
في محاولة لتصحيح الصورة التي دأبت الماكينة الاعلامية لنظام الأسد على تجسيدها عن حكم الأسد الابن، على أنه شاب منفتح ديمقراطي لا يشابه أبيه الديكتاتور الأب بشيء، ما دفع أغلب الألمان للسؤال عن سبب خروج الملايين ضد حكم بشار الأسد "الديكتاتور الابن".
نظم الشاب جبار عبد الله معرضاً لصور عن حكم "الأسدين" في مدينة كولن غرب ألمانيا، بعد عام من العمل وعرض ما يزيد على 250 صورة أخذت أغلبها حديثاً من العاصمة السورية دمشق.
يقول جبار لموقع تلفزيون سوريا إن هدف المعرض تقديم الصورة الحقيقية عن حقبة الأب والابن بشكل صحيح، و"لأجل هذا الغرض تواصلنا مع مصور محترف نتحفظ عن ذكر اسمه لسلامته، فنظام الحكم في سوريا يعرف جيداً أن الصور تستطيع أن تنقل حقيقة المعاناة التي يعيشها السوريون ".
ويضيف العبد الله: "جميع الصور التقطت خلال الشهرين المنصرمين، وقد أرسل لنا المصور أكثر من 250 صورة لبعض الشعارات والتماثيل المعلقة في شوارع دمشق، وتم اختيار ثلث هذا العدد الإجمالي ليعرض في المعرض، بينما عرض أيضاً قرابة 80 صورة أخرى لحقبة الأسد الأب وهذه الصور أخذت من مصور ألماني عاصر حكم الأسد الأب في التسعينيات من الألفية الماضية".
بالإضافة للصور التي علقت على جدران المعرض، تم وضع تماثيل لبشار الأسد قام بنحتها الفنان السوري زهران العقيل، مع سبعة نقوش على شكل دائري حتى تجسد ذاك الزمن الذي وضعت صور ونقوش وتماثيل حافظ الأسد "الديكتاتور الأب" على جدران المنازل والمدارس والجدران في المناطق العامة، بالإضافة لصناعة "كرسي الرئيس" مجسم يحاكي كيف دمر الأسد الابن سوريا وبقي على كرسيه رغم أن مدناً كثيرة تدمرت بسبب براميله وصواريخه، ووضع تحت الكرسي مجسماً يحاكي المدن السورية المدمرة على شكل أحد أحياء حمص المدمرة.
يقول زهران عقيل لموقع تلفزيون سوريا إنه لم يرغب بعمل أي تمثال للدكتاتور وإن "العمل مزعج لي لأني صنعت تمثل لمدمر سوريا ومهجر الملايين من سوريا، ولولا أن هذا العمل سيخدم تصحيح الصورة المرسومة للأسد لما قام بنحت التماثيل".
يعرف المعرض الألمان عن كثب بحقبة الأسد الأب والابن ويقول مدير المعرض جبار العبد الله: "الغرب يرى بشار الأسد مرتدياً الطقم الرسمي وأحيانا يظهر باللباس المدني والرياضي بينما الأب حافظ على نظرة خاصة له ومن خلال هذه النظرة يعتقد الغرب أن بشار أكثر ديمقراطية ومتحرر، لننطلق من هنا لنوصل الصورة الحقيقية من سوريا ومحاولة تصحيح الأفكار الخاطئة".
أغلب الشعارات المصورة من زمن الأسد الأب والمعروضة في المعرض أخذت من كتاب أوليفر هارتون، ومن أبرزها شعار (إلى الأبد إلى الأبد يا حافظ الأسد) وهذا الشعار ترجم للغة الألمانية، يقول جابر العبد الله إن تشابه الأسد والنازية من خلال دراستي للتاريخ الألماني يتضح جيدا، فجميع الشعارات صُدرت إلى سوريا من تلك الحقبة، حقبة النازية والفاشية.
ويضيف “إلا أن الأسد الأب عدل عليها بعض الشيء حتى يعتقد السوريون أنها فقط في سوريا، مثلا طريقة الهتاف للقائد بروحه وشخصه كانت هذه الأفعال تحدث في فترة هتلر وطريقة رفع اليدين هي أبرز شكل والتي لم يستطع الأسد الأب أن يعدلها ولو بأي شكل من الأشكال".