icon
التغطية الحية

بسبب انقطاع الدعم.. مشاف ومراكز صحية في إدلب مهددة بالإغلاق

2021.08.19 | 06:28 دمشق

tsvsy.jpg
إدلب _ أحمد الأطرش
+A
حجم الخط
-A

تتفاقم معاناة السوريين شمال غربي سوريا يوماً تلو الآخر، ومن أكثر الأشياء التي يعانونها، هي القطاع الطبي الذي يوفر ضمان الصحة للأشخاص، فالقطاع الطبي يعاني من ضعف في الإمكانيات والتجهيزات بسبب تدمير عشرات المشافي والنقاط الطبية، من جراء التصعيد العسكري للنظام وروسيا على المناطق المحررة، وبسبب توقف الجهات المانحة عن تقديم الدعم للمراكز الصحية والمشافي.

موقع تلفزيون سوريا زار بعض المراكز الصحية والمشافي للحديث عن الوضع الطبي.

مراكز صحية ومشاف مهددة بالإغلاق

أديب عبد الرحمن مدير مشفى حريتان الخيري للنسائية والأطفال، يقول لموقع تلفزيون سوريا، إن المشفى مهدد بالإغلاق إذا استمر انقطاع الدعم عنه، ويعمل حالياً بشكل تطوعي من دون تلقي أي أجر من المنظمات.

ويضيف أن المستشفى يخدم شهرياً نحو 6500 شخص من النساء والأطفال فقط، ويقع المشفى في تجمع منطقة مخيمات دير حسان بريف إدلب الشمالي.

مدير مركز الزوف الصحي، محمد عبد الوهاب الزلخي، يقول لموقع تلفزيون سوريا، إن المركز حالياً يعمل بشكل تطوعي، وبشكل إسعافي مقتصر على يومي السبت والثلاثاء من الأسبوع، والمركز يخدم نحو 20 ألف شخص في المنطقة بين نازحين ومقيمين وقرى ومخيمات.

وبحسب ما قال الزلخي، إنه عند انتهاء الأدوية ونفاد الكلفة التشغيلية، سيكون المركز ذاهبا نحو خيار الإغلاق، ما يسبب حرمان آلاف الناس من الخدمة الطبية المجانية.

مصعب كدع المدير الإداري لمركز زردنا الصحي، يقول أيضاً إنّ المركز يعمل بشكل تطوعي، ومهدد بالإغلاق إذا استمر انقطاع الدعم عنه، ويخدم المركز نحو 40 ألف شخص من نازحين ومقيمين وقرى مجاورة.

ويضيف كدع أن المركز هو مركز رعاية أولية، يقدم عدة خدمات مجانية للمراجعين، منها خدمات العيادة العامة، والصيدلية، والجلدية، والداخلية، والنسائية، بالإضافة إلى عيادة طب الأسنان، والصحة المجتمعية، والدعم النفسي ومخبر مجاني وإسعاف ليلي.

ويشير إلى أن كل هذه الكوادر تعمل جميعها بشكل مجاني، وإغلاق المركز سيكون له آثار سلبية، نتائجها حرمان آلاف المدنيين من الخدمة.

وتابع كدع قائلاً، إنه تم التواصل مع جميع المنظمات العاملة في شمال غربي سوريا من أجل تقديم دعم للمركز، وأن جوابهم كان لا يوجد حالياً مشاريع دعم.

ووجه كدع عبر موقع تلفزيون سوريا، نداء استغاثة لجميع المنظمات الطبية، لدعم المركز من أجل استمرارية تقديم الخدمات الطبية في المنطقة.

مصعب ومحمد قالا إن الهلال الأحمر القطري هو مسؤول عن مركزي زردنا والزوف، وكان الهلال يقدم لهم الدعم عن طريق مديرية الصحة.

