icon
التغطية الحية

بينهم سوريون.. ميركل تخصص 400 مليون يورو مساعدات طارئة لضحايا الفيضانات

2021.07.21 | 14:16 دمشق

ce18bef1e1899506a0e31078f1772d97b7fe422f.jpeg
جوان طيار، شاب سوري يعيش مع زوجته، فقد كل شيء في الفيضان - مهاجر نيوز
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

بعد أسبوع من بدء أزمة الفيضانات في ألمانيا، تعتزم الحكومة في برلين إطلاق مساعدات طارئة وذلك بهدف إصلاح الأضرار الأشد التي لحقت بالمباني والبنية التحتية البلدية وتلبية الاحتياجات الطارئة الخاصة، حيث تضررت ولايتا شمال الراين وستفاليا وراينلاند بفالس غربي البلاد بشكل خاص.

خطط وصناديق للتعافي من الكارثة

ويصل المبلغ الإجمالي إلى نحو 400 مليون يورو (471 مليون دولار) نصفه ستدفعه الحكومة الاتحادية والنصف الآخر من قبل الولايات الألمانية. ومن المقرر أيضاً إنشاء صندوق لإعادة الإعمار وآخر للتعافي. ولن يُتخذ قرار بشأن مبلغ هذا الصندوق إلا عندما يتم تحديد مدى الضرر بقدر أكبر من الدقة في الأسابيع المقبلة.

كما تتضمن الخطة أيضاً إعفاء الولايات من تسديد قيمة عمليات الإنقاذ التي أجرتها الوكالات الاتحادية خلال الأيام الأخيرة للحكومة الاتحادية. ومن المقرر تخصيص أموال من الاتحاد الأوروبي أيضا لصالح جهود التعافي من كارثة الفيضانات.

ومن المقرر أن تبحث الحكومة الاتحادية هذه المسألة خلال اجتماعها الأسبوعي اليوم الأربعاء.

بدوره، أعلن رئيس حكومة ولاية بافاريا الألمانية، ماركوس زودر، تخصيص 50 مليون يورو كمساعدات طارئة لضحايا الفيضانات في ولايته.

وقال زودر في تصريحات لإذاعة بافاريا يوم الثلاثاء: "أعلنت الحكومة الاتحادية تخصيص مساعدات بقيمة 300 مليون يورو، ونحن نقدم اليوم أولاً 50 مليون يورو كمساعدات طارئة".

ميركل تتعهد بمساعدات عاجلة

وتعهدت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل لسكان المناطق التي تضررت من الفيضانات بتقديم مساعدات مالية عاجلة لهم وتوزيعها بسرعة، بعيداً عن البيروقراطية.

وخلال زيارة قامت بها أمس الثلاثاء لمدينة باد مونسترايفيل التي تضررت بشدة  من الفيضانات في ولاية شمال الراين ويستفاليا، قالت ميركل: "سوف نفعل كل ما في وسعنا معا لضمان وصول الأموال سريعاً إلى الأشخاص الذين لا يمتلكون في كثير من الأحيان سوى ما يرتدونه".

وتوجهت ميركل إلى باد مونسترايفيل بصحبة أرمين لاشيت رئيس وزراء ولاية شمال الراين ويستفاليا وخليفتها المحتمل في منصب المستشارية بعد الانتخابات المزمعة في أيلول المقبل.

وأضافت ميركل أن "النماذج والتطبيقات لا بد أن تكون بسيطة ومباشرة للغاية، وينبغي أن تكون معدة خلال هذا الأسبوع، حتى يمكن البدء في توزيع المخصصات المالية سريعاً".

وبعد مرور قرابة أسبوع على حدوث الفيضانات، تم انتشال 122 جثة وما زال 170 شخصا في عداد المفقودين في مدينة أهرفايلر، حيث فاضت مياه النهر من جراء الأمطار الغزيرة وغمرت مناطق سكنية بكاملها. وذكرت الشرطة أن عدد المصابين بلغ 763 شخصا.

 وقال توماس لينرتس رئيس فريق إدارة الكوارث في ولاية شمال الراين ويستفاليا إن ما يقدر بـ 40 ألف شخص تضرروا من الفيضانات، مضيفا أن العدد "كبير للغاية في منطقة شاسعة للغاية".

كما تضررت منشآت البنية التحتية التي تقدم الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه والصرف الصحي، وبدأت النفايات في التكدس.

