icon
التغطية الحية

بلجيكا.. سوريون يتجاوزون عائق اللغة للانخراط في سوق العمل

2022.08.10 | 12:42 دمشق

سوريون في بلجيكا
سوريون في بلجيكا (تلفزيون سوريا)
تلفزيون سوريا - أحمد محمود
+A
حجم الخط
-A

تناولت وسائل إعلام بلجيكية انخراط عدد من اللاجئين السوريين في سوق العمل رغم صعوبة اللغة الهولندية التي تسعى السلطات للتركيز بشكل أكبر على تعليمها في مكان العمل.

وفي تقرير لها، تطرقت صحيفة "نيوزيلاد" البلجيكية قبل أيام لعدد من قصص اللاجئين الذين لم يمنعهم "تأخرهم" في اللغة من دخول سوق العمل البلجيكي ومن بينهم اللاجئ السوري محمود مكوان (52 عاماً) الذي وصل إلى بلجيكا منذ ست سنوات.

وكان محمود يعمل في سوريا كمهندس في قطاع البناء أما اليوم فيعمل كـ"فني" في مختبر "Translab".

لغة العمل ليست سهلة

ويقول محمود "إن المكان الذي يتم فيه التحدث بكثير من المصطلحات التقنية ليس أمراً سهلاً، ولقد تلقيت سابقاً دروساً في اللغة".

وكان على مدرب لغته أيضاً أن يساعده لتعلم "لغة العمل" لأن هذه اللغة هي التي تُستخدم في مكان العمل.

ويضيف محمود "مهارة القراءة جيدة، إجراء التحليلات، إجراء الاختبارات وحتى مهارة الكتابة جيدة. تبقى الاجتماعات هي الأصعب بالنسبة لي؛ حيث لا يتحدث الجميع بوضوح".

ويستخدم محمود وزملاؤه وصاحب العمل أيضاً بامتنان تطبيقات مثل Google Translate لفهم بعض المصطلحات بشكل أفضل.

محمود مكوان
محمود مكوان (تلفزيون سوريا)

أما اللاجئ السوري سامر سالمو فإنه سيختار اللغة الهولندية لإجراء مقابلة العمل، في حال سُئل بأي لغة يريد إجراءها؟.

ويقول سامر (39 عاماً) "أريد دائماً التحدث باللغة الهولندية".

سامر كان طبيباً بيطرياً في سوريا ولأن شهادته لم تكن معادلة بشكل كامل، فهو بالتالي يعمل في بلجيكا كمساعد بيطري، ويقول "في سوريا التكنولوجيا متأخرة 25 سنة". 

وكان سامر قد تلقى دروساً في اللغة سابقاً ولكن عندما بدأ العمل في عيادة بيطرية، اتضح أن هناك حاجة إلى إرشادات إضافية في اللغة.

وأوضح الطبيب البيطري "قد لا تتحدث الحيوانات الهولندية، لكن من المهم أن أفهم العملاء".

وأردف "بدأنا في قراءة كثير من المقالات حول الطب البيطري (..) شيئاً فشيئاً تعلمت المصطلحات الهولندية. طلبت أيضاً على وجه التحديد دراسة ملصقات الأدوية وأغذية الحيوانات الأليفة. إنه أمر مهم، لأنه عندما يتصل بنا العملاء، يجب أن أوصي بالطبع بالطعام أو الدواء المناسب".

ولا يزال سامر يستخدم تطبيق الترجمة من Google إذا لم يكن هناك خيار آخر، ويقول "لقد علمت أن ترجمة Google ليست صحيحة دائماً، لذلك أتحقق بانتظام من مدرب اللغة الخاص بي".

سامر سالمو
سامر سالمو (تلفزيون سوريا)

ازدياد عدد الباحثين عن عمل

وبحسب الصحيفة البلجيكية، فإن عدد الباحثين عن عمل الذين لا يتحدثون اللغة الهولندية يتزايد عاماً بعد عام.

وفي تقرير آخر، تناولت صحيفة "نيوزبلاد" قصة اللاجئ السوري

أحمد الحسين
أحمد الحسين (تلفزيون سوريا)

(31 عاماً) المنحدر من مدينة إدلب. أحمد يقيم في مدينة غنت منذ عام ونصف العام ويعمل في شركة لتصنيع الأخشاب.

ويتعلم أحمد "بالإضافة إلى العمل، اللغة الهولندية عبر يوتيوب، وهذه الطريقة مكنته من التعرف على مزيد من الناس هنا".

وقد فر أحمد من خدمته العسكرية، موضحاً "لم أكن أرغب في الانحياز إلى أي طرف والقتال في جيش الأسد ضد السوريين الآخرين. إذا تم الاعتراف بي كلاجئ، أود أن تتمكن زوجتي وبناتي من المجيء إلى هنا أيضاً.. في الوقت الحالي، ليس لديهم مشكلات مع النظام، ولكن غالباً ما تستخدم عائلتك للضغط عليك في حال كنت قد هربت".

السلطات تسعى لإيجاد حل

ويعاني واحد من كل خمسة من الباحثين عن عمل في VDAB أي "الخدمة الفلمنكية للتوظيف والتدريب المهني" من نقص في اللغة، الأمر الذي يمثل مشكلة حيث إن 80 بالمئة من الوظائف الشاغرة البالغ عددها 87000 تتطلب معرفة جيدة جداً باللغة الهولندية.

ومن أجل نجاح الأشخاص الذين يعانون من نقص في اللغة في عملهم، تريد وزيرة التوظيف الفلمنكية جو برونس، بالتعاون مع "VDAB"، التركيز أكثر على التدريب اللغوي في مكان العمل.

وفي عام 2021، قدم 25,971 شخصا طلباً للحصول على الحماية الدولية، ويشمل ذلك 949 شخصاً وصلوا إلى بلجيكا كجزء من عملية إعادة التوطين، وكان معظم اللاجئين من أفغانستان وسوريا وفلسطين وإريتريا والصومال.

واحتلت سوريا المرتبة الثانية في عام 2021 حيث وصل 2874 طالب لجوء منهم 906 قدموا إلى البلاد كجزء من إعادة التوطين، بحسب ما ذكرت وسائل إعلام بلجيكية.

وعلى مدار الأعوام العشرة الماضية من عمر الحرب في سوريا وصل عشرات آلاف من اللاجئين السوريين إلى بلجيكا وحصل عدد منهم على الجنسية البلجيكية فيما ينتظر البقية الحصول عليها بعد أن يستوفوا الشروط اللازمة.