بعث صدام.. رؤية من وثائق النظام

2020.04.10 | 00:01 دمشق

saddam-hus.jpg
+A
حجم الخط
-A

"لقد جاء حزب البعث للعراق ليحكمه 300 عام قادمة" صدام حسين

في هذا الأسبوع، يمر بنا تاريخ 7 نيسان، ذكرى قيام حزب البعث العربي، وفي هذه الذكرى نقرأ ما كتبه وقدمه "يوسف ساسون" الأستاذ المشارك في مركز الدراسات العربية المعاصرة بجامعة جورج تاون، في  كتابه المهم بعنوان: "بعث صدام: رؤية من داخل نظام استبدادي" الذي صدر عن دار الجمل. الكتاب يقوم على تحليل وقراءة الكثير من وثائق حزب البعث، ومن خلال الوثائق يمكن فهم كيفية العمل الداخلي لدولة عربية معاصرة، والكتاب باعتماده على رواية الحزب عن نفسه لا يعود لمقالات الجرائد والمصادر الثانوية الأخرى، بل ينظر في وثائق الحزب ذاته، وبهذه الطريقة استطاع المؤلف التنقيب في قلب وأحشاء حزب أوحدَ حاكمٍ لدولة عربية وقعت في قبضة أيديولوجية سلطوية.

يعتمد الكتاب على السجلات الحكومية الهائلة التي استولت عليها الولايات المتحدة الأمريكية بعد غزو العراق وسقوط صدام في نيسان 2003، تلك السجلات التي تزن أطناناً والتي أشرف على خروجها كنعان مكية، وهي عبارة عن سجلات حزب البعث، وأجهزة المخابرات، وعلى وجه التخصيص جهاز الأمن الخاص، والديوان الرئاسي، ووزارة الإعلام، وكذلك شرائط التسجيلات الصوتية لاجتماعات مجلس قيادة الثورة.

حزب البعث

مكن تطوير جهاز حزب البعث خلال الخمسة والثلاثين عاماً التي قضاها في الحكم قيادة الحزب من التغلب على الصراعات الداخلية، واجتياز حربين مدمرتين، والصمود في وجه حصار وحظر وعقوبات دولية قاسية، وخوض معارك ضد الشيعة والأكراد أثناء انتفاضة 91، ليكون الحزب الذراع الطويلة لصدام. أصبح تنظيماً قوياً ومؤثراً ولعب دوراً في الحفاظ على سلطة النظام وبنيته.

يعتمد الكتاب على السجلات الحكومية الهائلة التي استولت عليها الولايات المتحدة الأمريكية بعد غزو العراق وسقوط صدام في نيسان 2003

يشرح لنا الكاتب بنية الحزب، حيث احتل أعضاؤه أغلب الوظائف المهمة في البلاد، وكان كل قرار كبير وخطير في الدولة يخرج من مكتب قيادة الحزب، أي من أمانة سر الحزب. ويصف لنا الكتاب أحد الشعب المهمة داخل الحزب وهي "قسم المعلومات الخاصة" وكان يختص بفحص المعلومات عن أي عضو بالحزب يطلب شغل منصب هام بالحزب أو بالجهاز الإداري التنفيذي للدولة.

على المستوى الوطني، كانت أهم وأخطر وظيفة للحزب أن يكون عين وأذن النظام في كل ركن من البلاد، ومع مرور الوقت تدخل الحزب في الكثير من الملفات وكان له تأثير على قوى الأمن، والجيش، وبيرقراطية الحكومة، وعلى العمال والاتحادات والنقابات المهنية، وعلى تأسيس وتنمية عبادة الزعيم القائد أي صدام حسين. ومن عقد التسعينيات، بدأ الحزب في التدخل في توزيع حصص الطعام، وفي ملاحقة واعتقال المنسحبين وهاجري الحزب، وفي الإعداد لمقاومة الغزو في 2003.

