بقايا جيش الأسد ميليشيات نفط ومافيات لتهريب المخدرات

2022.12.09 | 06:24 دمشق

بقايا جيش الأسد ميليشيات نفط ومافيات لتهريب المخدرات
+A
حجم الخط
-A

بقايا جيش نعم بقايا جيش فهكذا أصبح العنوان والترويسة التي باتت تميز بل ويعرف ويشتهر من خلالها جيش الأسد، جيش الصمود والتصدي، جيش المقاومة والممانعة، وذلك بعد 12 عاما من عمر الثورة السورية المباركة. جيش للأسف بانت وكشفت على الملأ عوراته وسوآته، وكشفت معها حقائق عقيدته وتكويناته وأخلاقياته التي أظهرها وأزاح الستار عن مسرحيتها بلا وجل أو خجل ردحاً من الزمن، وكثير من المآسي والمحن، ولاشك أن هذا حدث منذ بدايات السبعينات بعد أن سيطر النظام المقيت على الحكم في سوريا بعد بيع كبيرهم حافظ الأسد القنيطرة والجولان لإسرائيل وقبض أثمانهما.

لاشك عند عاقل أن جيش الأسد من خلال الثورة السورية، بات بقايا لجيش تابع ضعيف هزيل فاقد للمؤهلات والصفات والإمكانيات، التي تتمتع وتفتخر بها أبسط جيوش العالم، إن كان من حيث الولاء للوطن، والانضباط والجاهزية القتالية، التي يُكْفَلُ من خلالها حماية الشعب وسلامة أمن وحدود البلاد. وعليه وللأسف فمن المخزي والفاضح في سوريا هذا البلد العظيم في تاريخه، وأصالته وعراقة حاضره وماضيه، أن يكون مرتعا يتربع على عرش حمايته قائد فاشل قاتل وجيش إرهابي مجرم، فلقد كان من المفترض أن يكون وكما كل جيوش العالم ضعيفها قبل قويها، وفقيرها قبل غنيها، حاميا للشعب لا قاتلا له ومستبيحا لمقدراته وممتلكاته.

الحقيقة المرة أن هذا الجيش المجرم ومع تقادم سنوات حكم "آل الأسد"، فقد بات عمليا ومنذ بداية الثورة السورية ليس أكثر من عصابات دفاع وطني قاتلة لا مقاتلة

عمليا فإن بقايا جيش الصمود والتصدي كما بات معروفا من قبل عامة السوريين قبل خاصتهم_ولاغرابة_ أنه وكما قال ويقول الواقع قد أعد وجهز وسلح لقتلهم فقط، وقد وجد أساسا ومنذ بداية عهده، لا لحماية الشعب بل لحماية كرسي القائد الأوحد من خلال نظام قمعي استبدادي مارس ومايزال كل أنواع الإجرام والإرهاب بحق السوريين، ناهيك عن اللبنانيين والفلسطينيين، بل وحتى العراقيين من خلال سِنيِّ حربهم مع إيران، والحقيقة المرة أن هذا الجيش المجرم ومع تقادم سنوات حكم "آل الأسد"، فقد بات عمليا ومنذ بداية الثورة السورية ليس أكثر من عصابات دفاع وطني قاتلة لا مقاتلة، وميليشيات طائفية تشبيحية قمعية مجرمة، ديدنها ودينها وولاؤها للدرهم والدينار، بل وانصب جل همها واهتمامها على تجارة وبيع ما تم ويتم تعفيشه من ممتلكات السوريين في _أسواق_ وضع حجر أساسها جيش الأسد ونشرها حيثما حل ووضَعَ رِحالهُ في المحافظات والمناطق والأحياء السورية وخاصة تلك الموالية منها.

نعم بقايا جيش وميليشيات متاجرة متناحرة لا أخذت ثارا ولا محت عارا، حيث إنه لم يُرَ من هذا الجيش "العقائدي" طوال حكم الوارث والموروث ردٌ لعدوان أو انتصار في ميدان، أو استرجاع لسليب و مغتصب، بل وعلى العكس تماما فقد كان وما يزال الفرار والانهزام والهزيمة عنوانه وترويسة طلائعه وديدن أركاناته منذ عام 1967 أمام جيش العدو الإسرائيلي، بعد بيع وتسليم "حافظ الأسد" الأب "القنيطرة" والجولان كاملين ثمنا وعربونا لوجوده، وتوليته واستمرارية حكمه، بل وتوريثاً غير شرعي لوريثٍ قاصر مجرم. وهنا لابد لنا أن نسأل؟ ما بالكم في جيش لم يتوانَ عن فزعته لملالي قم في الحرب العراقية الإيرانية، وما بالكم في جيش "ردعٍ " ارتكب أبشع التجاوزات وانهار انهيارا مخزيا مذلا في "لبنان" عام 1982 أثناء الاجتياح الإسرائيلي، وما بالكم حتى هذه الساعة التي أكتب فيها هذا المقال فما تزال الطائرات الإسرائيلية تستبيح السماء السورية من شمال البلاد إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها، دون أي خجل أو رد فعل إلا بصواريخ خلبية لا تسمن ولا تغني من جوع، بل وتتساقط أعداد منها على بيوت السوريين كما حدث مرارا وتكرارا.

