icon
التغطية الحية

بعد عامين من عملية "نبع السلام".. كيف يبدو الواقع الخدمي والمعيشي في المنطقة؟

2021.10.09 | 17:41 دمشق

1257273.jpg
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

شهدت مدينتا رأس العين شمال غربي الحسكة وتل أبيض شمالي الرقة وريفيهما تحسناً ملحوظاً في الخدمات والأحوال المعيشية، بعد عامين من سيطرة الجيشين التركي والسوري الوطني على هذه المناطق ضمن عملية "نبع السلام" التي انطلقت في التاسع من تشرين الأول 2019.

ونشرت وزارة الدفاع التركية، صباح اليوم تسجيلاً مصوراً على حسابها في تويتر في الذكرى الثانية لعملية "نبع السلام"، يظهر فيه لقطات من المعركة، ومشاهد من توزيع الجيش التركي المساعدات على المحتاجين في المنطقة.

 

 

وأصدرت الحكومة السورية المؤقتة بياناً في الذكرى الثانية، يستعرض الأعمال التي قام بها المجلس المحلي لمدينة رأس العين، كما رصد موقع تلفزيون سوريا المشاريع التي نفذهما المجلسان المحليان لتل أبيض ورأس العين.

الخدمات والواقع المعيشي

وقال رئيس المجلس المحلي لمدينة رأس العين طلال الحامدي في بيان الحكومة المؤقتة :"منذ تحرير رأس العين باشر المجلس المحلي بإعادة الحياة إلى المدينة وكان العمل الأول الاهتمام برغيف الخبز للمواطنين وتم إعادة تأهيل الفرن الآلي وتشغيله بالطاقة القصوى وبلغ الإنتاج بين 20 إلى 25 ألف ربطة من الخبز باليوم لسد حاجات الأهالي".

ويوم الأحد الفائت باشر المجلس المحلي لتل أبيض بعمليات تجهيز الفرن الآلي الجديد في مدينة تل أبيض، بطاقة إنتاجية تزيد على 25 طناً من الدقيق.

 

وقامت مديرية الخدمات في رأس العين بحفر  العديد من آبار المياه في المدينة لتأمين مياه الشرب للأهالي وتأهيل الحدائق، بالإضافة إلى تفعيل دائرة النظافة والبيئة في رأس العين، واستمرار العمل لإعادة تأهيل شبكة الصرف الصحي وتعبيد الطرقات وصيانة المرافق العامة.

 

ونهاية أيلول الفائت، وقعت ولاية شانلي أورفة جنوبي تركيا ومنظمة "وورد فيجن إنترناشيونال" الدولية للإغاثة بروتوكولاً لتأهيل شبكة مياه الشرب وتحسين المنشآت الصحية في منطقة عملية "نبع السلام".

ويهدف المشروع إلى إيصال مياه الشرب بشكل متواصل إلى المدارس والمستشفيات بداية، فضلاً عن العمل من أجل إيصالها إلى المنازل.

 

 

ويبدأ العمل في المشروع من الأول من تشرين الأول الجاري، ويستغرق 24 شهراً، يتم خلالها تحسين مستشفى ومركزين صحيين في مدينة تل أبيض.

استجرار الكهرباء التركية

ويستمر مجلس رأس العين بأعمال استجرار الكهرباء التركية من مدينة جيلان بينار التركية لإيصالها إلى كل المنازل خلال الأسابيع القادمة.

وتمكن مجلس رأس العين من توصيل الكهرباء إلى آبار المياه لتغذية المدينة والدوائر الحكومية، وذلك ضمن جهود توصيل التيار الكهربائي لكافة المنطقة، بعد الانتهاء من تنظيم الشبكة الناقلة وتركيب العدادات المنزلية.

وفي تموز الماضي وصلت الكهرباء التركية إلى مدينة تل أبيض شمالي الرقة، والتي سيستفيد منها قرابة 200 ألف شخص من السكان، بعد أن أبرم مجلس تل أبيض اتفاقية مع شركة AK ENERGY الخاصة.

