icon
التغطية الحية

برنامج لشادي حلوة يثير غضب سكان من مدينة جبلة ما وراءه؟

2022.04.16 | 13:40 دمشق

thumbnail_277439916_3229354724056918_5689089731704374373_n.jpg
من برنامج الناس لبعضها الذي يقدمه شادي حلوة (ناشطون على فيس بوك)
أنطاكيا - حسام جبلاوي
+A
حجم الخط
-A

أثار برنامج اجتماعي يقدمه الإعلامي الموالي للنظام السوري شادي حلوة عُرض في مدينة جبلة على وسائل التواصل الاجتماعي قبل أيام انتقادات كبيرة من قبل ناشطين وأهالٍ من المدينة، واعتبره بعضهم مسيئاً لتاريخ جبلة بينما رأى آخرون أن الحلقة لم تخل من رسائل سياسية وانتقام من النظام لسكان المدينة المعارضين.

ومن خلال برنامج مسابقات حمل اسم "الناس لبعضها" جال "حلوة" بداية في شوارع وأحياء جبلة القديمة التي انطلقت منها المظاهرات سابقا وشهدت عدة حملات أمنية لقوات النظام واعتقالات حيث أجرى "حلوة" في أولى مقابلاته لقاء مع نازح من مدينة حلب ومقيم في جبلة ومنحه ظرف به خمسون ألف ليرة، ثم مع عدة عجائز ونساء في حي الدريبة مقتحما في بعض الأحيان حرمة المنازل دون اعتبار لثقافة سكان المنطقة.

 لينتقل بعدها للقسم الآخر من المدينة الذي يعرف بموالاته للنظام ويجري عدة مقابلات أخرى، حيث انتقد بعضهم "حلوة" في مشهد بكاء شيخ كبير بالعمر ساءت أوضاعه المادية، وبمشهد آخر وهو يظهر إحدى نساء المدينة وهي لا تعلم ناتج جمع واحد زائد واحد وهي امرأة يعرفها جميع أهالي جبلة ببساطتها.

 

thumbnail_277366671_3230669227258801_8941157100518853055_n.jpg

 

وحول الأسباب التي أثارت نقمة سكان مدينة جبلة لاسيما المعارضين للنظام اعتبر الطبيب زكريا العقاد وهو أحد وجوه المدينة البارزين أن البرنامج "مدفوع بمبادرة أمنيه هدفها تشويه صورة الطبقات الشعبية التي ثارت في جبلة ومحاولة "فضحها" انتقاما لها على تمردها ضد نظام الأسد.

وقال العقاد في حديث خاص لموقع تلفزيون سوريا إن البرنامج وإن ظهر بطابع مسابقات ومساعدات للمحتاجين إلا أنه حقيقة ما هو إلا "مبادرة سياسية أمنية الهدف منها الضغط على أبناء المدينة المغتربين عاطفياً لضخ العملات الصعبة التي سيستفيد منها النظام ويدعم احتياجاته واستمراره"، مضيفا أن النظام فشل في مشروعه "المزور" وهو الآن يهدد أهالي جبلة بالوصول إلى أبعد زاوية في انتمائهم المجتمعي.

 

277504190_642046460560897_8513652983294852806_n.jpg

 

وأشار الطبيب المهجر إلى اختيار شادي حلوة للعينات التي ساعدته على خلق صورة "رديئة للواقع المعرفي"، واستغل بساطة الناس المختارين أمنيا بعناية، كما لفت إلى أن شادي حلوة ومن وراءه سعوا لإظهار جبلة وأهلها بهذا الشكل من على بعد خطوات بسيطة من منزل المناضل عز الدين القسام الذي خرج من هذه الأحياء.

من جانبه اعتبر المحامي والناشط الإعلامي عروة السوسي من أبناء مدينة جبلة في حديث لموقع "تلفزيون سوريا" أن برنامج شادي حلوة وطريقة عرضه فيه "إهانة لتلك الفئة الضعيفة والمستضعفة التي أوصلها النظام لهذه الأوضاع"، مضيفا في الوقت ذاته أن "حلوة" لم يكن لديه الجرأة للتوجه إلى قرى ريف جبلة الموالية وإظهارها بهذه الصورة، بل تقصّد التوجه إلى الضعفاء البسطاء الذي لاحول لهم ولا قوة ويخافون من تلك الكاميرا كما يخافون من بندقية المخابرات التي قتلت أبناءهم .

 

thumbnail_278572441_1407659706323057_2690434831438862858_n.jpg

 

في الوقت ذاته طالت انتقادات من بعض ناشطي ريف جبلة البرنامج وعلق أحدهم بالقول:" الإعلام الي ما بصون كرامة الناس والي بصور بهذه الطريقة ليذل هو إعلام وضيع، وين ما مشيت بسورية رح تشوف آلاف المحتاجين لتساعدهم ولست بحاجة لإظهار مدى فقرهم أمام كل البشر".

على الجانب الآخر رحب البعض بفكرة البرنامج واعتبره فرصة للم شمل الناس ببعضهم ودفعهم للمساعدة، وأشادوا بزيارة شادي حلوة للمدينة.

يشار إلى برنامج الإعلامي الموالي للنظام قائم على تبرعات مغتربين سوريين، وصورت معظم حلقاته في مدينة حلب ومن المقرر أن يشمل عدة محافظات أخرى.