icon
التغطية الحية

بدء حصاد المحاصيل في إدلب.. تراجع في الإنتاج وترقب | صور

2021.05.26 | 06:54 دمشق

imageonline-co-logoadded_40.jpg
إدلب - عز الدين زكور
+A
حجم الخط
-A

يُمضي الأهالي في إدلب وباهتمام بالغ معظم وقتهم في جني محاصيلهم الزراعية، المصدر الرئيسي في معيشتهم وباب الرزق الوحيد لفئة واسعة من سكان المحافظة، بعد تضاؤل فرص العمل وتفشي البطالة، بالتوازي مع تردي الواقع المعيشي، وذلك خلال الفترة الممتدة من شهر أيار إلى أواخر شهر حزيران على اختلاف تواقيت نضوجها وجاهزيتها للحصاد وطبيعة المنتج.

تراجع الموسم.. الفول في رأس القائمة

كانت قلة الأمطار هي الصفة الأبرز للموسم الزراعي لهذا العام، الأمر الذي أثّر سلباً على المنتج الزراعي وأدى إلى تراجعه للنصف، بحسب تقديرات المزارعين، إضافةً إلى إصابتها بأمراض فطرية، بالتوازي مع تراجع أسعار الشراء في السوق.

يقول "عبد الله كيالي" وهو مزارع من بلدة حزانو شمالي إدلب، إنّ موسم الحصاد كان مبكراً هذا العام بسبب قلة الأمطار، إذ بدأ موسم حصاد الفول في الخامس من شهر أيار، إلا أنّ المزارعين تفاجؤوا هذا العام بانخفاض إنتاج الدونم الواحد للنصف، وكذلك سعر الكيلو غرام قياساً بالسنة الماضية.

 

 

ويوضح "كيالي" أنّ الإقبال على زراعة الفول هذا العام، كانت نتيجة وفرة إنتاجه السنة السابقة، ومبيعه الذي كان بالدولار الأميركي.

القمح.. محصول مظلوم

يسرد محدثنا "كيالي" عن أبرز أحوال المحاصيل الزراعية، بدءاً من أسعارها إلى إنتاجها، ويشير إلى أن محصول "الكمون" تعرض لنكبات زراعية حالت من نجاحه نظراً لحاجته لدورة زراعية طويلة، إلا أنّه بقي محافظاً على سعره على خلاف الفول الذي شهد تراجعاً صادماً.

 

 

أما القمح فقد كان على حدّ تعبير "كيالي" محصولاً مظلوماً هذا العام ومهملاً من قبل المزارعين، بسبب غياب الاهتمام والرعاية من قبل المسؤولين، على الرغم من أهميته البالغة في الأمن الغذائي للمنطقة، أما الشعير فقد سجل سعراً أعلى من القمح.

وعن أسباب عزوف المزارعين عن زراعة القمح، يعود ذلك بحسب "كيالي" إلى تدني مردوده المادي على المزارع، الباحث عن محاصيل تدر عليه وعلى أسرته ربحاً وفيراً.  

ترقّب

الآن تتجه آمال المزارعين على إنتاجهم من "حبة البركة"، وفقاً لـ"كيالي"، متوقعاً أنّ سعرها سيبقى محافظاً على قيمته، على خلاف التوقعات بإنتاجها المرجّح للانخفاض.

ويشير في ختام حديثه إلى أنّ الفلاح يأمل من هذا المنتج الزراعي ـ أي حبكة البركة ـ أن ينقذ موسمه الزراعي ويساهم في سداد ديونه، مبيناً أنّ موعد بدء حصاده تقديراً بـ 10 حزيران المقبل.

 

تكاليف الحصاد

يشتكي مزارعون من ارتفاع كلفة حصاد الدونم الواحد، الذي يطلبه أصحاب الحصّادات، كما ارتفاع باقي تكاليف الزراعة والمستلزمات الزراعية.

يقول "رائد أبو محمد" مالك حصادة، لموقع تلفزيون سوريا إنّ غلاء أسعار الديزل وقطع غيار الحصادات وأجور الصيانة هذا العام أدت إلى ارتفاع أجور الحصاد.

وتبلغ كلفة حصاد الدونم الواحد 10 دولارات، بحسب "أبو محمد" وهو ما اعتبره سعراً مقبولاً، في حين يلقى تحفظاً واستهجاناً من قبل المزارعين.

أرقام وإحصاءات

تواصل موقع تلفزيون سوريا مع وزارة الزراعة والري في "حكومة الإنقاذ"، للوقوف على إنتاج الموسم الزراعي في المناطق الخاضعة لإدارتها في أرياف إدلب وحلب. وقال المهندس أحمد الكوان معاون وزير الزراعة والري لموقع تلفزيون سوريا، إنّ إنتاج القمح المتوقع هذا الموسم حوالي 34 ألف طنّ، في حين إنتاج الشعير 2800 طنّ.

أمّا المحاصيل الطبية والعطرية بلغ إنتاجها للموسم الجاري 24 ألف طنّ والبقولية 38500 طن، والبطاطا الربيعية 22 ألف طنّ، بحسب "الكوان".

وتبلغ مساحة الأراضي "السليخ" في المنطقة نحو 65 ألف هكتار، بينها 30 ألفاً مروي ونحو 35 ألف هكتار بعلي، ويشير محدثنا "الكوان" إلى أنّ هذه المساحة يقابلها نحو أكثر من 3 ملايين شخص، وبالتالي هذه المساحة غير كافية لسد الاحتياجات الغذائية للسكان وخاصة من محصول القمح اللازم لصناعة الخبز.

ويجد أنّ محصول القمح، والمحاصيل التصديرية (حبة البركة والكمون والكزبرة)، تدعم الاقتصاد في المنطقة، في حين أنّ الداخل يحتاج كلاً من محاصيل الحبوب والمحاصيل العلفية والزيتون والخضراوات، كما أنّ المحاصيل الطبية والعطرية وزيت الزيتون مطلوبة للتصدير، بحسب "الكوان".

المعابر والتصريف

قال "الكوان" في حديثه لموقع تلفزيون سوريا، إنّ المنطقة تعاني من غياب أسواق تصريف للمنتوجات الزراعية إلى خارجها، مشيراً إلى أن فتح المعابر مع النظام يمكن أن يوجد أسواق لتصريف المنتجات الزراعية المُنتجة محلياً.

وفي هذا السياق ودعماً للمنتوجات المحلية، وعلى رأسها الخضراوات، أوضح محدثنا أنّ "إدخال المنتجات الزراعية التركية إلى المحرر وقت إنتاجها محلياً يضر بالمنتج المحلي وبناء عليه وضعت وزارتا الزراعة والاقتصاد رزنامة زراعية لمنع استيراد هذه المنتجات خلال فترة توفرها محلياً".

وشملت المنتوجات المحظور استيرادها ضمن تواقيت محددة، البصل اليابس والثوم والبطاطا والكوسا والخيار والجبس والبندورة، عبر معبر باب الهوى، نظراً لتوفرها في الأسواق المحلية في المنطقة.

ومن التحديات التي تواجهها الزراعة في المنطقة، بحسب "الكوان" ارتفاع أسعار المستلزمات الزراعية، وأسعار المحروقات، والمخاطر الكبيرة التي يتعرض لها المزارع نتيجة الوضع الأمني غير المستقر، إضافةً لعدم توفر الإمكانيات التي تساعد المزارع على الاستمرار في العمل.