 

 

عمر جاد الله، المدير الطبي في بلدة الفوعة، يقول إن المركز يضم عدة أقسام، عيادات سنية، وداخلية، وجلدية، ونسائية، وقسم العلاج الفيزيائي، ومخبر وصيدلية، وسيارات إسعاف..

ويضيف أن المركز يخدم نحو 45 ألف شخص في المنطقة، شهرياً ما يقارب 3800 شخص و 17 حالة ولادة.

وبحسب عمر فإنه يبلغ عدد الكادر التطوعي 45 متطوعا في المركز، ويقول إنه إذا استمر انقطاع الدعم فسيكون الخيار الوحيد هو إغلاق المركز.

أيضاً مركز سرجبلة الصحي الواقع في مخيمات القطري، بمنطقة كفرلوسين على الحدود السورية التركية، مهدد بالإغلاق بسبب انقطاع الدعم والدواء، وهذا يؤدي إلى حرمان نحو 5000 شخص من الخدمة الطبية.

صعوبات كبيرة في العمل التطوعي

يقول أديب إنه من أهم المشكلات والصعوبات التي يواجهونها في العمل، هي نقص المستلزمات الطبية والأدوية في المشفى.

أيضاً الزلخي أضاف أن صعوبات كبيرة يواجهها العاملون في المركز حيث إن مكان سكنهم يبعد عن مكان عملهم، وهذا يسبب ضائقة مالية، وأيضا الكلفة التشغيلية للمركز حيث إن الأدوية الموجودة شارفت على الانتهاء.

عمر يضيف أنهم يواجهون صعوبات كبيرة في العمل منها، المصاريف التشغيلية للمركز والذي تبلغ مخصصاتها مبلغا كبيرا إضافة الى الوضع المادي الصعب للمتطوعين في المركز.

أعداد وإحصاءات من صحة إدلب

سالم عبدان مدير صحة إدلب يقول لموقع تلفزيون سوريا، إن عدد المشافي والمراكز الصحية غير المدعومة والمهددة بالإغلاق 3 مشاف و20 مركزا صحيا، بالإضافة إلى معظم مراكز العلاج الفيزيائي غير مدعومين ويعملون بشكل تطوعي، ومهددون بالإغلاق.

ويضيف عبدان، أنه في حال إيقاف المساعدات عبر الحدود ستزداد هذه الأعداد، وذلك يؤدي إلى انخفاض مستوى الخدمات الصحية في شمال غربي سوريا، التي تعاني من نقص في الكادر الطبي والمشافي والأسرّة، وعن آلية تجديد الدعم يقول إن المشافي والمراكز توقف مشروعها من قبل المنظمات الداعمة، وحتى الآن لم تتمكن المنظمات من تجديد المشروع.

الخاسر الأكبر هم المدنيون

نهلة حمدوني، وهي نازحة من سهل الغاب إلى منطقة مخيمات دير حسان بريف إدلب الشمالي تقول لموقع تلفزيون سوريا، إنها تعيش بجانب مشفى حريتان، وتتلقى خدماته المجانية منذ 4 سنوات، وتذهب كل فترة لفحص ابن ابنها هناك، والمشفى يتمتع بخدمات ممتازة وبشكل مجاني.

وتضيف حمدوني أنه إذا توقف المشفى عن العمل فستكون كارثة علينا كنازحين في المنطقة، حيث إننا لا نستطيع الذهاب إلى دكتور خاص بسبب سوء الوضع المعيشي.

وفي السياق نفسه، قال محمد دعيمس وهو نازح من ريف إدلب الجنوبي، إلى مخيم للنازحين قرب زردنا، إن المركز في زردنا خفف عنهم كثيراً، وقام بتأمين الدواء لهم، حتى حالات الولادة أصبحت في المركز بشكل مجاني.

ويتخوّف دعيمس من إغلاق المركز، الذي سيسبب لهم عبئا كبيرا، خاصةً أنهم لا يملكون سيارات يتنقلون بها إلى مراكز أخرى.