icon
التغطية الحية

بريطانيا وبلغاريا تعتزمان قطع الطريق أمام "مليون لاجئ" إلى أوروبا

2023.06.01 | 18:56 دمشق

طالبو لجوء برفقة قاربهم المطاطي
طالبو لجوء برفقة قاربهم المطاطي
The Times- ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

قررت بريطانيا التواصل مع تركيا وبلغاريا ضمن جهودها الساعية لمعالجة أزمة القوارب الصغيرة التي تنطلق إلى أوروبا، في الوقت الذي يحث فيه رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، قادة الدول الأوروبية على إدراج الهجرة غير الشرعية إلى القارة الأوروبية على رأس قائمة أولوياتهم.

ويفكر أكثر من مليون لاجئ سوري وأفغاني بمغادرة تركيا خلال هذا العام، عقب زلزال شباط، واستئناف عمليات الترحيل إلى أفغانستان بحسب ما نقلت صحيفة تايمز عن وزارة الداخلية البريطانية.

قطع الطريق أمام مليون لاجئ!

وتعلق الصحيفة "بالعودة إلى أكثر من مليون لاجئ يفكرون بمغادرة تركيا، يمكن القول إننا خرجنا بهذا العدد بناء على تقارير بريطانية وأجنبية عقب الزلزال المدمر الذي ضرب جنوبي تركيا وشمال غربي سوريا في شهر شباط".

في حين ذكر مصدر من وزارة الداخلية البريطانية بأنهم يتوقعون وصول الآلاف من الأفغان الهاربين من تركيا بعدما كثفت الحكومة التركية جهودها على إعادتهم إلى بلدهم، إذ تم ترحيل أكثر من خمسة آلاف منهم في مطلع هذا العام، وأضاف المصدر: "من المرجح أن تتسبب تلك الأمور بظهور موجة لجوء كبيرة من تركيا إلى أوروبا".

في حين أعلنت وزارة الداخلية البريطانية أن: "هنالك عوامل عديدة وراء مشكلة الهجرة، وسنواصل التعاون مع الشركاء الدوليين للتغلب على هذه المشكلة، وأقمنا علاقة وثيقة مع تركيا بخصوص مشكلة الهجرة غير الشرعية المشتركة فيما بيننا".

من جانبها، ذكرت هيئة مكافحة الجريمة البريطانية بأن: "معالجة مشكلة تهريب البشر أهم أولوية لدينا، ولهذا فإننا نتعاون مع الشركاء الدوليين لمنع وصول تلك القوارب".

ومن المتوقع أن يحاول أغلب هؤلاء اللاجئين السفر إلى أوروبا الغربية، ومن ضمنها بريطانيا. كما حصل خفر الحدود على أدلة تثبت بأن تركيا قد تحولت إلى مركز رئيسي لصناعة القوارب المطاطية التي يستخدمها مهربو البشر لنقل المهاجرين عبر بحر المانش، بحسب ما ذكر لصحيفة تايمز. ومعظم تلك القوارب من صنع الصين.

ولذلك، كُلفت الهيئة الوطنية لمكافحة الجريمة بإقامة علاقات أوثق مع السلطات التركية لاستهداف عصابات التهريب، على الرغم من عدم وجود أي توقعات حيال توقيع اتفاقية تعاون رسمية بينهما خلال فترة قريبة.

شراكات استخبارية لمراقبة المهربين

وسيعلن رئيس الوزراء البريطاني عن شراكة جديدة مع بلغاريا لتعزيز مشاركة المعلومات الاستخبارية عن عصابات الجريمة المنظمة التي تقوم بتهريب معدات القوارب والبشر عبر الحدود بين هيئة مكافحة الجريمة في بريطانيا والشرطة البلغارية.

يذكر أن بلغاريا تحولت إلى نقطة أساسية لدخول الاتحاد الأوروبي من قبل عصابات التهريب التي تنقل القوارب والمحركات من تركيا، وكذلك من طرف المهاجرين عقب ما تعرضوا له من قمع في أثناء عبورهم بحر إيجة إلى اليونان.

في حين أعلنت رئاسة الوزراء في بريطانيا أن الاتفاقية الجديدة ستساعد بلغاريا على تحطيم الأسلوب التجاري للمهربين، فقد منعت شرطة الحدود البلغارية 11 ألف حالة عبور غير شرعية على حدودها مع تركيا منذ شهر كانون الثاني الماضي، في زيادة تعادل 40% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي.

وليلة الأربعاء الماضية، أعلن رئيس الوزراء البريطاني أن الهجرة غير الشرعية تمثل خطراً غير مسبوق يهدد حدود أوروبا، ولهذا سيحاول طرح هذه الفكرة في القمة الثانية للمجتمع السياسي الأوروبي والتي ستعقد في مولدوفا، على الرغم من أن هذا المؤتمر يركز بصورة أساسية على الطريقة التي يمكن لأوروبا أن تنتهجها لتكثف دعمها لأوكرانيا في مواجهة الغزو الروسي. كما ستستضيف بريطانيا قمة للمجموعة ذاتها خلال العام المقبل، والتي تأسست على يد الرئيس الفرنسي ماكرون لتعزيز التعاون بين طيف أوسع من الدول الأوروبية دون أن يقتصر الأمر على دول الاتحاد الأوروبي وحده.

سيطالب سوناك رؤساء 46 دولة أخرى ممن سيحضرون تلك القمة بأن يحذوا حذو بريطانيا في صرامتها تجاه الهجرة غير الشرعية، وذلك لأن مشروع قانون الهجرة غير الشرعية الذي وضعته الحكومة البريطانية، والذي سيقوم البرلمان بالنظر فيه، يشتمل على سلطات تخول الحكومة بترحيل المهاجرين الذين يصلون إلى بريطانيا بطريقة غير نظامية ومنعهم من التقدم بطلب لجوء.

وحول ذلك علق رئيس الوزراء سوناك بالقول: "تواجه أوروبا تهديدات غير مسبوقة على حدودها، بدءاً من استخفاف بوتين بسيادة دول أخرى وصولاً إلى زيادة نسبة جريمة الهجرة المنظمة. إلا أننا لن نستطيع مواجهة هذه المشكلات بدون تعاون وثيق مع الدول والمؤسسات الأوروبية".

يذكر أن الاتفاق القاضي بإعادة المهاجرين من بريطانيا إلى جورجيا قد دخل حيز التنفيذ يوم الخميس الماضي، وسيعلن رئيس الوزراء سوناك عن بداية المحادثات بشأن عقد اتفاقية مماثلة مع مولدوفا في القمة المرتقبة.

تجدر الإشارة هنا إلى أن أكثر من ألفي مواطن جورجي دخلوا المملكة المتحدة بطريقة غير شرعية منذ عام 2018، إلا أن الاتفاقية التي ستعقد مع مولدوفا لن تؤثر إلا بشكل طفيف بما أن 17% فقط من سكان هذا البلد دخلوا بريطانيا بطريقة غير شرعية خلال الفترة نفسها. غير أن رئاسة الوزراء البريطانية أعلنت بأن الاتفاقيات تحد من الدافع الذي يحث المهاجرين على القدوم إلى بريطانيا بطريقة غير شرعية على الرغم من كل ذلك.

وجرت محادثات مع منظمة فرونتيكس الأوروبية حول عقد اتفاقية لمشاركة المعلومات الاستخبارية عقب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.