althania
icon
التغطية الحية

"بذريعة اضطهاد الأقليات".. سوريون يحرضون الحكومة الهولندية ضد أحمد الشرع

2025.02.11 | 20:43 دمشق

هولندا
يسعى بعض السوريين في هولندا إلى تحريض الحكومة ضد القيادة السورية الجديدة مطالبين بالضغط عليها بذريعة وجود انتهاكات بحق الأقليات
هولندا - أحمد محمود
+A
حجم الخط
-A
إظهار الملخص
- شهدت هولندا تحركات من بعض السوريين لتحريض الحكومة الهولندية ضد النظام السوري الجديد بقيادة أحمد الشرع، مستندين إلى مزاعم انتهاكات ضد الأقليات، حيث نظم "الاتحاد السرياني الآرامي" اجتماعاً لمناقشة المخاوف المشتركة حول مستقبل سوريا.
- أعرب وزير الخارجية الهولندي عن حذره تجاه النظام السوري الجديد، بينما دعا زعيم حزب "عقد اجتماعي جديد" إلى استعادة العلاقات مع نظام الأسد السابق، مما أثار انتقادات.
- حذر "الاتحاد الآرامي الهولندي" من تدهور وضع الأقليات في سوريا، مؤكداً أهمية الضغط على الحكام الجدد لحماية حقوق الأقليات، بينما شدد الرئيس السوري على الوحدة الوطنية.

هولندا - أحمد محمود

بينما تسعى الحكومة السورية الجديدة لإعادة العلاقات مع كل دول العالم لا سيما الأوروبية بهدف رفع العقوبات الغربية لأجل تحسين الواقع المعيشي في البلاد، يسعى بعض السوريين في هولندا إلى تحريض الحكومة ضد القيادة السورية الجديدة مطالبين بالضغط عليها بذريعة وجود انتهاكات بحق الأقليات.

وقبل أيام، نظم "الاتحاد السرياني الآرامي" اجتماعاً حضره نحو ألف شخص ممثلين عن "الاتحاد السرياني الأوروبي"، و"المنظمة الديمقراطية الآثورية"، وممثلي من المجتمعين العلوي والأرمني، مع شخصيات سياسية هولندية بارزة في كنيسة ماريا كيرك في مدينة هينغيلو في منطقة توينتي لبحث "المخاوف المشتركة" بشأن مستقبل سوريا.

وبحسب ما ذكرت وسائل إعلام هولندية فقد دعا العديد من المشاركين إلى "الضغط السياسي على القادة الجدد لسوريا من هولندا، حتى يتمكن المسيحيون وغيرهم من المجموعات من العيش في سوريا دون خوف".

"قلق هولندي"

وخلال الاجتماع، أعرب وزير الخارجية الهولندي، كاسبر فيلدكامب، عن أمله في أن يفي الرئيس السوري، أحمد الشرع، بوعوده بأن البلاد قادرة على إعادة البناء بعد عقود من القمع في عهد الأسد.

وقال فيلدكامب إن بلاده "تنظر إلى النظام الجديد بحذر وريبة"، مضيفاً أنه "سيلتزم في المحادثات بشأن سوريا بدعم المسيحيين والأقليات الأخرى التي تعاني في ظل النظام الجديد".

وستواصل هولندا ودول أخرى في الاتحاد الأوروبي الحديث مع القادة الجدد وفق المسؤول الهولندي، الذي أضاف "نحن لا نريد فراغاً تملأه الصين أو روسيا".

كما حضر خلال الاجتماع نواب عن حزب "عقد إجتماعي جديد" في مدينة توينتي كرئيس الحزب، بيتر أومتزيخت، وعيسى كهرمان الذي أحضر وزير الخارجية إلى كنيسة ماريا كيرك، ليُظهر له بأم عينيه مدى ضخامة المجتمع الآرامي ومدى تمسك الآراميين بما وصفه "أرض أجدادهم"، وفق وسائل الإعلام الهولندية.

واستنكر كهرمان في مجلس النواب الترحيب بوصول القادة الجدد لـ "هيئة تحرير الشام" بعد سقوط الأسد، ووصف ذلك بـ"السذاجة" التي "تنبع أساساً من الجهل بحقيقة ما يجري في سوريا بكل فئاتها المختلفة".

وزعم أنه رأى بنفسه "صور العنف ضد العلويين وترهيب المسيحيين"، مشيراً إلى أنه سيستخدم عضويته في البرلمان لمواصلة ممارسة الضغط السياسي لوقف ذلك.

