icon
التغطية الحية

بعد أربع سنوات من معركة الرقة.. ما يزال الأطفال يعيشون بين الأنقاض

2021.07.27 | 13:18 دمشق

ch1568196.jpg
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

ما يزال الأطفال في الرقة يعيشون بين الأنقاض مع محدودية المياه والكهرباء وصعوبة الحصول على التعليم، بعد أربع سنوات من انتزاع المدينة من تنظيم الدولة في شمال شرقي سوريا.

وقالت منظمة إنقاذ الطفولة في تقريرها الصادر اليوم الثلاثاء (27 تموز 2021) إن آلاف الأشخاص عادوا إلى الرقة أو انتقلوا إليها منذ انتهاء المعركة في عام 2017، مشيرةً إلى أن 36 في المئة من مباني المدينة ظلت مدمرة بالكامل، وفقاً لبحث سابق.

ويقدر التقرير أن ما بين 270 ألفاً و330 ألف شخص يعيشون هناك حالياً، لكن مستويات إعادة بناء المساكن وإعادة تأهيلها لا تزال منخفضة، حيث يعيش الأطفال في خوف دائم من انهيار منازلهم فوقهم.

وكشف التقرير أنه خلال أربع سنوات لم يكن هناك سوى القليل من إعادة التأهيل للمدينة التي واجهت في ذروة حملة القصف 150 غارة جوية يومياً، ما أجبر الأطفال على العيش في منازل متضررة، بدون أي مكان للتعلم أو اللعب إلا وسط الأنقاض.

75 بالمئة من سكان الرقة يعتمدون على المساعدات

وبحسب التقرير فإن 75 بالمئة من سكان الرقة يعتمدون على الدعم لشراء الطعام والسلع والخدمات الأساسية الأخرى، في حين ما تزال 80 بالمئة من مدارس المدينة متضررة، حيث أدى الصراع وتداعياته إلى تدمير قطاع التعليم بكماله.

كما أدى أسوأ جفاف منذ تسع سنوات في شمال شرقي سوريا إلى عدم وصول الأسر إلى المياه النظيفة في الرقة ، مما تسبب في أزمة صحية عامة مع زيادة التقارير عن الأمراض المنقولة بالمياه وتحديات في منع انتشار COVID-19.

عايدة البالغة من العمر 27 عاماً أجبرتها الحرب على مغادرة حلب بعدما قتل زوجها في عام 2015 في قصف النظام، تعيش الآن مع أطفالها الأربعة في منزل مدمر بالرقة بدون ماء أو كهرباء.

تقول عايدة "أخشى حقاً من أن تسقط الجدران على أطفالي يوماً ما، فالبناء في حالة سيئة للغاية، ولا توجد مياه أو كهرباء، وسيكلف العمل في تمديد هذه الخطوط مرة أخرى أو إصلاح المنزل الكثير من الأموال.

وتضيف "أشعر بالخوف عندما يخرج أطفالي لأنهم قد يتأذون، لذلك أسمح لهم باللعب داخل محيط المنزل فقط ولا أدعهم يبتعدون كثيراً، يوجد مبنى مدمر هنا وأخشى أن يكون هناك شيء ما تحته (مثل لغم أرضي أو ما شابه)".

وقالت مديرة الاستجابة السورية في منظمة إنقاذ الطفولة سونيا كوش إن "عشر سنوات من الحرب أدت إلى حدوث أزمة نفسية للأطفال وأسرهم، لكن في الرقة ليس من الآمن حتى للأطفال القيام بالأنشطة الأساسية التي تساعدهم على نسيان ما مروا به والاستمتاع بالحياة والاستعداد للمستقبل، مثل الذهاب إلى المدرسة أو اللعب مع أصدقائهم، فهم معرضون لخطر الإصابة والموت حتى من عدم القيام بأي شيء سوى الجلوس في المنزل تحت الأنقاض".

وأضافت أن "العائلات والأطفال الذين يعيشون في الرقة يتنقلون كل يوم بين المخاطر والأنقاض والأضرار التي سببتها الغارات الجوية التي شنها التحالف ضد داعش"، مشيرةً إلى أنه يجب على التحالف تحمل مسؤولية معالجة عواقب عمله العسكري.

واعتباراً من أيار 2021 كانت منطقة الرقة تضم أعلى نسبة من الأسر ذات الاستهلاك الغذائي الفقير أو محدودي الدخل، حيث لجأت نحو 80 بالمئة من العائلات في الرقة التي شملتها الدراسة التي أجرتها منظمة إنقاذ الطفل إلى اتخاذ تدابير يائسة، مثل شراء الطعام بالدين وإخراج أطفالهم من المدرسة للعمل من أجل تلبية الاحتياجات الأساسية.

ويعيش الأطفال وعائلاتهم في الرقة كل يوم في مدينة مدمرة، مع خيارات محدودة، وسط الجفاف والوباء والأزمة الاقتصادية التي تعم سوريا.

وأكدت المنظمة في تقريرها أن الاستجابات الإنسانية في الرقة لا تزال محدودة، في ظل ظروف صعبة يواجهها الأطفال مع مخاوف آبائهم على مستقبلهم ، مطالبةً "التحالف وجميع المانحين الإنسانيين بضمان استعادة الخدمات الأساسية وتوفير الفرص، لإعطاء الأطفال فرصة لمستقبل أكثر إشراقًا، بعد سنوات من المعاناة في ظل الحرب بسوريا".