تمويل الحزب

يشير الكتاب إلى إدراك صدام أهمية التمويل في إدارة الحزب بنجاح، وطبقاً لما يذكره جواد هاشم الذي شغل منصب وزير التخطيط والمستشار الاقتصادي للقيادة القطرية لحزب البعث، قرر صدام حسين احتجاز 5 بالمئة من عوائد النفط العراقي في خزانة حزب البعث، وكانت تلك النسبة ملك مؤسسة كولبنكيان قبل تأميمها عام 1973، وحسب تقديرات هاشم تراكمت تلك النسبة في حسابات سرية خارج العراق ويقدر أنها وصلت إلى 10 مليار دولار عام 1989 عدا عن الفوائد السنوية لهذا الاستثمار في البنوك الأجنبية.

بل أن الحزب حافظ على تحصيل رسوم الاشتراك من الأعضاء أنفسهم والتي تزيد مع ارتفاع رتبة العضو في الحزب، وكانت هناك مراقبة سرية للتفاصيل المادية لمنتسبي الحزب لأن أي تغيير مفاجئ في الحالة المالية لأي عضو بالحزب، يمكن أن يشير إلى أن الشخص أصبح عرضة للضعف واحتمال قبولهم التعاون مع خصوم الحزب مقابل ثمن مادي ويصبح مصدر تهديد لأمن الحزب.

الانضباط الحزبي

من الوثائق التي اطلع عليها الكاتب نرى شرحا لقضية أهمية الانضباط الحزبي التي اهتم بها صدام شخصياً، كان كبار أعضاء الحزب يلقون ازدراء واحتقاراً إذا استعملوا سيارات الحزب في تنقلاتهم الشخصية، وهناك وثائق لمراقبة مواعيد وصول الأعضاء إلى أماكن عملهم. كان هناك فساد بلا شك داخل الحزب وكذلك أعمال إساءة السلطة، إلا أن أعضاء الحزب، قدامى وجدداً، لم يعرفوا أبداً إن كانوا سيعاقبون على أفعالهم أم لا، وكان عدم اليقين هذا أداة مقيدة، وكان كافياً للهيمنة عليهم بالإيعاز والإيحاء.

اتخذت الهيمنة على حياة الأعضاء أشكالاً أخرى: فقد كان على الأعضاء أن ينتظروا الحصول على موافقة من أمانة سر الحزب قبل إقدامهم على الزواج، كما هو متبع بالنسبة لضباط الجيش، وبمجرد أن شبت الحرب مع إيران، كان على الحزب مراجعة أي أصول إيرانية للمنتسبين له. واحدة من المذكرات الصادرة من أمانة سر الحزب كانت موجهة مباشرة لصدام حسين، تخبره من خلالها أن "الحزب يعاني من وجود أعضاء ليسوا من أصل عربي، وأن ذلك قد يمثل خطرا على الحزب في المستقبل" وأوصت تلك المذكرة بألا يمنح أي عضو من أصل إيراني شرف الانتماء للحزب، ويسجل صدام حسين على حافة المذكرة "أوافق على رأي أمانة سر الحزب ويناقش في اجتماع القيادة".

يلاحظ يوسف ساسون من خلال قراءة وثائق الحزب الداخلية أن هناك رقابة داخلية قاسية وانضباطا تاما داخل الحزب. تم إرسال مذكرة تنتقد الأعضاء الذين حضروا اجتماعاً دون أن يكون لديهم دفاتر لتدوين الملاحظات، أو آخرين كانوا يجلسون بشكل غير ملائم واضعين ساقاً فوق أخرى، وتم تذكيرهم بأن "القائد" (صدام حسين) ذاته استنكر تلك العادة في الجلوس كدلالة على افتقاد للانضباط الحزبي، وهناك عادة أخرى تمت مراقبتها في الحزب وهي عادة لعب الورق، وتم تحذير منتسبي الحزب منها. وهناك عادات كان من الصعب تغييرها، فهناك عضو من أعضاء القيادة القطرية طلب أن يمتنع العراقيون من إطلاق النار في الهواء تعبيراً عن الفرح، لكن صدام حسين رفض ذلك الاقتراح، فقد رأى أن تلك الممارسات تسمح للأعضاء أن يعبروا عن أنفسهم بحرية. بل أن الحرص على مراقبة الأعضاء وصل إلى اجتياز اختبارات اللياقة البدنية لمنتسبي الحزب، وأن يجروا فحصاً طبياً للتأكد من صحة لياقتهم البدنية، ولو لم يجتازوا الفحص للمرة الثانية، كانت مرتباتهم تنخفض للدرجة الحزبية الأدنى.

