icon
التغطية الحية

بشار الأسد في ضيافة بوتين.. "شكر وامتنان" وتأييد للعملية الروسية في أوكرانيا

2023.03.15 | 20:45 دمشق

بشار الأسد وفلاديمير بوتين
أعرب الأسد عن شكره لروسيا نيابة عن الشعب السوري وامتنانه على الالتزام باحترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها - AP
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

استقبل الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مساء اليوم الأربعاء، رئيس النظام السوري، بشار الأسد، في مقر الرئاسة الروسية "الكرملين"، بعد يوم من وصول الأسد في أول زيارة رسمية إلى روسيا، بعد زيارات سابقة مفاجئة وغير معلنة.

وفي اللقاء البروتوكولي الذي بثته القنوات الرسمية، قال الرئيس الروسي إن "موسكو ودمشق على اتصال دائم"، مضيفاً أنه "بفضل جهودنا المشتركة والمساهمة الحاسمة للقوات الروسية، تم تحقيق نتائج مهمة في سوريا في مكافحة الإرهاب الدولي، وهذا يجعل من الممكن استقرار الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والداخلية".

وأشار بوتين إلى أن "التعاون الاقتصادي بين البلدين آخذ في التطور، إذ وصل معدل نمو التبادل الاقتصادي العام الماضي 7 %"، لافتاً إلى أن "العام المقبل يصادف الذكرى الثمانين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين".

واقترح الرئيس الروسي تنفيذ عمل اللقاء على مرحلتين، "الأولى، محادثات ضمن الوفود المرافقة من الجانبين، وبعد ذلك فرصة التحدث وجهاً لوجه في أثناء غداء العمل، وهذه فرصة لمناقشة الموضوعات الأكثر أهمية تقريباً في تعاوننا".

"شكر وامتنان"

من جانبه، قال الأسد "أنا سعيد جداً بهذه الزيارة"، مضيفاً أن "اللقاءات بين مسؤولينا لا تنقطع، ولكن التغيرات الدولية خلال العام الماضي تتطلب منا أن نلتقي لوضع تصورات مشتركة لهذه المرحلة".

وأعرب الأسد عن "شكره لروسيا نيابة عن الشعب السوري"، و"امتنانه على المواقف التي تؤكد الالتزام باحترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها"، وفق تعبيره.

كما أعرب عن "ارتياحه لنتائج عمل اللجنة الحكومية الروسية السورية"، مضيفاً أن هذه الزيارة "ستفتح جانباً جديداً في العلاقات بين سوريا وروسيا، وستحقق نتائج يمكن من خلالها المضي قدماً في تفاعلنا".

تأييد الغزو الروسي لأوكرانيا

من جانب آخر، أكد رئيس النظام السوري على تأييده للعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، معتبراً أنها "ضد النازيين القدامى والجدد، لأن الغرب استضاف النازيين القدامى على أرضه والآن يدعمهم مرة أخرى".

وشدد الأسد على أن "هناك ضرورة لإعادة التوازن إلى العالم اليوم، وإلا سيتجه إلى الانفجار والدمار".

لافروف يلتقي المقداد وشويغو يلتقي عباس

وسبق لقاء الأسد وبوتين، لقاءات عقدها وزيرا الخارجية والدفاع الروسيين مع نظيريهما في حكومة النظام السوري.

وعقد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، اجتماعاً مع نظيره في حكومة النظام السوري، فيصل المقداد، ناقشا فيه تطبيع الدول العربية مع النظام، وعودة سوريا إلى جامعة الدول العربية.

وقالت الخارجية الروسية إن الوزيرين بحثا "التعاون الثنائي والقضايا الإقليمية والدولية، والنزاعات في الشرق الأوسط"، مضيفاً أن "لدى موسكو ودمشق العديد من التساؤلات بشأن تنفيذ الاتفاقيات التي تم التوصل إليها في الاجتماعات السابقة"، وفق ما نقلت وكالة " نوفوستي" الروسية.

وأعرب لافروف عن ثقته في أن اللقاءات مع المقداد، وكذلك المحادثات بين بشار الأسد وفلاديمير بوتين في الكرملين، "ستدفع الشراكة الاستراتيجية بين البلدين إلى مستوى جيد"، وفق البيان.

