icon
التغطية الحية

بعد التطبيع السعودي.. هل يمتد إفلات الأسد من العقاب ليشمل تهريب المخدرات؟

2023.04.10 | 16:42 دمشق

1
بشار الأسد يوهم العالم بوقف تجارة المخدرات التي هو قائدها الرئيسي - تلفزيون سوريا
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

لم يضطر بشار الأسد يوماً إلى الردّ على أدنى الجرائم التي ارتكبها رغم طول القائمة، ابتداءً من الجرائم ضد الإنسانية والمذابح المنظمة وصولاً إلى حملات الاغتصاب الممنهج والإخفاء القسري، بل إنه نجح في الالتفاف على العقوبات الدولية عبر تطوير الإنتاج الصناعي الكبير والتسويق المكثف للكبتاغون.

هذا ما أكده خبير دراسات الشرق الأوسط الفرنسي، جان بيير فيليو، في تقرير له بصحيفة "لوموند" الفرنسية، مضيفاً أن إنتاج هذا الكبتاغون الذي يسبب الإدمان يعود الآن بمليارات الدولارات سنوياً على النظام السوري، ويمثل مصدره الرئيسي من النقد الأجنبي، وهو موجه في المقام الأول إلى السعودية مسبباً مشكلة خطيرة على المجتمع، ورغم ذلك تبدو الرياض مستعدة لتطبيع علاقاتها مع بشار الأسد.

تدريب علماء الأدوية لصناعة المخدرات في سوريا

ولا تكلف صناعة الكبتاغون سوريا كثيراً، وفقاً لفيليو، إذ استطاع النظام السوري إعادة تدريب علماء العقاقير في صناعة الأدوية التي كانت قائمة على تصنيع الأمفيتامينات قبل الحرب، وإنشاء شبكة صلبة من الورش السرية في مناطق عسكرية غالباً، وذلك تحت حماية "الفرقة الرابعة" التي يقودها اللواء ماهر الأسد، الشقيق الأصغر لرئيس النظام.

كما تضمن "الفرقة الرابعة" حماية القوافل المحملة بالأمفيتامينات لتوصيلها إلى شركاء مرتبطين بـ"حزب الله" في لبنان، أو إلى الأردن حيث يشتبك المهربون التابعون للنظام السوري مع قوات الأمن الأردني، منذ فتح الحدود البرية بين البلدين في آب 2021، بحسب فيليو.

هل يوقف التطبيع مع الأسد تهريب المخدرات إلى السعودية؟

وإذا كان جزء من الكبتاغون يجري استهلاكه بشكل متزايد ومقلق في لبنان والأردن، فإن الوجهة النهائية لشحنات المخدرات تبقى إلى السوق السعودية التي يحظى الكبتاغون فيها بشعبية لا يمكن إنكارها بين الطبقة الوسطى في المدن السعودية، وفقاً لفيليو، حتى إن الرياض فرضت عام 2021 حظراً على الواردات الزراعية من لبنان، بعد تكرار اكتشاف شحنات من الفاكهة أو الخضار "المحشوة" بالكبتاغون.

إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، التي سنت قانوناً ضد انتشار وتهريب وتخزين المخدرات من قبل الأسد، ولا تخفي رغبتها في إعاقة ديناميكية التطبيع التي أطلقتها بكين مؤخراً من خلال وساطتها الناجحة بين إيران والسعودية، خاصة أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان منفتح على المصالحة مع بشار الأسد، وأن المسؤولين السعوديين يراهنون على أنه من الأفضل الحوار مع النظام السوري بدل نبذه، كي يؤدي ذلك للحد من تهريب الكبتاغون.

وخلص جان بيير فيليو إلى أنه ليس بعزيز على بشار الأسد الذي شجع الإرهاب وفي الوقت ذاته جعل نفسه الحصن الوحيد ضد الإرهاب، أن يوهم العالم بوقف تجارة المخدرات التي هو قائدها الرئيسي، لأنه مقتنع في قرارة نفسه بأن الجريمة مجدية.