icon
التغطية الحية

بعد رفع سعر الصرف.. معظم المواد في سوريا زادت أسعارها 500 ليرة

2022.09.21 | 14:08 دمشق

1
أحد أسواق دمشق (الوطن)
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

ارتفعت أسعار معظم المواد الغذائية في الأسواق السورية خلال اليومين الماضيين، بعد رفع "مصرف سوريا المركزي" سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية إلى 3015 ليرة.

وذكرت صحيفة (الوطن) المقربة من النظام أن "ارتفاعاً فورياً طال مجمل الأسعار بعد رفع المركزي سعر الصرف، حيث تراوح الارتفاع بين 300 و500 ليرة لمعظم السلع كالألبان والأجبان والمواد الغذائية المعلّبة".

وجاء هذا الارتفاع بعكس ما صرحت "وزارة التجارة الداخلية" في حكومة النظام السوري، التي أصدرت تعميماً، اعتبرت أن "رفع المركزي لسعر الصرف لا يؤثر إلا بالمواد التي يتم تمويلها من قبل المصرف وهي حصراً القمح والأدوية النوعية وحليب الأطفال ولا تؤثر إلا على مستوردات مؤسسات الدولة من هذه المواد". وهددت الوزارة بالعقوبات والغرامات والسجن لكل من يرفع أسعار المواد.

لماذا ارتفعت الأسعار؟

واعتبر نائب رئيس "جمعية حماية المستهلك" في دمشق وريفها ماهر الأزعط أن "أي قرارات تصدر عن الحكومة بالنسبة للأسعار ومنها قرار رفع سعر صرف الدولار من المصرف المركزي، سيؤثر بشكل تلقائي في الأسعار".

ولفت إلى أن "نسبة كبيرة من التجار بدأت بعمليات الاحتكار عقب قرار رفع سعر الصرف لحين أن تتضح الصورة بشكل أكبر بالنسبة لهم". معتبراً أن "توقيت رفع سعر الصرف غير مناسب حالياً وخصوصاً أن هناك تغيرات بشكل يومي في أسعار المواد".

الخبير الاقتصادي والأستاذ في كلية الاقتصاد بجامعة دمشق شفيق عربش، قال إن "ارتفاع أسعار السلع في الأسواق هو أمر متوقّع جداً، لأن رفع سعر صرف الليرة أمام الدولار يؤدي حتماً إلى رفع سعر صرف الدولار الجمركي، وهذا بدوره يؤثر في كل رسوم عمليات التخليص الجمركي للبضائع المستوردة، وبالتالي ستكون النتيجة ارتفاعاً بالأسعار كبيراً جداً".

ووصف عربش "وزارة التجارة الداخلية" بأنها أدارت ظهرها للحقيقة ورأت فقط ما تريد أن تراه عندما أصدرت تعميمها حول رفع سعر الصرف وارتفاع الأسعار، لأن الواقع مختلف تماماً عمّا نشرته.

"التجارة الداخلية" غير قادرة على ضبط الأسعار

عضو "مجلس الشعب" التابع للنظام السوري زهير تيناوي، قال إن "توقيت رفع سعر الصرف من قبل مصرف سوريا المركزي لم يكن مناسباً وموفقاً وخصوصاً في ظل الظرف الحالي الذي نشهد به موجة كبيرة من الغلاء وعدم تناسب الدخل مع متطلبات الحياة والمعيشة حيث إن الفجوة بين دخل المواطن والأسعار توسعت بشكل أكبر بعد قرار رفع سعر الصرف، بالإضافة إلى أن حالة التضخم الموجودة حالياً لا تتناسب بالمطلق مع مستويات الدخول والمعيشة".

وأضاف أن "وزارة التجارة الداخلية ومديرياتها في المحافظات، غير قادرة على ضبط الأسعار في الأسواق دون أن تتأثر بالمجمل برفع سعر الصرف، والفلتان في الأسواق بدأ يظهر بشكل جلي حالياً".

وأكد أن "التسعير في الأسواق يتم أصلاً بناءً على سعر الصرف في السوق السوداء وليس بناءً على سعر الصرف في المصرف المركزي، ولكن اليوم أصبح هناك مبرر من أجل أن تزداد المضاربة بسعر القطع الأجنبي الموجود في السوق السوداء".

حالة غير صحية

وكانت وزيرة الاقتصاد السابقة في حكومة النظام السوري الدكتورة لمياء عاصي، قالت الإثنين خلال حديثها لإذاعة (شام إف إم) المقربة من النظام، إن "تعدد أسعار الصرف في السوق حالة غير صحية". مضيفةً أن "رفع المصرف المركزي لسعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية بنحو 7 في المئة سيؤثر على الأسعار في الأسواق".

والإثنين رفع "مصرف سوريا المركزي"، سعر صرف الدولار الأميركي مقابل الليرة السورية، حيث حدد سعر الدولار الواحد بـ 3015 ليرة سورية، بدلاً من 2814 ليرة. كما حدد سعر شراء الدولار لتسليم الحوالات الشخصية الواردة من الخارج بالليرات السورية بـ 3000 ليرة بدلاً من 2800، وسعر البدلات بـ 2800 ليرة بدلاً من 2525 ليرة.

وتشهد الليرة السورية تدهوراً مستمراً أمام العملات الأجنبية، وسط انعدام الحلول والخيارات الاقتصادية أمام حكومة النظام السوري لوقف نزيف الليرة، إذ فقدت الليرة 30 في المئة من قيمتها خلال عام واحد، بين منتصف 2021 الفائت و 2022 الجاري.