كان على الأعضاء أن ينتظروا الحصول على موافقة من أمانة سر الحزب قبل إقدامهم على الزواج

يشرح الكتاب كيفية الحصول على العضوية داخل الحزب وتجنيد الأعضاء، خصوصاً مع وصول الحزب للحكم عام 1968 وعندها قرر أن يزيد من عدد أعضائه كثيراً ليتمكن من منافسة الأحزاب الأيديولوجية الأخرى، وعلى وجه التخصيص الحزب الشيوعي الذي كان يحظى بشعبية كبيرة، ومورست ضغوط هائلة بلا كلل لضم أعضاء جدد، وبلغت تلك الضغوط حداً وصل إلى أن كبار قادة الحزب وجهوا تعليمات للفروع بأن كل موال للحزب عليه أن يضم على الأقل عضوين جديدين كل عام، وأن على أعضاء الحزب أن يعلموا على ضم أبنائهم وأقاربهم. تخيل يوسف ساسون حياة عضو عامل في الحزب أطلق عليه اسم افتراضي محمد مثلاً، وتتبع رحلة ذلك العضو من خلال وثائق الحزب وكيف تتم ترقيته ومراقبته، وكذلك يتتبع الكاتب أنشطة الحزب الثقافية والدعايات والفعاليات التي يقوم بها.

كان صدام مهتماً بالشأن الثقافي، وكان في غاية السخاء تجاه أي شاعر يمتدحه، وكمثال على اهتمام صدام بالأدب واللغة يورد الكاتب قصة عن مشاهدة صدام للتلفاز في شهر سبتمبر عام 2000 وسماعه مذيع القناة يقع في كثير من الأخطاء النحوية وهو يقرأ أوامر القائد (أوامر صدام حسين)، واستدعي على الفور وزير الثقافة والإعلام، وتشكلت لجنة خاصة على وجه السرعة لتحري أسباب المشكلة، وتم اتخاذ قرارات بأن يعيد المذيع القراءة على الوجه الصحيح دون أخطاء، وتمت معاقبة المذيع بإيقافه عن العمل ستة أشهر.

جهاز الأمن الخاص

يعود يوسف ساسون للوثائق ليقرأ تاريخ الأجهزة الأمنية في العراق، ونحن نقرأ تفاصيل عمل هذه الأجهزة نرى عالما يشبه رواية 1984 لجورج أورويل، فالأخ الأكبر يراقبك في كل مكان. ويفصل الكاتب في تاريخ ودور جهاز الأمن الخاص، حيث كان أقوى الأجهزة الاستخباراتية العراقية، وكان حسين كامل المجيد، زوج رغد ابنة صدام فعالاً في إدارته لهذا الجهاز، وأصبح قصي صدام حسين رئيساً للجهاز بعض الوقت، والكتاب يعتمد على وثائق القيادة القطرية لحزب البعث التي تظهر كيفية عمل ذلك الجهاز.

مهمة هذا الجهاز هو حماية الرئيس، غير أنه في أواخر الثمانينيات، ثم إلغاء تلك المسؤولية من الأمن الخاص وتكونت مجموعة خاصة عرفت باسم الحماية مكونة من حراس في الرئاسة، كذلك من بين الأفرع التي كانت تحت إدارة الأمن الخاص، فرع علمي يدير مختبراً لفحص الطعام الذي يقدم للرئيس، عن طريق تحليل عينات منه.

