icon
التغطية الحية

بمشاركة تلفزيون سوريا.. معرض إسطنبول للكتاب ملتقى ثقافي للعرب

2022.10.04 | 15:11 دمشق

جناح تلفزيون سوريا في معرض إسطنبول للكتاب العربي
جناح تلفزيون سوريا في معرض إسطنبول للكتاب العربي
إسطنبول - عبد الناصر القادري
+A
حجم الخط
-A

انطلق معرض إسطنبول الدولي للكتاب العربي، الذي ينتظره سكان إسطنبول وزائروها من العرب بنسخة سابعة ممثلاً لمهرجان ثقافي يتكرر سنوياً، بمشاركة دور النشر وحضور لافت لجناح "تلفزيون سوريا".

وتحت شعار "عالم بلا حدود" يشارك في المعرض 250 دار نشر يعرضون أكثر من 150 ألف عنوان، وينظم القائمون على المعرض أكثر من 100 فعالية ومحاضرة على مدار 9 أيام.

بيت يجمع العرب

وقال عمار عبد الخالق مسؤول قسم الأنشطة في المعرض، ومؤسس دار إتقان للنشر والتوزيع، إن الإقبال على المعرض كبير جداً حيث سجلت البوابات الإلكترونية زيارة أكثر من 17 ألف زائر، ونتوقع إقبالاً ضخماً في بقية أيام المعرض.

وأضاف عبد الخالق لموقع "تلفزيون سوريا" أن هناك العديد من التحديات التي تواجه ناشري الكتاب عربياً وفي تركيا، من بينها التقلبات الاقتصادية والتضخم.

وعن الخصومات على أسعار الكتب، أكّد عبد الخالق أن إدارة المعرض تطلب من الناشرين أن يقدموا تخفيضات على الأسعار لجذب عدد أكبر من الزبائن خصوصاً في ظل التضخم.

وأشار إلى مشاركة العديد من الفعاليات والفرق التطوعية على هامش المعرض مثل "اتحاد طلبة سوريا" و"فريق ملهم التطوعي" والعديد من المنظمات والشركات الناشئة والجاليات العربية في تركيا، وأجنحة خاصة بنشاطات الأطفال.

واعتبر عبد الخالق أن "معرض الكتاب لم يعد فقط مكاناً لبيع الكتاب، أصبح بمثابة بيت عربي سنوي، تلتقي عبره المكونات العربية في تركيا".

عمار عبد الخالق (تلفزيون سوريا)
عمار عبد الخالق (تلفزيون سوريا)

 

كتاب يليق بالطفل العربي

وقال هارون الزير مدير "دار رؤية للنشر والتوزيع"، "كدار نشر للأطفال نحرص كل عام على تقديم الجديد، والمعرض فرصة لعرض أحدث الإصدارات على زائرينا، إلى جانب حصولنا على توكيلات دور كتب من دول أخرى".

وأضاف الزير في حديث مع موقع "تلفزيون سوريا"، "حقيقة، نسعى جاهدين لتقديم كتاب يليق بالطفل العربي من حيث الإخراج والجودة والأفكار، مثل الكتب العلاجية والكتاب الصامت وحديثي الولادة، بالإضافة إلى الكتب الدينية وقصص الخيال".

ولفت الزير إلى أن "جميع كتب الدار يراجعها مختصون من شتى المجالات سواء لغوية أو علم النفس أو التربية، كي يتلقى الطفل ما يكون مفيداً وممتعاً له".

وعن أوجه الاختلاف بين كتب الأطفال باللغة العربية واللغة التركية، أوضح الزير أنه "لا اختلاف كبيرا بين الكتب العربية أو التركية خصوصاً في ظل الترجمات بين الجانبين، وجميعها غنية وقيمة".

وأكّد أن "الاختلاف الأساسي بين كتب الأطفال العربية والتركية هو الأسعار؛ لكون دور النشر التركية تحصل على دعم من الحكومة والبنوك ما يجعلها أرخص مقارنة بالعربية".

هارون الزير (تلفزيون سوريا)
هارون الزير (تلفزيون سوريا)

مشاركة أولى

ومن أبرز الناشرين المشاركين لأول مرة في معرض إسطنبول للكتاب العربي في نسخته السابعة، هو المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات.

