icon
التغطية الحية

بعد أن كتب الرسالة الأخيرة.. انتحار عنصر في ميليشيا الدفاع الوطني بمحردة

2021.07.22 | 17:24 دمشق

218665479_3633967793495206_300126620022879613_n.jpg
(فيس بوك)
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

أقدم الشاب كريم فراس اليوسف وهو من أبناء مدينة محردة بريف حماة على الانتحار بإطلاقه الرصاص من بندقية حربية على رأسه، عند الواحدة من بعد منتصف ليلة أمس الأربعاء.

ونقلت صحيفة (الوطن) الموالية عن الطبيب الشرعي فادي إبراهيم أن "الكشف على جثة الشاب أظهر انتحاره من بندقية حربية، وفوهة الدخول من الذقن والخروج من الجمجمة".

وكان الشاب كريم كتب في نيسان الماضي "رسالة انتحار" عبر حسابه الشخصي في فيس بوك قال فيها: "في فترة من الفترات يجتمع عليك كل شي! خيبات الحظ.. تحطيم الأحلام.. التعب الجسدي.. الذكريات المرة.. لا يمكنني تحمل هذا، الآن أفكر.. كل ما حولي يدعو للموت.. وكل تلك الأشياء تشجعني على الانتحار".

وأضاف "لم أتوقع أن أجلس وأكتب رسالتي الأخيرة يوماً، ولكنني أفعل ربما ليس الآن، ولكن بعد وقت وجيز.. قد قتلتم روحي وأنا سأقتل جسدي حتى نتعادل.. هذه المرة لن أجيب على هاتفي للأبد.. لا أريد أن أتأخر في مكان ما هناك من ينتظر مجيئي.. هل تعلمون؟؟ إن الحياة لم تكن بتلك الجدية".

وتابع"الحقيقة أن الذين تركتهم خلفي، هم المنتحرون وليس أنا.. لطالما كانت حياتي عبارة عن وهم.. سيكون انتحاري الشيء الحقيقي الوحيد.. والآن يأتي الغموض.. لا يوجد كرسي لي في هذه الحياة، كل الأماكن معبأة.. لا مزيد من الخذلان بعد الآن .. لقد قاومت هذه الحياة بما يكفي، حان الوقت لأرحل.. على أي حال لم يكن البقاء سهلاً جداً لماذا يسمي الله الشوق إلى لقائه انتحاراً؟".

وأردف "حسناً لن يزورني أحد ولن تحلّ بي الرحمة، ولكن هذه الحياة وظيفة غير مناسبة لي وأنا أعلن استقالتي.. سألحق بأحلامي المغادرة.. أنا أنسحب فهذه ليست معركتي، أريدكم أن تقطّعوا جسدي وتبعثروه تحت الأرض، لا تدفنوا كل هذا الحظ السيئ في حفرة واحدة.. ربما أكون قد أسأت للرب وللبشرية.. ولكني لم أكن أقصد قتل نفسي.. كانت النية قتل شيء ما بداخلي، ولكنني قتلت نفسي عن طريق الخطأ".

وختم بالقول "لا أريد أن أكون في جهنم، ولكن لا محال، ولن يكون معي أحد في الجحيم حتى المقربين.. صدقاً لقد نجوت من هذه الحياة بأعجوبة.. هذه النهاية ليست كما خططت لها، لكنها النهاية وأنا سعيد، سنلتقي في الجحيم أيها الأوغاد، وداعاً".

ومن خلال رصد حسابه الشخصي في فيس بوك يتبين أن الشاب المنتحر كريم اليوسف يعمل مع ميليشيا الدفاع الوطني في محردة المدعومة من روسيا، حيث كتب في النبذة المختصرة عنه بأنه يعمل لدى "المهام الخاصة الروسية في قاعدة حميميم العسكرية".‏

كما ينشر في حسابه صوراً شخصية له يظهر فيها باللباس العسكري الكامل وإلى جانبه بندقية، بالإضافة إلى صورة جماعية له مع عناصر من ميليشيا الدفاع الوطني أمام كنيسة القيامة في محردة.

ونشر بتاريخ 25 من تشرين الثاني 2020 صورة له بالزي العسكري برفقة أحد عناصر "الدفاع الوطني" قال فيها إنه موجود في الرقة.

ونعت ميليشيا الدفاع الوطني في محردة عبر صفحتها في فيس بوك كريم يوسف وقالت إنه "أنهى حياته بعد أن ضاقت به سبل العيش".

كما نعاه سيمون الوكيل" أحد قادة الدفاع الوطني في مدينة محردة عبر حسابه في فيس بوك قائلاً "معقول كل هالمحبة من كل يلي حواليك ومافعلت تبقى أكتر معنا.. ضيعان النشاط والرجولة".

وكانت روسيا كرمت في شباط الماضي قادة من ميليشيا "الدفاع الوطني" في مدينتي محردة والسقيلبية بريف حماة ومنهم سيمون الوكيل، ومنحتهم "وسام الإخلاص لروسيا".

كما زار ضباط من قاعدة حميميم العسكرية الروسية مدينتي محردة والسقيلبية شمالي حماة في الـ 19 من نيسان 2020، والتقوا بقادة "الدفاع الوطني" في المدينتين، سيمون الوكيل، ونابل العبد الله، وقدموا لهما درع التعاون والصمود.

وتعود نشأة ميليشيا "الدفاع الوطني" إلى أواخر العام 2012، ومنذ ذلك التاريخ كانت تحصل على دعم عسكري ومالي إيراني، وتراجع الدعم الإيراني تدريجياً بعد دخول روسيا عسكرياً إلى جانب النظام في العام 2015، وانقطع بشكل كلي أواخر العام 2018 بعد أن حولت الميليشيا ولاءها نحو روسيا.

وتشهد مناطق سيطرة النظام ارتفاعاً بمعدلات الانتحار، ويعدّ الفقر والأوضاع الاقتصادية السيئة في مقدمة الأسباب التي تدفع الشباب والفتيات إلى اتخاذ القرار بإنهاء حياتهم، فضلاً عن ظروف الحرب والبطالة والضغوط النفسيّة والاجتماعية.