ماذا قال أومتزيخت داعم الأسد؟

من جانبه تحدث زعيم حزب "عقد اجتماعي جديد"، بيتر أومتزيخت، عن الرئيس السوري، أحمد الشرع، معتبراً أنه "لم يتم إدراجه في قائمة الإرهابيين عن طريق الخطأ".

وأبدى أومتزيغت شكوكه بشأن مستقبل سوريا، مشيراً إلى أن "الجولاني ليس على القائمة الأميركية بالصدفة، إذ تبلغ مكافأة القبض عليه 10 ملايين دولار".

وقال أومتزيخت إن "الخطر الأعظم في سوريا لا يكمن في المواطن السوري العادي، بل في إمكانية انزلاق الدولة إلى دولة متطرفة"، داعياً إلى "العمل معاً لبناء دولة تتسع لكل الفئات".

وعلى مدار السنوات الماضية، وجه أومتزيخت، المعروف بدعمه لنظام الرئيس المخلوع، بشار الأسد، الكثير من الانتقادات ضد المعارضة السورية المسلحة، ودعا حكومة بلاده خلال تلك الفترة إلى استعادة علاقاتها مع نظام الأسد، وسط انتقادات له من أحزاب أخرى له بسبب سجل الانتهاكات التي قام بها الأسد على مدار سنوات الثورة السورية.

ونقلت وسائل إعلام هولندية عن أحد السوريين الحاضرين في المؤتمر، الذي ينحدر من وسط سوريا، قوله إنه لديه اتصال قليلة مع عائلته، بسبب ضعف شبكة الإنترنت، وأضاف أنه "لا أعتقد أنني سأراهم مرة أخرى إلا إذا غادروا البلاد".

ويتشاطر جميع الحاضرين نفس المخاوف، بعد سقوط نظام الأسد في 8 من كانون الأول 2024، وفق صحيفة "توبانتيا" الهولندية.

تحذير من تدهور وضع الأقليات

وحذر "الاتحاد الآرامي الهولندي" من تدهور وضع الأقليات في سوريا، وزعم أنهم يواجهون قدراً أقل من الحرية بعد سقوط نظام الأسد، وفي ظل حكم "هيئة تحرير الشام".

ورسم الاتحاد "صورة سوداوية" عن وضع المسيحيين وباقي الأقليات في سوريا، مدعياً أن المسيحيين "يشهدون تزايداً في القمع والترهيب من قبل الجماعات المتطرفة والإجراءات الحكومية".

وزعم الاتحاد أن "الممتلكات المسيحية تتعرض للتدمير، وأن تنظيم داعش يقوم بدوريات في الأحياء المسيحية في دمشق، كما يتم توزيع منشورات تتضمن قواعد اللباس للنساء في مختلف أنحاء المدينة".

ووفق ما ذكرت صحيفة "توينتي" فإنه رغم أن الشرع وعد بإجراء انتخابات ووضع دستور جديد، إلا أن المخاوف تزايدت مع تغيير المناهج الدراسية لتتوافق مع وصفته بـ"المعايير الإسلامية الصارمة".

وتم التأكيد خلال اللقاء عدة مرات على أن "الآراميين هم سكان سوريا الأصليون وعندما يختفي مثل هذا الشعب من أرضه الأصلية، يختفي جزء من التاريخ، وجزء من الحضارة العالمية"، وفق قول مقدم الاجتماع، مشدداً أيضا على أهمية الضغط على الحكام الجدد.

وقال كهرمان، المولود في بلدة مديات التابعة لولاية ماردين في جنوب شرقي تركيا، "سنفعل ذلك في مجلس النواب (..) سوريا كانت وما زالت ويجب أن تبقى بلدنا".

وكان بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، يوحنا العاشر، وبطريرك أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس، إغناطيوس أفرام الثاني، وبطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك، يوسف العبسي، قد وجهوا برقية تهنئة مشتركة إلى الرئيس السوري، أحمد الشرع، بمناسبة توليه رئاسة البلاد في المرحلة الانتقالية.

كما التقى الشرع، وفداً من الطائفة المسيحية بمذاهبها المتعددة في دمشق، عشية رأس السنة الميلادية الجديدة وقال الشرع في تهنئة بمناسبة رأس السنة، إن المسيحيين "جزء أساسي من نسيج المجتمع السوري"، مؤكداً أن "الترابط بين الشعب السوري بمختلف مكوناته يعكس قوة وحدتنا وتنوعنا".