذين كانوا يقيمون فيها من غير أهلها الأصليين، حيث نزحوا إليها من مناطق أرياف حلب الجنوبي والجنوبي الشرقي، ومناطق أخرى.

ويعيش غالبية المهجرين من منطقة تل رفعت، في مخيمات بنوها بأيديهم مثل: مخيمات (يازي باغ - معبر السلامة القديم - معبر السلامة الجديد - مخيم الكراج - مخيم سجو - مخيم الشهداء)، قرب الحدود التركية، إضافة إلى وجود عدد في المخيمات النظامية مثل: مخيمات (سجو كرفانات - الريان - الإيمان - المقاومة - النور - الحرمين - الرسالة)، بينما يعيش عدد محدود نسبياً منهم، في مدن وبلدات اعزاز ومارع وكفركلبين وجبرين شمالي حلب.