كلما غادر الرئيس أحد قصور الرئاسة، يستنفر كل نظام الأمن العمل، وكان على جميع أجهزة الأمن الأخرى أن تتبع أوامر جهاز الأمن الخاص، هذه الإجراءات التي يقوم بها الجهاز في حماية أمن الرئيس طبيعية وتحدث في الدول الديمقراطية، لكن المختلف في تجربة هذا الجهاز، هو تشديد الرقابة على كل الدوائر اللصيقة بالقائد العظيم، يشمل ذلك العاملين بالقصور الرئاسية مثل الكهربائيين، واللحامين، والحائكين، والكوائين الذين يعدون ملابس الرئيس، وكذلك السائقين، والمصورين، وتشمل المراقبة تركيب أجهزة تسجيل خفية في بيوت العاملين بالقصور الرئاسية، والتنصت على الهواتف في العمل والبيوت، والجمع الدائم والدقيق لأي معلومات تخص هؤلاء الأشخاص.

إحدى المشاكل التي واجهت فرع الأمن الخاص، بناء على الوثائق، هو كون أغلب العاملين بالقصور الرئاسية، الذين وصل عددهم 1300 عام 1995، كانوا من المسيحيين، ولأن أولئك العاملين كانوا يتحدثون إلى بعضهم ومع عائلاتهم باللغة الآشورية والكلدانية، فقد كان من الصعب على جهاز الأمن مراقبة المكالمات الهاتفية، ويقلق كاتب المذكرة الأمنية من أن فك شفرة هذه النصوص وترجمتها يستغرق أحياناً ثلاثة أيام وهي فترة كافية لحياكة مؤامرة، وتم تخصيص مزيد من المخصصات المالية لتشغيل مزيد من الآشوريين والكلدانيين في أعمال المراقبة.

نرى في وثيقة أخرى مخبرا يبلغ عن زوجة طباخ الرئيس وأنها تدمن لعب الميسر والقمار والمراهنات وأنها خسرت ذات مساء 30000 دينار عراقي (حوالي 300 دولار أميركي)، يرى جهاز الأمن في لعبها القمار نقطة ضعف للاختراق الأمني وترفع مذكرة لصدام توصي باعتقال الطباخ وزوجته، ويكتب صدام بخط يده على هامش المذكرة "ألا يجب عليكم أن تكونوا أكثر صبراً، وبدلا من الاكتفاء باعتقالهما، يجب أن تزرعوا واحداً من الجهاز ليلعب الورق في بيت الطباخ فيمكن له أن يخبرنا عما يدور وعن الأمور التي يتحدثون عنها في تلك الليالي"، بعد أسبوع تم رفع تقرير بأن أحد أفراد جهاز الأمن الخاص بدأ بالفعل يصبح شريكاً لزوجة الطباخ في لعب الورق.

تدل الوثائق على تحول جهاز الأمن الخاص من حماية الرئيس إلى مؤسسة عائلية خالصة، مهمتها حماية أمن أفراد عائلة صدام ومراقبة جميع من يعمل في دوائرهم، مثلاً حين كان أطفال قصي على وشك الالتحاق بدار حضانة، طلب نائبه معلومات مفصلة عن ستة من المعلمين يعملون في مدرسة الأطفال، بل إن المذكرات تشير إلى كون عدي، كان كثيراً ما يطلب معلومات عن أناس وأفراد دون أن يذكر سبباً لطلبه، وفي الحال تنشط جميع الأجهزة الأمنية لجمع المعلومات، بل إن قوارب ويخوت عدي تتمتع بحماية جهاز الأمن الخاص، ويتم مراقبة وفحص طواقم الإبحار والفنيين.

تمت مراقبة العلاقات العاطفية بين موظفي الجهاز أنفسهم، ورفع مذكرة بكون أحد العاملين يجلب النساء إلى شقته في وقت متأخر من الليل، وكان هاجس التخوف من العلاقات الغرامية كبيرا في تقارير الجهاز، هناك وثيقة عن أحد العاملين بالجهاز وكونه أقام علاقة غرامية مع سيدة كردية، وأصيب قادته بانزعاج وقلق شديد من هذه العلاقة. في الكتاب تفاصيل كثيرة عن الهيمنة والتحكم في العاملين بجهاز الأمن الخاص، وعلى من ينوي الزواج أن يقدم طلباً للحصول على موافقة الجهاز أولاً.