 وفي ولاية شمال الراين ويستفاليا، بلغت حصيلة القتلى 48 شخصا، وما زال 16 آخرون في عداد المفقودين في مختلف أرجاء الولاية. 

اللاجئون السوريون تضرروا من الفيضانات

"لم يستغرق الأمر سوى نصف ساعة بين لحظة اجتياح سيول الفيضانات الهادرة وبين لحظة الهروب من المنزل"، يروي رجل سوري مقيم في ألمانيا لـ "مهاجر نيوز" قصة تلك الليلة المرعبة.

يتحدث اللاجئ السوري بينما يحاول العبور من بين أنقاض ما تبقى من شقته، فالأنقاض والطين والمياه تغمر المكان. يتكلم بحزن وحوله أنقاض غريبة لا يعلم من أين جاءت إلى شقته، أحذية أطفال، ملابس، أثاث، حتى سيارة دخلت إلى نافذة منزله بعد أن رمت بها السيول الجارفة.

جارتي نبهتني إلى الفيضان

تأمل السوري الذي رفض الكشف عن اسمه، صورة الحطام التي يغط بها المكان وقال: "كنت مستلقياً على الأريكة بينما كانت الأمطار تتساقط، فجأة رمت جارة لنا بحجر إلى نافذة المنزل، محذرة إيانا، فالسيول بدأت تغمر البلدة". فتح السوري النافذة فشاهد السيارة متجهة إلى نافذة المنزل مباشرة، فما كان منه إلا أن أخذ أطفاله وزوجته وهرب من المنزل قبل أن يرتفع منسوب المياه أكثر فأكثر.

غرباء جاؤوا للمساعدة

الشرطة الألمانية تحاول تنظيم الحركة في بلدة آرفايلر التي تبعد نحو 20 دقيقة بالسيارة عن مدينة بون. نساء ورجال بمختلف الأعمار يحملون المجارف والمكانس، غرباء عن البلدة وآخرون لديهم أصدقاء أو أقارب قدموا للمساعدة، متطوعون من كل مكان.

لاجئة سورية رفع الفيضان سيارتها إلى قمة الشجرة

أشار موقع "مهاجر نيوز" إلى أنّ المدينة تضررت بالكامل فلا كهرباء ولا ماء صالحا للشرب، ولا مكان للمبيت، وكما يبدو فإن المنازل باتت غير صالحة للسكن لأشهر مقبلة وبعضها آيل للسقوط. جوان طيار، سوري آخر يعيش في المدينة ويعمل كحدائقي، زوجته تكاد تسقط من الإعياء، جاء مع أمه محملاً السيارة الطعام والشراب والمياه الصالحة للشرب.
وأتى الفيضان على شقته فلا شيء صالح فيها للاستعمال، وتحولت إلى ما يشبه المستنقع المليء بالطين والمياه، وآثار المياه واضحة على ارتفاع أكثر من مترين، لكن "طيار" يحاول تنظيف المنزل رفقة زوجته، أملا في إنقاذ ما يمكن إنقاذه. عند حدوث الكارثة هرب مع زوجته إلى الطابق العلوي حتى انحسرت المياه قليلاً.

في الشقة فوق شقة جوان تسكن أسرة سورية أخرى، تقول ربة المنزل: "وضعنا بخير، لم تصلنا المياه، لكن انظروا، شاهدوا تلك السيارة المعلقة بطرف جذع الشجرة، هذه سيارتي"، بحسب DW.

في فناء هذه العمارة التي يسكنها لاجئون سوريون تشاهد شجرة عملاقة ساقطة وسط الفناء، يقول السوري عند سؤاله إن كانت هذه الشجرة العملاقة قد قُلعت من مكانها؟ ليجيب بالنفي، "هذه الشجرة لم تكن مزروعة هنا، جلبها السيل".

يروي جوان، كيف أن رجلاً ألمانياً غمرت المياه سيارته، حاول جوان الاتصال برجال الإطفاء ورجال الإنقاذ لمساعدته، لكن الخطوط كانت مقطوعة، قفز الرجل فوق سيارته التي جرفها السيل إلى بناية أخرى، كان من حسن حظ الرجل أن البناية قيد الإنشاء، فتمكن من الصعود إليها والنجاة بحياته.

سكان البلدة ما زالوا تحت الصدمة، إلا أن حضور المساعدة من معارفهم ومن غرباء يرفع من معنوياتهم قليلاً، الفوضى تعمّ المكان، لكن السكان ومساعديهم يحاولون إعادة الحياة وترتيب أوضاعهم في انتظار قرارات الحكومة.