في الآونة الأخيرة وبعد استعادة النظام الأسدي المجرم وبدعم روسي إيراني الكثير من المناطق التي كانت خارجة عن سيطرتهم، تواترت الأخبار وما أكثرها عن قيام الروس وشرطتهم العسكرية بتحركات مثيرة كثيرة للفصل بين ميليشيات ولصوص أذرع نظام الأسد العسكرية وغيرها مثل (الدفاع الوطني والفرقة الرابعة وميليشيات القاطرجي ولواء الباقر والميليشيات المدعومة من إيران وروسيا والحشد الشعبي والقائمة تطول) والتي تتقاتل بشكل دائم فيما بينها على عوائد وموائد التعفيش وتهريب صهاريج النفط وقاطرات ومقطورات المواشي والدخان والسكر والكبتاغون والحشيش وغيره، وخاصة في محافظة ومناطق وأرياف دير الزور القريبة من سيطرة ومعابر قسد والحدود العراقية، كالميادين والعشارة والبوكمال وغالبا ما يسقط قتلى وجرحى في صفوفهم نتيجة لهذا التقاتل الدامي.

استعملت عائلة الأسد ما يسمى "الجيش العربي السوري" لسنوات طويلة وما تزال كأداة قمع لتحقيق وترسيخ وجودها واستمراريتها في حكم البلاد والعباد

للأسف فمعاناة أهالي وعشائر دير الزور باتت مع بقايا هذا الجيش والأمن مستمرة ومتواصلة وذلك نتيجة للانتهاكات الكبيرة والكثيرة التي يقومون بها برفقة الميليشيات الإيرانية وميليشيات وشبيحة ما يسمى الدفاع الوطني، وذلك منذ سيطرتهم على المدينة وأريافها قبل أعوام خلت وأخلت. كما تواصل الحواجز الكثيرة لفرقة المجرم ماهر الأسد الرابعة، المنتشرة في أنحاء متفرقة من محافظة دير الزور، فرض "الخوات" والإتاوات و"المعلوم" على المواد القادمة للمحافظة بكل أنواعها وذلك تحت مسمى "الجمركة". و لا يقف الأمر عند هذا الحد بل أصبح ملاك المحال والتجار يتذمرون من كِبَرِ المبالغ التي يفرضها ضباط الأمن والجيش وعناصر الدفاع الوطني عليهم، بزعم حمايتهم وحماية أرزاقهم وتأمينها، ومن يتردد منهم أو يرفض فتحرق أو تسرق محاله وتجارته أمام عينيه وهذا حدث مرارا وتكرارا جهارا نهارا.

ختاما.. كما ذكرنا أعلاه فقد استعملت عائلة الأسد ما يسمى "الجيش العربي السوري" لسنوات طويلة وما تزال كأداة قمع لتحقيق وترسيخ وجودها واستمراريتها في حكم البلاد والعباد، وتحقيق مآربهم الأخرى، وعوضا من أن تكون مؤسسات الدولة ومن بينها الجيش والشرطة والأمن بمختلف مسمياته قد تم تشكيلها لخدمة الشعب وتأمين أمنه واستقراره، فقد تحولت تلك المؤسسات للقمع وتكميم الأفواه والتعذيب والتغييب، وكل ذلك يأتي في سبيل خدمة القائد الواحد الأوحد، وفي الطرف المقابل، بل باتت هذه المؤسسات لا أكثر من أدوات قمع للشعب خدمة لآل الأسد ولبقائهم إلى ما شاء الله في السلطة من خلال عمليات التوريث التي تتم من دون حسيب أو رقيب، وربما إلى حافظهم الحادي عشر.  يأتي هذا كله بعد أن حول الأسد سوريا الأبية بمعية جيشه وأمنه وشبيحته إلى معتقلات وسجن كبير. قبل أن يجعلوها أطلالا لخراب قل مثيله، بل وطنا ومقبرة لأجداث وأشلاء ذبح وقتل فيها السوريون بكل الطرق وباستخدام كل أنواع الأسلحة الفتاكة والمُدَمِرةْ من صواريخ وحاويات وبراميل متفجرة وأسلحة كيميائية وغيرها من الترسانات النارية. وعليه فإن نظام الأسد يعد من أعتى الأنظمة الاستبدادية القمعية التي ما عرف التاريخ أسوأ منها "إن لم يكن وحيدها" ، ولذلك يستحيل على الشعب السوري أن يعرف الأمن والأمان والسلام والاستقرار قبل أن يتم التخلص من طغيان الأسد القاتل ونظامه الطائفي المجرم.