icon
التغطية الحية

بعد سقوط النظام.. الخدمات في دمشق بين التدهور والوعود

2025.02.04 | 06:14 دمشق

لماذا تأخر خيال الثورة بالإقلاع؟
+A
حجم الخط
-A
إظهار الملخص
- تدهور الخدمات الأساسية: منذ سقوط النظام، لم تشهد دمشق وريفها تحسنًا في خدمات الماء والكهرباء والإنترنت، بل ازدادت سوءًا في بعض المناطق، مما أدى إلى انقسام الآراء بين السوريين حول أداء الحكومة.

- تحسن محدود في بعض الخدمات: رغم التحديات، تحسنت بعض الخدمات مثل المواصلات العامة وتوفر الخبز، لكن مشكلة الكهرباء مستمرة، مما يضطر الأهالي للجوء إلى حلول مكلفة.

- الآراء المتباينة حول الحكومة: السوريون منقسمون بين السخط والدعوة للصبر، مع معاناة من الأعباء المالية بسبب الاعتماد على بدائل مكلفة لتأمين الاحتياجات الأساسية.

ما تزال الخدمات الرئيسية من ماء وكهرباء وإنترنت في مختلف مدن وبلدات دمشق وريفها على حالها منذ سقوط النظام، في حين أن بعض المناطق في هاتين المحافظتين ازداد فيها الواقع الخدمي سوءاً، رغم الوعود الحكومية التي أطلقها مسؤولون في حكومة تصريف الأعمال للحفاظ على الواقع الخدمي.

وكان رئيس وزراء حكومة تصريف الأعمال السورية، محمد البشير، قد أشار في مقابلة مع التلفزيون العربي، بعد تشكيل الحكومة بأيام، إلى أنهم ورثوا عن نظام الأسد المخلوع تركة ثقيلة فيما يتعلّق بالخدمات، وأنه يسعى مع حكومته للحفاظ على الواقع الخدمي كما هو في الوقت الراهن، في سعي لتحسينه قدر الإمكان مستقبلاً.

وفي الوقت الذي تمكَّنت فيه حكومة تصريف الأعمال من الحفاظ على الواقع الخدمي على حاله في عدد من المدن والبلدات في دمشق وريفها، تشهد بعض المدن والبلدات تراجعاً غير مسبوق في خدمتي الكهرباء والماء.

وهذا أدّى إلى انقسام آراء السوريين بين ساخط ومتململ من الواقع الخدمي، وبين من رأى أنه لا بد من منح الحكومة الحالية، أو تلك التي ستُشكَّل مستقبلاً، وقتاً كافياً لتحقيق خططها لتحسين هذا الواقع.

أعباء مضافة.. واقع التغذية الكهربائية في دمشق وريفها

في جولة ميدانية بالعاصمة وريفها، رصد موقع تلفزيون سوريا الواقع الخدمي هناك، حيث لوحظ تحسُّن ملموس في بعض الخدمات، أبرزها خدمة المواصلات العامة، التي كانت قد شهدت أزمة خانقة في عهد النظام السابق، وأصبحت اليوم متوفّرة بصورة دائمة رغم ارتفاع تكلفتها مقارنةً بالسابق.

كذلك، توفّرت مادة الخبز في معظم أفران دمشق وريفها، وبات السوريون قادرين على الحصول عليها في أي وقت، رغم الازدحام في بعض المناطق وارتفاع سعر الربطة إلى 4 آلاف ليرة بدلاً من 400 ليرة سابقاً، وذلك بعد زيادة عدد الأرغفة من 7 إلى 12 رغيفاً.

في المقابل، تشهد أحياء العاصمة دمشق تراجعاً في ساعات التغذية الكهربائية، حيث لا تتجاوز التغذية في معظم الأحياء ساعة أو ساعتين يومياً مقابل 22 إلى 23 ساعة قطع، فيما تعاني بعض المناطق في أحياء القصاع وباب توما من أعطال متكررة تؤدي إلى انقطاع الكهرباء لفترات طويلة، إضافة إلى ساعات التقنين المبرمجة مسبقاً.

باسمة فرحات، وهي موظفة متقاعدة من القطاع العام وربّة منزل في حي القصاع، تقول إنهم يعانون من أعطال متكرّرة في خط الكهرباء، ما يؤدي إلى انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة تصل أحياناً إلى يوم كامل أو أكثر، دون إصلاح العطل من قبل شركة الكهرباء.

أما ابتسام الخوري، وهي ربّة منزل في حي الدويلعة، فتشير إلى أن ساعات التغذية الكهربائية تراجعت من 5 ساعات يوميًا إلى ساعتين متقطعتين خلال الأسابيع القليلة الماضية.

