icon
التغطية الحية

بولندا تكمل الجدار الحدودي مع بيلاروسيا لإيقاف دخول اللاجئين

2022.07.01 | 14:33 دمشق

1
دورية لحرس الحدود البولندي قرب الجدار المعدني الذي شيد حديثاً على الحدود مع بيلاروسيا - AP
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

زار رئيس الوزراء البولندي، ماتيوز موراويكي، وكبار المسؤولين الأمنيين، المنطقة الحدودية مع بيلاروسيا، يوم أمس الخميس، بمناسبة اكتمال بناء الجدار الفولاذي الجديد، الذي يهدف إلى منع دخول اللاجئين والمهاجرين القادمين نحو دول الاتحاد الأوروبي.

ورفعت السلطات البولندية أيضاً، اليوم الجمعة، حالة الطوارئ على طول الحدود التي منعت الصحفيين والعاملين في مجال حقوق الإنسان وغيرهم من مشاهدة أزمة حقوق الإنسان، حيث لقي 20 طالب لجوء على الأقل حتفهم في الغابات والمستنقعات المتجمدة في المنطقة،  وفقًا لوكالة "أسوشيتد برس".

وتصف الحكومة البولندية الجدار بأنه جزء من الحرب ضد روسيا؛ ويرى المدافعون عن حقوق الإنسان أن الأمر يمثل معياراً مزدوجاً كبيراً، إذ ترحب السلطات البولندية باللاجئين المسيحيين البيض القادمين من أوكرانيا، في حين أن معظم النساء المسلمات وفي الغالب من سوريا ودول أخرى، قد رفض استقبالهن مع إساءة معاملتهن، بحسب الوكالة.

وعندما فتحت بولندا أبوابها لملايين الأوكرانيين الفارين من الغزو الروسي، كان العمل جارياً لبناء جدار عالٍ يبلغ ارتفاعه 5.5 أمتار على طول 186 كيلومتراً من حدودها الشمالية مع بيلاروسيا، لكنها ما تزال بحاجة إلى أنظمة مراقبة إلكترونية لم تثبت بعد.

ويهدف الجدار إلى إبعاد طالبي اللجوء الفارين من الصراع والفقر في الشرق الأوسط وأفريقيا، والذين شجعتهم بيلاروسيا - الحليف الوثيق لروسيا - على العبور إلى الدول الأوروبية كجزء من نزاع مع الاتحاد الأوروبي.

رحلة السوريين إلى أوروبا

ويقول علي أحد طالبي اللجوء في ألمانيا البالغ من العمر 32 عاماً، إنه غادر سوريا أواخر العام الماضي بعد أن قرأ على وسائل التواصل الاجتماعي أن أسهل طريقة للوصول إلى الاتحاد الأوروبي هي السفر إلى بيلاروسيا والسير إلى بولندا.

وطار علي، من قرية بريف حماة غربي سوريا، إلى العاصمة البيلاروسية مينسك، وانطلق للعثور على بقعة خالية من الحراسة في الغابة حيث يمكنه التسلل إلى الاتحاد الأوروبي.

ويضيف علي لـ"أسوشيتد برس": "كنت أبحث عن مكان يمكنني أن أعيش فيه بأمان، بعيداً عن القمع واليأس في سوريا".

علي، الذي لم يذكر كنيته، خوفاً من تداعيات ذلك على أسرته، لم يكن مستعداً للعنف ودرجات الحرارة دون الصفر التي كانت تنتظره في الغابات الشاسعة والمستنقعات على الحدود البيلاروسية البولندية، ويقول: "مرت ليالٍ عندما كنت أنام على الأرض الخالية في الغابة معتقداً أنني لن أستيقظ مرة أخرى".

التمييز ضد اللاجئين

"إذا قمت بتوصيل لاجئ على الحدود الأوكرانية فأنت بطل، أما إذا فعلت الأمر ذاته على حدود روسيا البيضاء، فأنت مهرب وقد ينتهي بك الأمر في السجن لمدة ثماني سنوات"، قالت ناتاليا جيبرت، المؤسس والرئيس التنفيذي لمنظمة "Open House"، وهي منظمة غير حكومية بولندية تساعد اللاجئين.

لم تكن بيلاروسيا من قبل طريقاً رئيسياً للهجرة إلى الاتحاد الأوروبي - حتى بدأ رئيسها ألكسندر لوكاشينكو في تشجيع طالبي اللجوء المحتملين في الشرق الأوسط على السفر إلى مينسك. وسرعان ما توافد اللاجئون من سوريا والعراق واليمن وأفغانستان والدول الأفريقية على الحافة الشرقية للاتحاد الأوروبي، ودخلوا بولندا وليتوانيا ولاتفيا المجاورتين.

اتهم زعماء الاتحاد الأوروبي لوكاشينكو بشن "حرب مختلطة" انتقاماً من عقوبات الاتحاد الأوروبي التي فرضت بعد إعادة انتخابه في انتخابات وصفها الغرب بـ"الخالية من المصداقية" وما تلاها من قمع ضد الاحتجاجات الجماهيرية، وتؤكد الحكومة البولندية أن روسيا متواطئة مع بيلاروسيا، بالنظر إلى تحالف لوكاشينكو مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

على الرغم من تباطؤ الهجرة في الشتاء، إلا أن الناس واصلوا محاولة دخول الاتحاد الأوروبي عبر بولندا، وهو طريق يُنظر إليه على أنه أقل خطورة من عبور البحر الأبيض المتوسط، حيث غرق كثيرون في السنوات الماضية.

وقال تقرير لمنظمة "هيومن رايتس ووتش"، الشهر الماضي، إن بولندا "تمنع دخول المهاجرين وطالبي اللجوء بشكل غير قانوني، وفي بعض الأحيان بعنف، وبإجراءات موجزة للعودة إلى بيلاروسيا، حيث يواجهون انتهاكات جسيمة، بما في ذلك الضرب والاغتصاب من قبل حرس الحدود وقوات الأمن الأخرى".

بينما يدعم بعض البولنديين موقف الحكومة المتشدد، سعى العديد من سكان المنطقة الحدودية طوال الشتاء والربيع إلى مساعدة اللاجئين المحاصرين في الغابة، حيث يحتاج العديد منهم إلى مساعدة طبية.