icon
التغطية الحية

بعد أن جندت قسد ابنها القاصر وفاة السيدة التي ترعى أبناءها المعاقين

2021.07.23 | 21:09 دمشق

f998607f-ae46-48ce-9221-caa463045f06.jpeg
الحسكة - خاص
+A
حجم الخط
-A

أثارت وفاة السيدة نورة أحمد من مدينة عامودا صباح يوم عيد الأضحى المبارك تفاعلاً كبيراً بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، كونها امرأة وحيدة تعيل اثنين من أبنائها من ذوي الاحتياجات الخاصة بعد تجنيد "قسد" لأبنها الأصغر.

وأطلق ناشطون حملة على مواقع التواصل الاجتماعي في نهاية شهر أيار الماضي لتقديم يد المساعدة والعون للسيدة نورة أحمد على خلفية انتشار فيديو يسلط الضوء على ما تعانيه من فقر ووضع إنساني ومعيشي صعب برفقة اثنين من أبنائها من ذوي الاحتياجات الخاصة يعيشون داخل منزل طيني متهالك بمدينة عامودا.

وبالرغم من تمكن الحملة التي أطلقها ناشطون من تحسين الوضع المعيشي وتأمين بعض مما تحتاجه السيدة نورة لإعالة عائلتها، إلا أن مشيئة الله كانت أكبر حين وافتها المنية صباح العيد لتترك خلفها ابنين من ذوي الاحتياجات الخاصة بلا معيل وقريب.

ومنذ وفاة زوجها قبل عدة سنوات كانت نورة تعيل وحدها بعدما اضطرار ابنها الأكبر للسفر هربا من التجنيد الذي تفرضه "قسد" فيما اضطر طفلها الصغير "ديار" بعمر عشر سنوات للانخراط في سوق العمل لتأمين لقمة العيش لعائلته قبل تجنيده من قبل مجموعة "الشبيبة الثورية" التابعة للإدارة الذاتية.

وقال مصدر من عائلة نورة إن "الشبيبة الثورية جندو ديار وهو بعمر 14 عاماً قبل أن يعترف مسؤولون عسكريون للسيدة نورة بأن ابنها أصبح في قنديل بعد أشهر من محاولاتها الفاشلة لاسترجاع ابنها الوحيد".

وأوضح المصدر أنه "إلى جانب ما عانته من فقر وقهر على ابنيها المريضين جاءت حادثة تجنيد وخطف ابنها ديار لتزيد العبء والضغط والنفسي والاقتصادي عليها فكان لا يمر عليها يوم دون أن تذرف الدموع على ابنها المغيب".

"كنت حين أراه عائداً للبيت مساء أنسى ما عانتيه طول اليوم" بهذه الكلمات لخصت نورة لأحد أقاربها وجود طفلها ديار بجانبها قبل تجنيده.

وكتب أحد أقارب العائلة على الفيس بوك منشوراً قال فيه "نورة ماتت قهرًا وحزنًا البارحة، ليس من عذاب كفاحها وتربية الشابين زوزان وشيار ذوي الاحتياجات الخاصة، بل على ديار الذي مر عيد آخر ولم تعلم شيئا عنه".

في حين كتبت الناشطة نوفين حرسان من مدينة عامودا على صفحتها بموقع الفيس بوك "في ليلة العيد بقيت ميتة جاثمة على الأرض وحولها أولادها المعاقين دون أن يدركا ما حدث لوالدتهم حتى صباح العيد عندما زارها أحد الأقارب ليجدها متوفيه".

وأضافت "نورة أحمد من مدينتي.. عامودا والدة ديار الذي اختطف من قبل جوانيين شورشكير والتي ماتت وفي قلبها غصة فراق ابنها المعيل الوحيد لها ولإخوانه المعاقين زوزان وشيار".

وقالت هيلين عثمان وهي ناشطة مدنية ومسؤولة عن "غروب جميلات روج آفا" الذي نظم حملة التبرع لصالح عائلة المرحومة على صفحتها بموقع الفيس بوك إن "قصه الكفاح انتهت يا خالتي.. حاولنا نأمن لك حياة مريحة.. بس الظاهر الراحة ما كانت من نصيبك بهالدنيا ...في الجنة بإذن الله".

وأضافت "كانت تحلم فقط أن لا يأتي هذا اليوم ويبقى أولادها ذوي الاحتياجات الخاصة دون أحد يرعاهم.. أناشد الجهات الرسمية أن تهتم بأمر أولادها ويتم وضعهم في دار للرعاية".

ووجه ناشطون دعوات للإدارة الذاتية بضرورة تحمل مسؤولياتها برعاية الطفلين من ذوي الاحتياجات الخاصة لا سيما بعد تجنيد "قسد" لشقيقهم الأصغر.

وقال ولات شيخو ناشط من مدينة القامشلي إن الإدارة الذاتية لم تستجب يوماً لما يعانيه الناس ودائما ما يقوم ناشطون ومدنيون ومغتربون بتقديم يد المساعدة للعوائل المحتاجة وحتى إن ضحايا المعارك في المنطقة يتم التكفل بعلاجهم إما من قبل إقليم كردستان أو الأطباء والمنظمات المحلية وأصحاب الأيادي الخيرة".

وأضاف ولات أنه "إلى اللحظة لم تستجب الإدارة الذاتية لدعوات رعاية هذين الطفلين بالعكس أعلنت مجموعة نسائية نشطة على الفيس بوك التكفل برعايتهم فيما بقت الإدارة الذاتية صامتة أمام ما اقترفته من جريمة بتجنيد طفل هذه السيدة قبل وفاتها".

 

وكتبت هيلين عثمان في منشور ثانٍ أمس الخميس أنه " بعد كل المحاولات الفاشلة لإيجاد حل لأيتام خاله نورة... نحن كروب جميلات روج آفا نعلن عن إمكانيه تكفلنا المادي لهم ولكل احتياجاتهم مدى الحياة".

وأضافت "إذا في عائلة بضمير تدير بالها عليهم فينا نقدم كل الاحتياجات ونقدم للعائلة اللي راح ترعاهم كمان الدعم وراتب".

وبالرغم من إنشاء الإدارة الذاتية لـ مكاتب حماية الطفل في النزاعات المسلحة في جميع مدن شمال شرقي سوريا بعد اتفاقية وقعها القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي مع الأمم المتحدة لمنع تجنيد الأطفال وتجنيبهم الحروب إلا أن عملية استمرار تجنيد الأطفال ضمن صفوف قوات "قسد" مستمرة بحسب بيانات ومنظمات حقوقية وإنسانية محلية ودولية.

 

وتقول مصادر تلفزيون سوريا إن "عملية التجنيد غالبا ما تتم عن طريق مجموعات الشبيبة الثورية التي تتبع لحزب العمال الكردستاني مباشرة، وتنشط في مراكز ومناطق وجود الطلاب والمراهقين والأطفال سواء في المراكز التعليمية أو صالات وملاعب الرياضة وحتى مراكز الثقافة والفن والموسيقا بهدف استمالة المراهقين والقاصرين للتجنيد عبر الترغيب أو حتى الخطف".