وفيما يلي بعض المناطق في دمشق وريفها وساعات التغذية الكهربائية فيها:

دمشق:

  • المزة: مقابل كل 8 ساعات قطع، ساعة تغذية واحدة.
  • مساكن برزة: كل 8 أو 9 ساعات قطع، ساعة تغذية واحدة.
  • الزاهرة القديمة: انقطاع متواصل من 3 عصراً حتى 12 ليلاً، تتلوها ساعة تغذية واحدة.
  • ركن الدين: بالمجمل، مقابل كل 8 ساعات قطع، ساعة تغذية واحدة.

ريف دمشق:

  • صحنايا وأشرفية صحنايا: مقابل كل 12 ساعة قطع، ساعة تغذية واحدة.
  • التل: ساعة تغذية واحدة فقط خلال الليل.
  • ببيلا: مقابل كل 12 ساعة قطع، ساعة تغذية واحدة متقطعة.
  • جرمانا: مقابل كل 5 ساعات ونصف قطع، نصف ساعة تغذية متقطعة، مع قطع متواصل ليلاً من 1 بعد منتصف الليل حتى 12 ظهراً.

ويضطر الأهالي في ريف دمشق، ممن تتوفر لديهم الإمكانيات، إلى الاشتراك في محولات الكهرباء الخاصة (الأمبيرات)، لتأمين عدد ساعات تغذية معقول يومياً، وهو ما يضيف أعباءً مالية إضافية على الأسر في ظل الوضع المعيشي المتردي.

بدائل مُكلفة.. واقع التغذية المائية في دمشق وريفها

لا يبدو واقع المياه في مدن وبلدات دمشق وريفها أفضل حالاً من الكهرباء، حيث تعاني العديد من المناطق من عدم انتظام في أوقات التغذية المائية، فيما تشهد مناطق أخرى انقطاعاً طويلاً ومستمرّاً للمياه يصل إلى عدة أيام.

وتقول "الخوري": "تراجع وضع المياه في الدويلعة أيضاً، حيث كنا نحصل عليها لساعات طويلة يومياً، أما الآن فبالكاد تصل 3 ساعات فقط، ما يضيف مشقة إضافية في الاستحمام والشرب والاستخدامات اليومية الأخرى".

وتعاني مدن وبلدات أخرى مثل صحنايا وببيلا والزاهرة ومساكن برزة من عدم انتظام وصول المياه أو انقطاعها لساعات طويلة، ما يدفع الأهالي إلى الاعتماد على تعبئة مياه الصهاريج مرتفعة التكلفة لتأمين حاجاتهم الضرورية.

الواقع الخدمي بين السخط والتفاؤل

خلال الأيام الماضية، عبّر السوريون عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن سخطهم من استمرار تردي الخدمات، خصوصاً الكهرباء والمياه، في حين دعا آخرون إلى عدم التسرّع في الحكم على أداء الحكومة، ومنحها فرصة لتنفيذ وعودها بتحسين الخدمات.

وفي استطلاع لـ موقع تلفزيون سوريا حول آراء المواطنين، قال الفنان السوري أوجا أبو الذهب، الذي يعيش في باب شرقي، إن خدمات الكهرباء والمياه في منطقته ما تزال عند "الحضيض"، لكنه أشار إلى تحسن ملموس في خدمات أخرى، مثل توفر الخبز والمحروقات.

أما وسيم الوتار، وهو صاحب ورشة نجارة ألمنيوم في باب توما، فأكّد أن الكهرباء والمياه في منطقته لم تشهد أي تحسن منذ التحرير، لكنه يرى أن السوريين بحاجة إلى الصبر نظراً للدمار الذي طال البنية التحتية خلال السنوات الماضية.

في المقابل، استهجن العديد ممن استطلع موقع تلفزيون سوريا آرائهم تراجع الخدمات في مدنهم وبلداتهم، وطالبوا بتحسينها وضمان توزيعها بعدالة بين جميع المناطق.

مضر أبو شاش، وهو طالب جامعي، قال إنه لم يعد يحتمل ساعات التقنين الطويلة التي تمنعه من شحن أجهزته للدراسة والعمل، مشيراً إلى أنه بات يفكر في الهجرة مجدداً بعدما تراجع عن القرار مع سقوط نظام بشار الأسد.

أما مهند.ت، وهو عامل في ورشة حدادة في زملكا، فقد أعرب عن معاناته مع انقطاع الكهرباء لساعات طويلة، مؤكداً أنّ الأعطال المستمرة تزيد من صعوبة الحياة اليومية، مطالباً الحكومة الجديدة بالتحرك سريعاً لحل هذه الأزمات.