البث المباشر
تسبب مجلس مدينة حلب بحرمان نحو 1000 عائلة من مصدر رزقها الوحيد، بعد أن أزال جميع البسطات في منطقة باب جنين بمركز المدينة.
وذكرت صحيفة (الوطن) المقربة من النظام أن هذه الخطوة أثارت غضب واستياء أصحاب البسطات والأهالي، وخصوصاً أنها اتخذت في توقيت غير مناسب بتاتاً، وذلك مع دخول شهر رمضان، حيث تستقطب معروضات البسطات المختلفة ولا سيما الخضر والفواكه أبناء المدينة نظراً إلى رخص أسعارها.
وقالت إن أصحاب البسطات في باب جنين، فوجئوا بدوريات مجلس المدينة وهي تقتحم السوق لإزالة البسطات على اعتبار أنها مخالفة، ما تسبب بحالة من الإرباك والسخط لدى الباعة الذين لم يجدوا باب مسؤول يشكون له همهم لكونهم الحلقة الأضعف في سلسلة القرارات والتعاميم، والتي لم يراعِ تنفيذها حلول شهر رمضان.
وبرر مجلس المدينة إجراءه بأنه "يجب تموضع البسطات داخل البراكات المرخصة بشكل نظامي داخل سوق باب جنين، وهي التي جرى تخصيصها إبان إزالة الأكشاك من شوارع المدينة قبل نحو 7 سنوات، بالإضافة إلى الازدحام وإعاقة حركة مرور الأشخاص والسيارات ضمن المنطقة".
مطالب بالسماح لأصحاب البسطات بمزاولة عملهم في رمضان فقط
وتساءل إياد وهو صاحب بسطة وأب لخمسة أطفال: "ما مغزى تشدد البلدية في تنفيذ قراراتها السابقة مطلع شهر الصوم وتراخيها عن ذلك في الفترة الماضية؟ فلو أنها لجأت إلى تنظيم البسطات والاعتناء أكثر بنظافة الشوارع وترحيل القمامة ووضع ضوابط لذلك، منها فرض ضرائب لخزينة الدولة، لكان أكثر جدوى من المخاطرة بمصدر قوت عيالنا الوحيد".
أحد المتسوقين ندد بإزالة البسطات من قبل مجلس المدينة وحرمان أصحابها من أشغالهم من دون إيجاد مكان بديل لهم يضمن مزاولة عملهم وحصولهم على المال الذي يستر أوضاعهم المعيشية ويكفل رزق عيالهم، في وقت يكون الناس فيه أحوج إلى فرص عمل تقيهم البطالة والفقر والجوع.
وطالب آخر بـ "السماح لأصحاب البسطات بالعودة إلى مواقع عملهم خلال شهر رمضان فقط (نظراً لخصوصية الشهر)، على أن يتلقوا إنذاراً أخيراً من البلدية ويتعهدوا بمغادرتها نهائياً بعد ذلك، على أمل حل مشكلتهم بشكل جذري عبر تخصيصهم ببراكيات في مواقع أخرى مناسبة وذات جدوى تضمن استمرارهم بعملهم".
ويعمد مجلس مدينة حلب بين الحين والآخر إلى شن حملات تستهدف البسطات غير المرخصة في أحياء المدينة المختلفة، وخاصة الواقعة في وسطها التجاري، كما حدث في شارع التلل وحي الجميلية.
وتنتشر بسطات الخضار والفواكه بكثافة في سوق باب جنين بمدينة حلب، حيث اعتاد سكان المدينة التسوق منه بسبب انخفاض أسعار المنتجات فيه مقارنةً بالأسواق الأخرى، كما أن الباعة يلجؤون للبيع على البسطات لعدم تمكنهم من دفع المبالغ الكبيرة للحصول على تراخيص رسمية.
ارتفاع الأسعار في سوريا
ومنذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، تشهد أسعار معظم السلع والمواد الأساسية في الأسواق السورية ارتفاعات مستمرة، بالتزامن مع تطبيق حكومة النظام قرار رفع الدعم عن فئات من السوريين.
ومع دخول شهر رمضان زاد الارتفاع اليومي للأسعار، في ظل عدم قدرة كثير من العائلات على تأمين احتياجاتها، إضافةً إلى قلة فرص العمل، وضعف القدرة الشرائية للعملة المحلية المتدهورة أمام الدولار.
