icon
التغطية الحية

"بيشمركة" سوريا يتسلّمون قيادة أنفسهم في كردستان العراق

2021.02.11 | 12:36 دمشق

byshmrkt_swrya.jpg
قيادات "بيمشركة سوريا" في إقليم كردستان العراق
الحسكة - جان أحمد
+A
حجم الخط
-A

استلم بيشمركة كُرد سوريا قيادة قواتهم في إقليم كُردستان العراق، وذلك بعد مرور تسع سنواتٍ على إنشاء تلك القوات المؤلّفة مِن عشرات الشبّان الأكراد الذين انشقّوا عن قوات نظام الأسد عقب انطلاق الثورة السورية، منتصف أذار 2011.

وتسلّم العقيد دلوفان روباري، يوم 7 من شباط 2021، مهام قيادة قوات بيشمركة كُرد سوريا - يُطلق عليها اسم "بيشمركة روج آفا" - التي شُكّلت عام 2012 مِن قبل وزارة البيشمركة في حكومة إقليم كُردستان العراق، وضمّت عشرات الشبّان الأكراد المنشقّين عن نظام الأسد.

والعقيد "روباري" ينحدر مِن منطقة "روباريا" التابعة لـ مدينة المالكية في ريف الحسكة، التحق بقوات بيشمركة سوريا" برتبة مقدّم، ومِن ثم رقّي لرتبة عقيد واستلم قيادة البيشمركة، التي تعدّ الذراع العسكري لـ المجلس الوطني الكردي، الذي تبنّاها رسمياً عام 2015.

وطالب المجلس الوطني الكردي في العديد من لقاءاته الدبلوماسية مع الدول الأوربية والأميركان بالدعم العسكري واللوجستي للبيشمركة السوريين مِن أجل مكافحة الإرهاب، ودعم عودتهم إلى سوريا لحماية المناطق ذات الغالبية الكُردية والتي تسيطر عليها "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) شمالي وشمال شرقي سوريا، وحمايتها من أيّ تهديدٍ ينفّذه تنظيم الدولة (داعش).
 

بيشمركة سوريا 2.jpg

 

 

علاقة هذه التغيرات بالحوارات الكُردية / الكُردية 

أفاد مصدرٌ مطّلعٌ من "بيشمركة سوريا" بأنّ الغاية مِن تولّي كُرد سوريا مهام إدارة البيشمركة كخطوة أولى لعودتهم إلى سوريا، بعد الحوارات الجارية بين المجلس وأحزاب الوحدة الوطنية التي يترأسها "حزب الاتحاد الديمقراطي - PYD"، وهي كخطوةٍ مماثلةٍ لـ مطلب المجلس بفك ارتباط "قسد" أو "PYD" عن "حزب العمال الكُردستاني - PKK" ولقطع الذرائع أمام الجانب الآخر بوجود أكراد غير سوريين في هذه القوات، وثم الاتفاق على آلية دخول هذه القوات لأماكن توزّعها.

وأضاف المصدر - فضّل عدم الكشف عن اسمه - أنّ هناك تغيرات سريعة وكثيرة حصلت (دون ذكرها لسريتها)، تتعلّق بأهمية وحتمية اتفاق الحوارات الجارية بين المجلس و"PYD"، مؤكّداً أنّ بنودها تمّ الاتفاق عليها في دائرة مصغّرة بين التحالف الدولي وقيادات كُردية.

ومن أحد الملفات الأساسية التي يعوّل عليها المجلس الوطني الكُردي في توقيع أيّ اتفاقٍ مع "PYD" هو عودة "البيشمركة" السوريين وتمركزهم في المناطق ذات الغالبية الكُردية، ويُعتبر هذا الملف مِن أخطر الملفات التي يتعامل معها "PYD" في حواراته، التي تشكّّل خطراً على مسلحيه في مناطق سيطرته.

وصرّح العديد من قيادات المجلس الوطني الكُردي بأنهم لن يقبلوا بأي شكلٍ من الأشكال أيّ وجودٍ للبيشمركة في العمق العربي وبشكلٍ خاص في محافظتي الرقة ودير الزور، ما قد يتسبّب بمشكلات عرقية بين المكوّن العربي والكُردي، مؤكّدين بأنّ أبناء تلك المناطق جديرون بحماية أنفسهم، وهذا ما شكّل ارتياحاً في الوسط السياسي والعشائري لتلك المناطق.

