icon
التغطية الحية

بعد ارتفاع الدولار.. النظام يعتقل كبار الصرّافين في حماة

2021.03.16 | 10:30 دمشق

alsraft.jpg
محلات صرافة في دمشق (إنترنت)
حماة - علا محمد
+A
حجم الخط
-A

أفادت مصادر خاصة لموقع تلفزيون سوريا إنّ قوات نظام الأسد شنّت حملة اعتقال كبيرة طالت كبار الصرّافين في مدينة حماة، وذلك بعد انهيار سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأميركي.

وأوضحت المصادر أنّ الحملة التي بدأت منذ يوم الأربعاء الفائت، ونفّذها عناصر مِن "الحرس الجمهوري" قادمين مِن العاصمة دمشق.

ودهم عناصر "الحرس" عدداً مِن المحال التجارية والبيوت التابعة لـ تجّار يتعاملون بالعملات الأجنبية دون ترخيص، واعتقلوا قرابة 7 تجّار مِن بينهم كبار المتعاملين بصرافة الدولار، الذين يسيطرون على السوق السوداء في حماة.

وحسب المصادر فإنّ العديد مِن تجار الدولار في السوق السوداء، غادروا منازلهم واختفوا عن الأنظار لـ حين هدوء الحملة التي تشنّها قوات النظام.

أحد التجّار قال لموقع تلفزيون سوريا إنّ "النظام في حالة غضب بسبب تجاوز سعر صرف الدولار الـ 4 آلاف ليرة سوريّة، لذلك بدأ يبحث عن تجار كبار وصاغة ذهب لملء خزينته، بعد الانهيار الكبير الذي تشهده الليرة والاقتصاد السوري عموماً".

وتابع "أرسل نظام الأسد عناصر مِن قوات الحرس الجمهوري خصيصاً لشن هذه الحملة على التجار في مدينة حماة، ودهم العديد مِن المحال والبيوت التابعة لصرّافين غير نظاميين يتعاملون بالدولار في الخفاء، واعتقل عدداً منهم وصادر الأموال التي كانت بحوزتهم، ما دفع العديد من التجّار للاختفاء عن الأنظار ".

وأكّدت المصادر أنها ليست المرّة الأولى التي ينفّذ فيها نظام الأسد حملة على الصرّافين والتجّار الذين يتعاملون بالدولار، بل سبق أن شنّ عدة حملات واعتقال العديد مِن التجار، وأفرج عن بعضهم مقابل مبالغ مالية كبيرة، مشيرةً إلى أنّ هذه الحملات هدفها "جمع الأموال" لا أكثر.

 

نظام الأسد يعتقل كبار الصرّافين والموالين له في حماة

مِن الذين اعتقلهم نظام الأسد، كبار التجّار والصرّافين الموالين له، ويشغلون مناصب في "لجنة المصالحة" ولهم "يد طولى" في حكومته، أبرزهم (موفق الأصفر) (خالد الساكت)، اللذين يعدّان مِن كبار الشخصيات الموالية والداعمة لـ"النظام"، كما أنّهما يسيطران على السوق السوداء في مدينة حماة.

ويعمل أحدهما لصالح فرع المخابرات الجوية في حماة، والثاني في "لجنة المصالحة"، ولهما يد في معظم مفاصل "النظام" بالمدينة، ورغم ذلك جرى اعتقالهما والحجز على أموالهما وأموال ذويهما. وفسّر بعض التجار ما حصل من حالات اعتقال بأنه حرب داخلية بين "حيتان الصرافة والحوالات في سوريا".

وسبق أن اعتقلهما نظام الأسد، العام الفائت، ولم يفرج عنهما إلّا مقابل مبالغ مالية كبيرة.

وينمع نظام الأسد في مناطق سيطرته التعامل بالعملات الأجنبية وخاصة الدولار، ويُعاقب مَن يتعامل أو يُتاجر بها.

وقال أحد الصرّافين لـ موقع تلفزيون سوريا إن النظام يبحث عن المتعاملين بالدولار بشتى الطرق ويلاحقهم ليتقاضى الأموال منهم.

وعن كيفية الإيقاع بهم، أوضح الصراف أن مخابرات وقوات النظام ترسل عملاء ومخبرين إلى المحال التي يشك بأنها تتعامل بالدولار مِن أجل التصريف، مشيراً إلى أنّه تعرّض لذلك، حيث جاءت إليه امرأة قالت إنّها قريبة جيرانه وتريد التصريف، ولكنه نفى عمله بذلك، لافتاً أنّ العديد مِن الصرّافين وقعوا في الفخ واعتقلوا وصودرت أموالهم.

ومنذ أيام شهد سعر صرف الليرة السورية هبوطاً تاريخاً لم يصل إليه مِن قبل، حيث تجاوز سعر الصرف الـ 4100 ليرة مقابل الدولار الأميركي الواحد، بينما ما يزال "مصرف سورية المركزي" محافظا في نشراته على سعر صرف ثابت يبلغ "1256 ليرة سوريّة" للدولار الواحد.

وذكر نظام الأسد - عبر وسائل إعلام رسمية وموالية - أنّه جرى اعتقال عدد مِن الصرّافين غير النظاميين والمضاربين على الليرة السورية، وإغلاق ما يقارب الـ 15 شركة صرافة للحوالات الداخلية المخالفة للأنظمة والقوانيين، واعداً بإجراءات لضبط المضاربين، فضلاً عن تحسين في سعر الصرف.

وحسب المصادر فإنه في حال إغلاق معظم شركات الصرافة والحوالات الداخلية، ستعمل لجنة مراقبة غسيل الأموال على مراقبة الحوالات في السوق السوداء، وبالتالي سيستحوذ "مصرف سورية المركزي" على كمية الدولارات المُحوّلة مِن السوريين خارج سوريا، والتي تقدّر بـ 5 ملايين دولار يومياً.

الجدير بالذكر أنّ قوات نظام الأسد شنّت، العام المنصرم، حملة كبيرة على محال الصرافة الداخلية في مدينة حماة، وأغلقت - حينذاك - شركات "الحافظ، والبارودي، وإرسال، والعنكبوت".