icon
التغطية الحية

بعد التهديدات التركية.. تعزيزات عسكرية لـ"قسد" قرب "نبع السلام"

2021.10.14 | 12:44 دمشق

2019_10_7_8_40_45_826.jpg
عناصر من قوات سوريا الديمقراطية (إنترنت)
الرقة - الحسكة - خاص
+A
حجم الخط
-A

عززت "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) مواقعها في ريفي الرقة والحسكة بعشرات المقاتلين، بالتزامن مع قصف متبادل بين "قسد" وعناصر من الجيش الوطني السوري.

وقال مصدر لموقع تلفزيون سوريا إن "نحو 200 مقاتل (بينهم عناصر مجندون قسراً لم تتجاوز خدمتهم الثلاثة أشهر) وصلوا إلى جبهات مدينة عين عيسى شمالي الرقة قادمين من فوج المرندي شمال شرقي الرقة، وتوزعوا على النقاط وخطوط المواجهة".

وأضاف المصدر أن "العدد الذي وصل إلى جبهة شمال غربي الحسكة 130 مقاتلاً ومقاتلة تم توزيعهم أيضاً على نقاط التماس وخطوط الاستطلاع تحت إمرة مجلس تل تمر العسكري، قادمين من معسكرات الحسكة".

وتابع: "وصلت خلال الـ48 ساعة الأخيرة 4 شاحنات محملة بالتعزيزات اللوجستية من قاعدة تل البيدر التابعة للتحالف الدولي، إضافة إلى مخزون من المحروقات للآليات تم ملؤه أيضاً ضمن خزانات أسفل الأرض في مرآب الآليات بمدينة عين عيسى".

"قسد" تتجهز لصد عملية تركية قد تكون وشيكة

تأتي هذه التحركات من قبل "قسد" بعيد تهديدات تركية بشن حملة عسكرية شرق الفرات، حيث أكد المصدر استمرار القصف المدفعي بين الجيش الوطني و"قسد" على جبهات عين عيسى وأبو راسين، وسط تحليق طائرات مسيّرة يُعتقد أنها للقوات التركية، في سماء المنطقة.

وسبق أن قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يوم الإثنين الفائت، بأن صبر أنقرة نفد حيال "بؤرة الإرهاب" شمالي سوريا، وأنها عزمت القضاء على التهديدات القادمة من تلك المنطقة، وهو ما يشي بتطورات عسكرية جديدة ربما يشهدها الشمال السوري.

تصريحات أردوغان تنبئ بعملية عسكرية

تحمل تصريحات الرئيس التركي في طياتها تهديداً بشن عملية عسكرية جديدة ضد مواقع انتشار "قسد" في الشمال السوري، لكن الهجوم في حال حدوثه لن يكون بالسهولة المتوقعة، في ظل الدعم الأميركي والروسي المقدم لـ"قسد",
وبحسب الباحث في الشأن السوري عبد الوهاب عاصي فإنه ‏لا يُمكن إيقاف هجمات "وحدات حماية الشعب" و"حزب العمال الكردستاني" على القوات التركية شمالي ‎حلب، إلا بضمان إخراجها من ‎تل رفعت ومنبج بشكل كامل، مؤكداً أن تعويل ‎تركيا على الحلول الدبلوماسية مع روسيا لن يعطي أي نتائج مثلما كان الحال إبان التعاون مع أميركا في ملف منبج.

واستدرك "عاصي" أن تركيا لا يمكنها اتخاذ قرار بشن عملية عسكرية جديدة في ‎سوريا دون امتلاك غطاء سياسي من ‎روسيا أو الولايات المتحدة، وإن كان جزئياً على غرار عملية نبع السلام، مؤكداً أن هذا الغطاء غير متوفر حالياً، بل إن تجديد ‎الولايات المتحدة دعمها لقسد يقلص حظوظ تركيا لمدة سنة على أقل تقدير.

التصعيد مقابل التصعيد

ذكر القيادي في "الجبهة السوريّة للتحرير" مصطفى سيجري، شهر أيلول الفائت، أنه "سيتم تحرير مدينة تل رفعت والمناطق المحتلة الأخرى من قبل المنظمات الإرهابية"، وأن الجيش الوطني سيختار "الوقت والمكان المناسبين لاستئناف العمليات العسكرية".

وأضاف "سيجري" لموقع تلفزيون سوريا أن الخيار الوحيد أمام الجيش الوطني هو التصعيد مقابل التصعيد، ورأى أن التصعيد الأخير الذي شهدته المنطقة يؤكد "أننا مقبلون على معركة عسكرية ضد مناطق محتلة من قبل ميليشيا قسد، وربما تكون تل رفعت وما حولها، أو مناطق أخرى شرق الفرات".

من جانبه أكد المتحدث باسم الجيش الوطني السوري الرائد يوسف حمود أن الهجمات من قبل "قسد" على الجنود الأتراك، تتناغم مع التصعيد الروسي، وأشار في حديث لموقع تلفزيون سوريا، إلى أن الصاروخ الذي استهدف العربة التركية في مارع الأحد الماضي، من طراز "كورنيت" روسي الصنع.

وعن احتمالية بدء الجيش الوطني عمليات عسكرية ضد قسد في قادم الأيام، قال حمود، إن الأمور في سوريا مفتوحة على كل الاحتمالات، والمعارك في البلاد لم تنتهِ.

وكانت القوات الأميركية قد بدأت، شهر أيلول الفائت، تدريبات عسكرية لعناصر من "وحدات حماية الشعب"، من ضمن تلك التدريبات قيادة مدرعات "برادلي"، ما يشير إلى استخدام "قسد" لمدرعات أميركية في معاركها وعملياتها العسكرية.

يشار إلى أن تركيا وقّعت مع الجانبين الروسي والأميركي اتفاقيتين لـ وقف إطلاق النار شرق الفرات عقب إطلاق عملية "نبع السلام"، في تشرين الأول 2019، التي سيطر خلالها الجيشان التركي والوطني السوري على مدينتي تل أبيض ورأس العين وعشرات القرى بينهما على الشريط الحدودي في ريفي الحسكة والرقة.