وقال علي دعيبس مسؤول جناح المركز العربي، إن "الإقبال على شراء الكتاب كان جيداً في الأيام الأولى للمعرض، مع اهتمام الزوار بكتب المركز بشكل خاص".

وأكّد لموقع "تلفزيون سوريا" أن جناح المركز العربي يقدم حسومات تصل إلى 30 في المئة، وقد تزيد نسب الحسم للطلبة الجامعيين".

ولفت إلى أن "كتب المركز من أجود الكتب العربية، تتناول المواضيع الفكرية والسياسية بشكل أكاديمي وجودة عالية".

علي دعيبس (تلفزيون سوريا)
علي دعيبس (تلفزيون سوريا)

جناح تلفزيون سوريا

وفي إطار المشاركات البارزة على هامش معرض الكتاب، كان لافتاً حجم الزائرين لجناح "تلفزيون سوريا" حيث أجرى تغطية إعلامية واسعة، إلى جانب تقديمه تحديات إعلامية، وتعريف عام بالتلفزيون وبرامجه وآخر ما يقدمه.

وفي سياق ذلك، قال عمر الفاروق مسؤول جناح "تلفزيون سوريا" في معرض الكتاب، إن الكثير من الزائرين يثنون على برامج تلفزيون سوريا المتنوعة، والمواد التي نقدمها من خلال أقسام الإعلام الجديد (النيوميديا)، والموقع الإلكتروني.

وأضاف الفاروق أن "هناك من يمر بجناحنا للتعرف أكثر على تلفزيون سوريا خصوصاً من الزوار العرب، فنعطيهم لمحة عنا وعن ما نقدمه، وهناك الكثير من التعليقات على برامجنا مثل (يا حرية) ويرون أنه أيقونة ويطالبون بالاستمرار بمثل هذه البرامج".

وبخصوص تحدي "القارئ الآلي" (أوتو كيو سوريا) الذي يقدمه جناح تلفزيون سوريا للحضور، قال إن الإقبال على التحدي كان أكثر من المتوقع، كنا نظن أن الناس تخاف من مواجهة الكاميرا وقراءة الأخبار باللغة العربية الفصحى، لكن الكثير من الزوار خاضوا التحدي وشجعوا بعضهم، وتناقلوا مقاطعهم المصورة بين بعضهم بعضا مع الإشارة لحسابات التلفزيون على مواقع التواصل الاجتماعي.

جناح تلفزيون سوريا
جناح تلفزيون سوريا

غياب الإصدارات الجديدة

وفي أروقة المعرض التقينا مع المحرر الصحفي فادي أحمد الذي قال إن المعرض هذا العام أضعف من السنوات السابقة لأن أغلبية دور النشر كان لديها خياران إما حضور معرض الرياض الدولي للكتاب وبين معرض إسطنبول، فالكثير من الناشرين فضل حضور معرض الرياض.

وقال أحمد في حديثه لموقع "تلفزيون سوريا"، لاحظت غياب الإصدارات الجديدة لمعظم دور النشر، مع طغيان كتب التراث في معظم الأجنحة المشاركة.

وأضاف أن الأسعار مرتفعة بالنسبة لسكان تركيا، خصوصاً أن الكتب مسعرة بالدولار. في العام الماضي كان الدولار يساوي 9 تقريباً في حين تجاوز الـ 18.50 هذا العام، أي إن الأسعار تبلغ الضعف حرفياً، إلى جانب فروقات أسعار الشحن.

ويرى الصحفي السوري أن التنظيم جيد، إلا أن المساحة أصغر من العام الفائت، وقاعة المحاضرات مكانها غير مناسب وغير منفصلة عن دور النشر، وجدول المحاضرات غير واضح في توقيته، إضافة إلى الضجيج، وضعف صوت المحاضر.

(تلفزيون سوريا)
معرض إسطنبول الدولي للكتاب العربي (تلفزيون سوريا)

العرب لا يقرؤون.. "شائعة غير دقيقة"

وقال الكاتب والروائي الموريتاني أحمد فال الدين، "مصدر الإعجاب بالنسبة لي في هذا المعرض، أنه معرض كبير للكتاب العربي في دولة غير ناطقة بالعربية، وهذا شيء يقدر لاتحاد الناشرين العرب بتركيا وللدولة التركية".