لا يعمل الجهاز تحت شعور الخوف فقط فهناك العطايا والمكافآت التي حققت نجاحا لهذه المؤسسة، ويستعرض الكتاب أنواع تلك المزايا التي يتمتع بها المنتمون للجهاز، مثل الشقق السكنية المجانية وتخصيص أراض لهم، ودفع تكاليف التعليم لمن يكمل التعليم الجامعي.

كان جهاز الأمن الخاص كلي الوجود والسلطة المطلقة، كانت له الكلمة النهائية في أي ترقية لمنصب رفيع أو الإقصاء من داخل النظام، وفي الكتاب نماذج من شكاوى المواطنين من فساد الجهاز واستغلاله للسلطات وطرق مراقبة النظام لهذه التجاوزات، وفي الكتاب قصص عن كيفية جمع المعلومات داخل هذا الجهاز عبر المخبرين الذين أطلق عليهم النظام لفط "مؤتمن"، وكان نظام البعث يجمع كميات ضخمة من المعلومات، مثل كل النظم السلطوية، فهو قريب من طريقة النظام السوفيتي، وكانت المعلومات تجمع عن المواطنين من مختلف المستويات الاجتماعية والسياسية. من بين وثائق قيادة حزب البعث القطرية كان يوجد ملف سميك جداً لطه ياسين رمضان، كان يحتوي على 300 صفحة وفيه كل المعلومات عنه.

تدل الوثائق على تحول جهاز الأمن الخاص من حماية الرئيس إلى مؤسسة عائلية خالصة، مهمتها حماية أمن أفراد عائلة صدام

كان صدام حسين يفهم تماماً أهمية كل ما يمكن جمعه من المعلومات عن الأعداء المحتملين، وحين أرسل له مجلس قيادة الثورة تقريراً يذكر فيه أن ابن طارق عزيز (وكان طارق عزيز في ذلك الوقت وزيراً للخارجية وموضع ثقة الرئيس) يستغل منصب أبيه ويتفاوض مع شركات أجنبية ليستفيد منها عمولات، كتب صدام حسين على هامش التقرير: "علم، لا يجرى استجواب للابن، ولكن تجمع عنه مزيد من المعلومات"، وبعبارة أخرى، أدرك صدام أن تلك المعلومات المدمرة يمكن أن تستعمل ضد طارق عزيز إن حاد ذات يوم عن ولائه المطلق للرئيس.

الكتاب فرصة لأن نرى الطاغية وهو يمارس قمعه عبر أجهزته، وعبر العبارات المقتضبة التي يكتبها على هوامش التقارير الأمنية، نرى لحظة نادرة لا تتاح لنا كثيراً بقراءة عقلية المستبد، وكيفية إدارة البعث وأجهزته حكم البلاد في بلد تحول إلى جمهورية خوف، مع انعدام الإحساس بالأمن وعدم معرفة ما يخبئه الغد والخوف من المجهول. مستوى رهيب من الوسواس القهري وصل إليه نظام صدام ليجبر الناس، مثلما تطلعنا الوثائق، على الوشاية بأفراد العائلة الواحدة، ومدى الذل الذي تمت ممارسته على المواطنين ومفاوضتهم في أبسط حقوقهم وابتزازهم ليتحولوا إلى مخبرين. أنهي حديثي بوثيقة تتحدث عن موافقة معلم على أن يكون مخبراً أو "مؤتمنأ" مقابل استلام ترخيص لمكتبة لبيع الكتب، وتم ابتزاز تقني يريد رخصة لفتح محل لنسخ المستندات بأن يكون مخبرا. لعل هذه الوثائق والوقائع، تعين المصابين بمرض عشق الطغاة وتحويلهم إلى أبطال خالدين لكي يروهم كمجرمين حقيقيين!