تعتزم بريطانيا طرح مشروع قرار للتصويت في مجلس الأمن الدولي، اليوم الإثنين، يدعو إلى وقف الأعمال القتالية في السودان الذي يشهد نزاعا مسلحا منذ أبريل/نيسان 2023.
ويسعى مشروع القرار أيضا إلى ضمان وصول آمن ومن دون عوائق للمساعدات الإنسانية عبر ممرين رئيسيين، في محاولة لتخفيف تداعيات الحرب التي تمزق البلاد.
ومنذ اندلاع الصراع بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة والحاكم الفعلي للسودان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، نائب البرهان السابق، تواجه البلاد كارثة إنسانية.
واتهم الطرفان بارتكاب انتهاكات جسيمة، تشمل استهداف المدنيين، القصف العشوائي للمناطق السكنية، ونهب أو عرقلة إيصال المساعدات الإنسانية.
قرار يطالب بحماية المدنيين
وأعلنت وزارة الخارجية البريطانية أن المملكة المتحدة ستبذل جهودا لحشد دعم أعضاء مجلس الأمن للمشروع، مستفيدة من توليها الرئاسة الدورية للمجلس.
ومن المقرر أن يرأس وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، جلسة التصويت على القرار الذي اقترحته بريطانيا بالتعاون مع سيراليون، والذي يطالب أيضا بحماية المدنيين وتقديم المساعدات بسرعة وأمان.
وأكد بيان صادر عن وزارة الخارجية أن الوزير لامي سيؤكد التزام بريطانيا بعدم التخلي عن السودان، إذ يخطط للإعلان عن مضاعفة المساعدات البريطانية إلى 226 مليون جنيه إسترليني (285 مليون دولار) لدعم المتضررين من النزاع، وفقاً لما أوردته وكالة فرانس برس.
وتسبب النزاع السوداني في مقتل الآلاف ونزوح الملايين، مما جعله أكبر أزمة نزوح في العالم. وأشارت السفيرة البريطانية لدى الأمم المتحدة، باربرا وودوارد، في تصريحاتها الأخيرة، إلى أن الجانبين ارتكبا انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان منذ بداية النزاع، بما في ذلك اغتصاب النساء والفتيات على نطاق واسع.
وتسعى بريطانيا، عبر مشروع القرار، إلى الضغط على الأطراف المتحاربة لوقف القتال فورا، مع ضمان إيصال المساعدات الإنسانية بشكل آمن وسريع عبر خطوط المواجهة والحدود، في محاولة لتخفيف معاناة الشعب السوداني وإنهاء واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.