وأضاف فال الدين في حديث مع "تلفزيون سوريا" أن "هذا مُنبئ عن ظاهرة أخرى وهي كم القراء العرب الموجودين في تركيا، وبهذا المعنى يمكن القول إن إسطنبول أصبحت عاصمة الكتاب العربي".

وأردف أنه "كمتابع لنشر الكتب العربية خلال السنوات الماضية ظهرت حالة خروج الكتب العربية من إسطنبول، وهذا يعيدنا إلى ظاهرة عشناها قبل 100 عام أن بعض الأصول العلمية التي جاءت إلى العالم العربي كانت طبعاتها الأولى في إسطنبول، وهذا عود على   بدء بعد قرن من الاغتراب عن اللغة العربية، شيء يقدر".

وعن عزوف العرب عن القراءة، قال الكاتب الموريتاني، أنا ضد الشائعة التي تقول إن العرب لا يقرؤون، العرب مثل غيرهم وأصيبوا بالقراءة كما أصيب غيرهم من خلال مواقع التواصل الاجتماعي. الكتب تقرأ وتشترى وحدثني أحد الناشرين قائلاً: دعك مما يقال نحن نعيش عصرنا الذهبي من ناحية بيع الكتب واتساع النشر".

معرض إسطنبول الدولي للكتاب العربي (تلفزيون سوريا)
معرض إسطنبول الدولي للكتاب العربي (تلفزيون سوريا)

جيل الربيع العربي مهتم بالقراءة

وقال محمد برو مدير موقع "صدى لاستطلاع الرأي"، إن "الإقبال على المعرض متوسط حتى الآن، وهذا ما يوضح حجم التأثير الاقتصادي على الناس، خصوصاً أن الكتاب العربي مقارنة بالكتاب التركي مرتفع الثمن".

وأضاف برو في حديث مع موقع "تلفزيون سوريا"، أن "معرض إسطنبول على مدار سنواته السابقة يهيمن عليه الطابع التراثي وهي نقطة لا تحسب لعالم الكتب".

وأشار إلى أن "حضور الناس لشراء كتب ورقية في هذا الزمن أمر جيد، خصوصاً أن الكتاب الورقي هو في طور الانقراض، الآن الكتاب الإلكتروني أكل الساحة، ونحن مع كبر السن لنا علاقة وجدانية مع الكتب الورقية إلا أن أولادنا وأحفادنا لن يكون لهم علاقة تذكر مع الكتب الورقية".

وعن علاقة أبناء الربيع العربي مع الكتاب، بيّن برو أن "المهجرين العرب والسوريين خاصة استهلكت قضاياهم معظم أوقاتهم من متابعة أخبار بلادهم خصوصاً أننا في قعر الهاوية".

ويرى أن "جيل الشباب يهتم بالقراءة بشكل جيد جداً، وهناك ترويج عالٍ لكتب التنمية البشرية بشكل يفوق المنطق، وهناك إقبال جيد على عالم الرواية أكثر من الشعر، حيث لا يقرأ الشعر إلا كُتابه ومحبو الشاعر".

حضور طلابي

وقالت روزيانا من مصر، تدرس في جامعة "غموش هانة" قرب مدينة طرابزون، أول مرة أزور معرض إسطنبول، وكان لافتا بالنسبة لي تنوع الكتب الموجودة، والحضور العربي الكبير في تركيا.

من جهتها قالت نوران من سوريا، طالبة جامعية في ذات الجامعة، تجربة جداً رائعة لشخص يعيش في مدينة بعيدة عن إسطنبول، لقلة الكتب العربية لمن يعيش بعيداً.

وأضافت "أعجبني التنظيم، وسهولة الوصول للأجنحة، أما الأسعار فهي متفاوتة بعضها رخيص وبعضها غالٍ، والخصومات للطلبة قليلة".

وأشارت إلى أن الطلاب عادة مهتمون بالكتب الدينية والمنشورات الإسلامية والكتب الاقتصادية والروايات الأدبية وكتب اللغات.