 

القطاع الطبي

وفي مجال القطاع الصحي، أعاد مجلس رأس العين تأهيل المستشفى الوطني من جديد وبلغت سعته 200 سرير للمرضى، كما تم افتتاح عدة مراكز لعلاج اللشمانيا في القرى والمناطق النائية وأيضا قسم غسيل الكلى المدعوم من قبل منظمة سيما وقسم العيادات المجاني للأهالي".

وافتتح مركز غسيل الكلى في مدينة رأس العين أبوابه أمام المرضى في تموز الفائت، ومن المتوقع أن يستفيد 120 مريضاً مصاباً بالقصور الكلوي شهرياً من خدمات المركز، الذي سيوفر على المرضى في المنطقة مشقة السفر إلى مناطق أخرى لتلقي العلاج.

والمركز هو الأول من نوعه في المنطقة، وافتتح بالتعاون مع وزارة الصحة التركية وبدعم من الهلال الأحمر القطري وتنفيذ "الرابطة الطبية للمغتربين السوريين" (سيما).

أما في مدينة تل أبيض، فبعد إعادة تأهيل المستشفى الوطني بعد السيطرة على المدينة، باشرت مديرية صحة شانلي أورفة مطلع العام الجاري بتشييد  مستشفى التوليد وأمراض النساء على مساحة 1600 متر مربع، ويضم عدة أقسامٍ مثل النسائية والتوليد، والأطفال، والعمليات، والمختبر، والعناية المركزة.

القطاع التربوي والتعليمي

أعادت مديرية التربية والتعليم في المجلس المحلي لرأس العين تأهيل المدارس الموجودة في المدينة والريف حيث بلغ أعداد المعلمين 1000 معلم في منطقة رأس العين وريفها، وعاد أغلب الطلاب إلى التعليم وبلغ عددهم 15 ألفاً و300 طالب، ضمن 160 مدرسة.

وفي منطقة تل أبيض باشر 32 ألف طالب التعليم في العام الدراسي الجاري ضمن 283 مدرسة، وبإشراف أكثر من 1300 معلم.

الواقع الأمني.. تفجيرات وانتهاكات

تشهد مدن وقرى "نبع السلام" انتهاكات متكررة بين الحين والآخر يرتكبها عناصر في الجيش الوطني، كإطلاق النار الحي بسبب مشكلات، أو اعتقال أشخاص تعسفياً بتهمة الانضمام لتنظيم الدولة أو قوات سوريا الديمقراطية "قسد" أو النظام.

ووثقت العديد من المنظمات الحقوقية والإنسانية والتقارير الصحفية عمليات تعذيب في سجون فصائل من الجيش الوطني في منطقة "نبع السلام"، ونشرت صفحات على وسائل التواصل الاجتماعي فيديوهات لتعذيب مدنيين أو أسرى عسكريين، في حين تعتبر الفصائل أن مثل هذه الانتهاكات هي "أخطاء فردية"، وتتعهد بمحاسبة مرتكبيها وفصلهم من مرتباتها.

وضربت عشرات التفجيرات مدن وبلدات المنطقة ما أوقع مئات القتلى والجرحى، وتتهم تركيا والجيش الوطني "وحدات حماية الشعب" بالوقوف وراءها.

وينتشر الجيش التركي على حواجز تفتيش في مداخل مدينتي تل أبيض ورأس العين، في مساعٍ لضبط المنطقة أمنياً.

وأطلق الجيشان التركي والوطني السوري عملية "نبع السلام" في الـ 9 من تشرين الأول 2019، سيطرا خلالها على 1400 كم من الحدود التركية السورية بعمق 30 كم.

 

سيبلسيبلبلصثقث.jpg

 

وعلق الجيش التركي العملية في الـ 17 من الشهر نفسه، بعد اتفاق توصلت إليه أنقرة وواشنطن يقضي بانسحاب "قسد" من المنطقة،  ثم أعقبه اتفاق مع روسيا في سوتشي في الـ 22 من الشهر ذاته.