icon
التغطية الحية

بنشاطات رياضية..ذوو الاحتياجات الخاصة بإدلب يحيون يومهم العالمي

2020.12.03 | 17:13 دمشق

1607003350427.jpg
إدلب - عز الدين زكور
+A
حجم الخط
-A

 قبل خمسة أشهر كان "ماهر ياسين" وهو من مصابي الحرب فاقد لذراعه بقصف لطائرات النظام، على موعدٍ للانضمام إلى فريق الأمل لذوي الاحتياجات الخاصة في مدينة إدلب، بهدف ممارسة رياضة كرة القدم التي أحبّها منذ صغره.

وبمناسبة اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة، انطلقت اليوم الخميس، في صالة التربية وسط مدينة إدلب، فعاليات رياضيّة لذوي الإعاقة ومصابي الحرب، بتنظيم من فريق الأمل لذوي الاحتياجات الخاصة ونادي أمية الرياضي ومركز إدلب للعلاج الفيزيائي.

 

 

وتضمنت الفعالية نشاطات لكل من رياضة كرة القدم والطائرة والشطرنج، وحمل الأثقال والكاراتيه، اجتهد المشاركون على اختلاف فئاتهم العمرية في المشاركة بهذه الرياضات.

 

 

يبدي محدثنا "ماهر" سعادةً كبيرةً لمشاركته في الفعاليّة، ويقول لموقع تلفزيون سوريا، إنّ من المخطئ أن يفكر المصاب بإصابته ويقف عندها وإذا فعل ذلك سيعاني جداً وستعوّق ممارسة حياته بصورتها الطبيعية.

ومع انطلاق صفارة الحكم لـمباراة كرة قدم أولى نشاطات الفعالية، نحّى اللاعبون أطرافهم الصناعيّة جانباً ونزلوا إلى الملعب بصورتهم الطبيعية، يستند كل لاعب منهم على عُكّازَين.

فريق الأمل

يوضح محمد شيخ الحدادين مدرب فريق الأمل في حديث لموقع تلفزيون سوريا، أنّ الفريق يضم حوالي 35 شخصاً من ذوي الاحتياجات الخاصة معظمهم من المتضررين جسدياً بفعل هجمات قوات النظام وروسيا بعد فقدان إحدى أطرافهم نتيجة القصف أو انفجار الذخائر والمخلفات.

وبحسب "شيخ الحدادين" فإنّ مبتوري الأطراف العلوية يخصصون لحراسة المرمى في لعبة كرة القدم، بينما مبتوري الأطراف السفلية للعب في مراكز الدفاع والهجوم والوسط.

 

 

الفريق الذي تأسس عام 2017، أراد القائمون عليه بمناسبة اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة، إعلان ثمار جهود استمرت لأربع سنوات من خلال الفعاليات المقامة، وتسليط الضوء على المهارات التي حصدها اللاعبون.

"محمد جعبور" بترت رجله اليسرى إثر قصف جوي للنظام على منطقة سهل الغاب بريف حماة عام 2016، وهو مهجر من مدينة سراقب شرقي إدلب.

قبل سنة وخلال خضوعه لعلاج في مركز إدلب للعلاج الفيزيائي، تفاجأ محمد أنّ مصابي الحرب وخاصةً مبتوري الأطراف يمارسون رياضتهم عبر فريق مخصص لذوي الاحتياجات الخاصة، وبعد الانضمام للفريق بدأ يتلاشى هذا الاستغراب.

بعد أشهر قليلة تحسن أداء محمد في كرة القدم، ويتطلع وفقاً لما أشار لموقع تلفزيون سوريا، إلى أن يمثل بلده الحر بفريق مخصص لذوي الاحتياجات خارج البلاد ويخوض غمار منافسات عالميّة.

فعالية مماثلة في عفرين

وشهدت مدينة عفرين، مباراة كرة قدم ودية مماثلة، نظمتها هيئة الإغاثة الإنسانية التركية "İHH"، انتهت بالتعادل بين الفريقين.

وفي بيان صادر عنه، قال زكي طاهر أوغلو، مسؤول أنشطة "İHH" في سوريا، إن إقامة المباراة الودية المذكورة، تأتي في إطار إحياء اليوم العالمي لذوي الإعاقة.

وأوضح أنهم يعملون على محو آثار الحرب من نفوس سكان المنطقة، وأن المباراة شكّلت حافزاً للمشاركين فيها.

 

20201203_2_45667406_60282483 (1).jpg

 

شلل نصفي وبتر أطراف

محمد يزن حبوش، وهو مدخل بيانات في مركز إدلب للعلاج الفيزيائي، يوضح لموقع "تلفزيون سوريا"، أنّ حوالي 70 مريضاً من مصابي الحرب فقط يترددون بشكل دوري إلى المركز لتلتقّي العلاجات، شهرياً.

وأحصى المركز حوالي 400 مريض من مصابي الحرب مجموع الذين يستفيدون من خدمات المركز، منذ تأسيسه عام 2018، وفي الغالبية بحسب "حبوش" يعانون من شلل نصفي أو حالات البتر (يد أو قدم).

أحمد عثمان معالج فيزيائي في المركز، لفت إلى أنّ أكثر من 60% من المستفيدين من خدمات المركز من مصابي الحرب وهو يركز في جهوده على هذه الفئة، مؤكداً أنّ الخدمات لا تقتصر على استقبال المصابين في المركز إنما خلال جولات على مختلف المناطق، إلا أنها متوقفة حالياً بسبب غياب الدعم.

وفي إحصاء للأمم المتحدة، عام 2018 بينت أنّ هناك 30 ألف إصابة حربية كل شهر في سوريا، في حين أّنّ مليوناً ونصف المليون مصاب يعانون من إعاقة دائمة من أصل 3 ملايين مصاب منذ عام 2011.