icon
التغطية الحية

بعد حمص ودمشق.. إصابات بالتسمم في حماة بسبب تلوث مياه الشرب

2021.08.20 | 06:53 دمشق

whatsapp_image_2021-08-19_at_1.13.01_pm.jpeg
حماة - إيلين حداد
+A
حجم الخط
-A

وصلت عشرات حالات التسمم إلى المشافي والعيادات الصحية في مدينة حماة بسبب تلوث مياه الشرب التي يتم ضخها إلى أحياء المدينة، في مشهد يتكرر في مناطق سيطرة النظام للمرة الثالثة خلال أيام.

وبحسب مصادر طبية من داخل المدينة، فإن العديد من الشكاوى وردت خلال الأسبوعين الماضيين من عشرات المواطنين القاطنين في أحياء حماة، تتحدث عن حالات تسمم من جراء تلوث مياه الشرب التي تصل إلى منازلهم بمياه الصرف الصحي.

وأكد المصدر أن مياه الشرب لها طعم ورائحة كريهة منذ عدة أيام، بالإضافة إلى وجود رمل وأتربة فيها.

تلوث مياه الشرب في مدينة حماة

وأوضح المصدر أن التحاليل التي تم إجراؤها للمرضى أظهرت أن شبكة مياه الشرب في عدد من أحياء المدينة تختلط مع مياه الصرف الصحي.

وتشابهت أعراض التسمم بين المدنيين مثل الإقياء والإسهال والغثيان والتهاب الأمعاء، بالإضافة إلى ظهور عدة حالات يرقان وحمى، ما دفع المصابين للجوء إلى الصيدليات والمراكز الصحية والعيادات من أجل تلقي العلاج.

وتحدثت رهف وهي من سكان حي طريق حلب لموقع تلفزيون سوريا أن طفلها البالغ من العمر 5 سنوات أصيب منذ عدة أيام بالتهاب أمعاء شديد بالإضافة إلى إقياء وارتفاع درجة حرارته، ما اضطرها لإسعافه إلى مشفى الأطفال حيث وضعوا له سيروما وقدموا له الأدوية، لكن ما إن تحسنت حالته حتى ظهرت الأعراض ذاتها على رهف وباقي أفراد عائلتها.

اشتبهت رهف أن الأعراض التي ظهرت عليها هي أعراض كورونا، لكن بعد مراجعة الطبيب رجح الأخير أن تكون حالة تسمم وسألها عما إن كانت قد تناولت أخيراً بطيخاً كونه تسبب أيضاً بحالات تسمم في مدينة حماة، فرد ترهف بالنفي ليتبين لاحقاً السبب.

وأكدت رهف أن نحو نصف سكان حيها أصيبوا بالأعراض نفسها وأن المياه باتت غير صالحة للشرب وطعمها ورائحتها سيئة جدا، ووصفت المياه بأنها مثل "مياه العاصي".

ولجأ الأهالي إلى غلي المياه قبل شربها في محاولة منهم لتعقيمها قدر المستطاع، لكن الرائحة والطعم السيئين بقيا في المياه.

وقال طبيب هضمية لموقع تلفزيون سوريا: راجعني أخيراً الكثير من المصابين بحالات التسمم حيث تظهر عليهم آلام بطنية ومعوية وتعب عام بالإضافة إلى حرارة وفقدان شهية.

في البداية شخص الطبيب المرض على أنه التهاب أمعاء بسبب تناول مأكولات فاسدة أو خضروات ملوثة، ولكن بعد توافد الكثير من الحالات وتشابه الأعراض تبين أن السبب عام وأن المياه وراء كل هذه الأعراض.

ولفت إلى أن بعض المرضى تم علاجهم بمطهرات معوية لكن سجلت حالات لمرضى بتسمم شديد وكذلك ظهرت حالات يرقان بين الأطفال.

ولجأ قسم من الأهالي إلى الصيدليات للحصول على دواء من دون مراجعة الطبيب، وذلك لتخفيف الأعباء المادية عنهم.

على غرار الكهرباء والطاقة الشمسية.. أزمة المياه متعمدة من تجار الحرب

واتهم أحد المواطنين في حديثه لموقع تلفزيون سوريا مسؤولي النظام وحكومته بتعمّد حدوث مشكلة تسرب مياه الصرف الصحي إلى شبكة المياه، بهدف بيع المياه المعبأة.

وأشار إلى أن هذه السياسة ليست بجديدة، وسبق أن اتبعها مسؤولو النظام في أزمة الكهرباء عندما زادوا من ساعات التقنين ثم غزت ألواح الطاقة الشمسية الأسواق.

ويبلغ سعر عبوة المياه المعبأة في الأسواق حالياً 1700 ليرة سورية والعائلة تحتاج يومياً إلى ما لا يقل عن 10 لترات من المياه للشرب والطبخ والطعام.