 

تاريخ إنشاء قوات "بيشمركة كرد سوريا"

شُكّلت هذه القوات مطلع عام 2012 من قبل وزارة البيشمركة في حكومة إقليم كُردستان العراق، بعد وصولهم  لـ نحو 5 آلاف عنصر وجميعهم كانوا مِن المنشقّين عن قوات نظام الأسد ومِن بينهم قائدهم الأول العميد محمد رجب حبش من أهالي مدينة عفرين، وتم تدريب تلك القوات مِن قبل ضباط كُرد العراق، ثم كُلّف التحالف الدولي بتدريبها ضمن خطةٍ لمحاربة تنظيم الدولة.

واعتُبرت هذه القوات جزءاً من "البيشمركة" ومن ثم نقلوا كـ فيلق للقوات الخاصة تحت إشراف الشيخ منصور البرزاني (أحد القادة البارزين للبيشمركة)، وبعد فتح باب التطوّع، مطلع عام 2016، وصل عددهم إلى 8 آلاف عنصر وقُسِموا لـ تسعة أفواج.

كان لهذه القوات دور كبير في دحر تنظيم الدولة في عدة محاور بكُردستان العراق، ومنها في سهل نينوى وشنكال وسد الموصل والحدود المتاخمة لـ محافظة دهوك، وقتل قرابة الـ 40 عنصراًً في تلك المعارك.

 

مخاوف "PYD وقسد" من عودة قوات "البيشمركة"

لطالما رفض "حزب الاتحاد الديمقراطي - PYD" وجناحه العسكري "وحدات حماية الشعب - YPG" عودة البيمشركة إلى سوريا لعدة أسباب تتعلّق بعلاقة "الديمقراطي" مع نظام الأسد والاتفاقات السرية المبرمة بينهم، والصيت الكبير لهذه القوات في الوسط الشعبي الكُردي. 

وحسب سياسيين كُرد فإنّ عودة هذه القوات قد تقلب موازين القوى والعدد لصالحها، وهذا ما قد يشكّل خطراً على وجود "الوحدات" في مناطق سيطرتها، لأنّ الأخير أبرم اتفاقاتٍ مع جميع الميليشيات العسكرية دون البيشمركة ومنها: ميليشيات "الصناديد" التابعة للشيخ دهام الهادي شيخ عشيرة شمر، ميليشيا "سوتورو" التابعة للاتحاد السرياني والمقرّبة من نظام الأسد مع عدة مليشيات بمسميات عدة في كلٍّ من الرقة  ودير الزور ومنبج.

وحاول "PYD" ومن خلال ماكينته الإعلامية تشويه سمعة البيشمركة عبر نشر شائعات وصفها السياسيون الكُرد بالكاذبة، منها ارتباطها بالاستخبارات التركية ومحاربة الكُرد و"قسد" واعتصام أنصارها على الحدود السورية - العراقية ورميهم بالحجارة ورفع الشعارات التخوينية ضدها، وهذا ما كان جلياً في تصريح قادة "الإدارة الذاتية" آخرها تصريح آلدار خليل الذي وصف البيشمركة بـ"المرتزقة وعملاء الأتراك" وهذا شكّل أزمةً في الحوارات الكُردية / الكُردية التي تُدار برعاية الوسيط الأميركي.

 

دور الضباط الكُرد المختطَفين في تدريب "بيشمركة روج"

كشفت مصادرٌ مطّلعةٌ بأنّ الضباط الكُرد الثمانية المنشقّين عن قوات الأسد والذين اختُطِفوا بتاريخ 18 من نيسان 2013، أثناء توجّههم إلى إقليم كُردستان العراق، كان لهم دور مهم وبارز في تدريب وإدارة "بيشمركة كرد سوريا"، وكان يعوّل عليهم في خبراتهم العسكرية في تدريب العناصر، وحسب عدة مصادر فإنّ لـ"حزب الاتحاد الديمقراطي - PYD" دوراً في عملية خطف الضباط.