icon
التغطية الحية

بعد الحكم بسجنه 20 عاماً.. بلجيكا تفرج عن الإيراني أسد الله أسدي بوساطة عمانية

2023.05.27 | 17:57 دمشق

آخر تحديث: 27.05.2023 | 23:20 دمشق

بلجيكا
بلجيكا تفرج عن الإيراني أسد الله أسدي بوساطة عمانية (تويتر)
تلفزيون سوريا- إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

أثار إعلان السلطات البلجيكية الإفراج عن الدبلوماسي الإيراني "أسد الله أسدي" ردود فعل غاضبة لدى أطراف المعارضة الإيرانية وبعض المنظمات الحقوقية، مشيرة إلى أن هذه الخطوة "ستشجع طهران على تنفيذ المزيد من عمليات الاستهداف ضد المواطنين الإيرانيين في المنفى".

ووفق وكالة رويترز، فإن الخطوة جاءت بعد وساطة عمانية، جرى خلالها إفراج إيران عن عامل إغاثة بلجيكي يدعى أوليفييه فانديكاستيل، مقابل إطلاق بلجيكا سراح أسد الله أسدي (51 عاماً) الذي حكم عليه بالسجن 20 عاماً قبل نحو عامين، لإدانته بـ "محاولات اغتيال إرهابية" على خلفية تخطيط فاشل لاستهداف اجتماع للمعارضة الإيرانية في فرنسا عام 2018.

ووفق المصدر، فقد وصل موظف الإغاثة البلجيكي إلى بلده أمس الجمعة قادماً من إيران حيث كان مسجوناً بتهمة التجسس ثم أطلق سراحه في اتفاق تبادل سجناء مع الدبلوماسي الإيراني الذي كان مسجوناً في بلجيكا بتهمة "التخطيط الإرهابي".

وعرضت قناة (في.آر.تي) البلجيكية لقطات لوصول فاندكاستيل إلى قاعدة ميلسبروك الجوية المجاورة لمطار بروكسل حيث كانت عائلته في استقباله.

وفي شباط 2022، ألقي القبض على فاندكاستيل (42 عاماً) في أثناء زيارة لإيران، وحُكم عليه في كانون الثاني الماضي بالسجن 40 عاماً والجلد 74 جلدة بتهم من بينها التجسس. وصرّحت الحكومة البلجيكية أمس الجمعة أن لديها أسباباً للاعتقاد بأن إيران كانت تعتزم زيادة العقوبة.

قضية أسد الله أسدي

وفي الـ30 من حزيران 2018، خطط أسدي الذي كان يعمل آنذاك في السفارة الإيرانية في فيينا، لتنفيذ تفجير ضد التجمع السنوي الكبير لـ المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، وهو تحالف من المعارضة الإيرانية يضم في صفوفه حركة "مجاهدي خلق"، في منطقة "فيلبانت" بالقرب من العاصمة الفرنسية باريس.

وتمكنت الشرطة البلجيكية، في نفس اليوم، من توقيف زوجين بلجيكيين من أصل إيراني يعيشان في أنتويرب بالقرب من بروكسل وبحوزتهما 500 غرام من (بيروكسيد الأسيتون) المتفجر، بالإضافة إلى صاعق في سيارتهما.

وكان الزوجان قد التقيا قبل أيام مع الدبلوماسي الإيراني أسدي، في محل بيتزا بـ لوكسمبورغ. حيث كانوا جميعا تحت مراقبة المخابرات المحلية خلال وجودهم في البلاد.

وألقي القبض على "نسيمة نعمي" و"أمير سعدوني" في بروكسل وبحوزتهما المواد المتفجرة وفتيل التفجير، قال الادعاء آنذاك إنها كانت ستستعمل لتفجير تجمع المعارضة الإيرانية في فرنسا. ونشرت وحدة تفكيك القنابل البلجيكية تقريراً فصلت فيه كيف نقلت المتفجرات مع بطاريات وهوائي وجهاز للتحكم عن بعد. واعترف الزوجان بتلقيهما الطرد من أسدي، زاعمين عدم معرفتهما بمحتوياته.

اتفاق تبادل السجناء

وكانت المحكمة الدستورية البلجيكية قد أيدت في آذار الماضي اتفاقاً لتبادل السجناء مع إيران، لكن إطلاق سراح فاندكاستيل لم يكن بموجبه. وقال مسؤولون من الحكومة البلجيكية إن الإفراج عنه بموجب الاتفاق كان سيستغرق وقتاً أطول لأن ذلك كان من شأنه أن يدفع المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في المنفى، الذي استهدفه مخطط تفجير القنبلة في فرنسا، أن يلجأ إلى القضاء لوقف عملية التبادل.

وصرّح مسؤول حكومي بأن بلجيكا استعانت بدلاً من ذلك بالمادة 167 من دستورها، وهي مادة تنص على حرية الحكومة في تنفيذ سياساتها الخارجية وتنظيم علاقاتها الدولية.

بدورها، قالت وزارة الخارجية العُمانية في وقت سابق إنه جرى التوصل إلى اتفاق بموجبه أُطلق سراح المسجونين لنقلهما من بروكسل وطهران إلى مسقط (الجمعة) تمهيداً لإعادتهما إلى بلديهما.

وتتمتع سلطنة عمان بعلاقات جيدة مع كل من إيران والدول الغربية، وتوسطت من قبل بين الجانبين في مسائل مثل تبادل السجناء.

استنكار واسع للخطوة البلجيكية

واعتبر المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية أن إطلاق سراح أسدي قبل 15 عاماً من انتهاء مدة عقوبته يشجع الإرهاب. واتهم بلجيكا بدفع ما وصفها بـ "فدية مخزية" خلال عملية تبادل المحكومين بين طهران وبروكسل.

وقال المجلس ومقره باريس في بيان نشره على موقعه الرسمي إن "الإفراج عن الإرهابي (أسدي) فدية مخزية للإرهاب واحتجاز الرهائن"، معتبراً أن ذلك "سيشجع الفاشية الدينية الحاكمة في إيران على مواصلة جرائمها".

من جانبه، قال حزب المعارضة البلجيكي (إن-في.إيه) في بيان إن الحكومة "رضخت لسياسة الابتزاز الإيرانية"، وفق ما نقل المصدر.