كما أجرى وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، محادثات مع نظيره في حكومة النظام السوري، علي محمود عباس، ناقشا خلالها "الوضع في سوريا، والتعاون العسكري والفني الثنائي، واتفقا على مواصلة التعاون في مجال الدفاع ومكافحة الإرهاب"، وفق وكالة "نوفوستي" الروسية.

الشركات الروسية وفرص الاستثمار في سوريا

وعلى هامش الزيارة، عقد وفد النظام الوزاري الاقتصادي لقاءات مع المسؤولين الروس المعنيين بملف التعاون الاقتصادي المشترك، بحضور وزير شؤون رئاسة الجمهورية في حكومة النظام السوري، منصور عزام، عن الجانب السوري، في حين ترأس الجانب الروسي وزير البناء والإسكان والمرافق العامة ورئيس اللجنة السورية – الروسية المشتركة، إريك فيزولين، بالإضافة إلى ممثلين ومديري كبرى الشركات الروسية.

وقالت وكالة أنباء النظام "سانا"، إن هذه اللقاءات تأتي "في سياق المتابعة المستمرة لأعمال اللجنة الحكومية المشتركة بين البلدين، وسعياً لتعزيز الجهود الثنائية لمواجهة آثار العقوبات الغربية، بما يضمن استثمار الطاقات الاقتصادية ومصالح البلدين".

ووفق "سانا"، تضمنت اللقاءات مواضيع "تقييم محاور التعاون الاقتصادي الثنائي على صعيد تنفيذ المشاريع الاستثمارية المشتركة، والفرص الاستثمارية بعد صدور قانون الاستثمار رقم 18 لعام 2021، وتعزيز التبادل التجاري وانسياب المنتجات".

كما تمت مناقشة "الفرص الاستثمارية في قطاع الطاقة، ومحطات توليد الكهرباء، وإنتاج النفط والغاز، ومشاريع الموارد المائية ومياه الشرب، بالاستفادة من خبرات الشركات الروسية العاملة في هذا المجال.".

وأشارت "سانا" إلى أنه "تمت مناقشة عدة وثائق وصيغ تعاون من المزمع توقيعها قريباً، بعد أن تم وضع اللمسات الأخيرة عليها من قبل الجهات واللجان المعنية لدى البلدين وبالأطر القانونية اللازمة".

إعادة تشكيل العلاقات في الشرق الأوسط

ونقلت "نوفوستي" عن الباحث في مركز الدراسات العربية والإسلامية في معهد الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، بوريس دولجوف، قوله إن النظام السوري "الحليف الرئيسي لروسيا في الشرق الأوسط، لذا فإن هذا الاجتماع مهم للغاية بالنسبة لموسكو"، مضيفاً أنه "في ظل الظروف الحالية يمكن للمفاوضات أن تؤثر كثيراً".

وأوضح دولجوف أن "القرارات المتخذة ستؤثر بالتأكيد على مزيد من التنمية في المنطقة"، مشيراً إلى أن "الصين أعدت بالفعل الأساس لذلك" بعد رعاية الاتفاق بين السعودية وإيران لاستئناف العلاقات الدبلوماسية.

وأشار الباحث الروسي إلى أنه "يمكن لموسكو ودمشق وطهران وبكين إعادة تشكيل نظام العلاقات بالكامل في الشرق الأوسط"، لافتاً إلى أنه "إذا حاولت الولايات المتحدة في وقت سابق إنشاء الناتو العربي، فقد تغير الوضع الآن بشكل جذري، إذ عززت الصين أمن إيران، وستساعد روسيا سوريا في ذلك، وبشكل خاص وقف الهجمات الإسرائيلية".

من جهته، أشار مدير مركز دراسات الشرق الأوسط في المعهد، سيميون باجداساروف، إلى أن "موسكو يجب أن تدعم دمشق إذا كانت تريد الحفاظ على مكانة قوة عظمى"، مشيراً إلى أن المفاوضات بين بوتين والأسد قد تتضمن "الأزمة الاقتصادية وأزمة الوقود وكارثة الزلزال في سوريا، فضلاً عن أسئلة كثيرة حول التطبيع مع تركيا وما سيحدث إذا لم يفز رجب طيب أردوغان بالانتخابات الرئاسية".