icon
التغطية الحية

بجهود فردية.. دار لرعاية المسنات في معرة مصرين بريف إدلب |صور

2021.08.10 | 07:16 دمشق

img_7250.jpg
إدلب - أحمد الأطرش
+A
حجم الخط
-A

يعاني كبار السن في شمال غربي سوريا من صعوبات اقتصادية واجتماعية وصحية، بشقيها النفسي والجسدي، ويغيب عنهم الاهتمام المناسب بمختلف أشكاله، لم يخيّل لهم أنهم سيصبحون بلا ولد يؤويهم بسبب الحرب الذي كانت وجعاً لهم، واختطفت من كان عليه اعتماد الكبار لأبنائهم، فكبير السن ربما يصل إلى سن معين ولا يستطيع أن يقوم بخدمة نفسه، فبادرت سيدات متطوعات بمبادرة فردية بافتتاح دار البشير لرعاية المسنات في مدينة معرة مصرين بريف ادلب الشمالي لمساعدة الأمهات اللواتي ليس لهن معيل ولا منزل.

موقع تلفزيون سوريا زار هذه الدار، للاطلاع على الظروف التي تعيش بها المسنات، والمشكلات والتحديات التي يواجهنها.

مسنات وحيدات في الدار

التقينا بالمسنة أمينة حديدي، ذات التسعين عاماً، وهي نازحة من مدينة حلب، إلى مدينة معرة مصرين بريف إدلب، تقول لموقع تلفزيون سوريا، إنها تعيش وحيدة، ليس لها أقرباء في الشمال السوري، بعدما سافرت ابنتها الوحيدة إلى تركيا وتركتها، وتصف الأم ابنتها بأنها قاسية.

وجاءت أمينة إلى الدار قبل عدة أيام واستقرت بها، وتصف حالها بعد السكن وتقول، إنها سعيدة جداً بسبب الاهتمام الكبير، وتقديم الطعام والدواء واللباس.

آمنة الصعيدي صديقة أمينة في غرفتها ومؤنستها، وهي ذات الخمسين عاماً، تقول لموقع تلفزيون سوريا، إنها نزحت من درعا، إلى إدلب، في أيام التهجير، وزوجها قتل في درعا، وابنتها تزوجت في حماة، وبقيت تعيش وحيدة في إدلب، وإن أحد جيرانها في مدينة إدلب قد جاء بها إلى الدار قبل أسبوعين، وتعيش حياة مستقرة وكل شيء موفر لهم بحسب وصفها.

في الغرفة الأخرى تقيم فاطمة دعبول، وهي مسنة تبلغ من العمر 70 عاماً، من مدينة معرة مصرين، تقول لموقع تلفزيون سوريا، إنها لم ترزق بولد، أو بنت يستطيعون حمل همها في آخر هذا العمر، وتعاني من بتر في القدم نتيجة مرض السكري الذي نخر جسدها، وإنها أتت إلى المركز ليستطيعوا إعالتها في هذا الحياة.

 

IMG_7252.JPG

 

أحاسيس ومشاعر المتطوعات في العمل

"إن هذه الأمهات أمهاتنا، وواجب علينا مساعدتهن"، بهذه الكلمات بدأت سميرة عيد حديثها مع موقع تلفزيون سوريا، وهي سيدة من مدينة معرة مصرين، تعمل ممرضة متطوعة في الدار، وتقوم بتقديم كل الخدمات الطبية اللازمة للمسنات، وهي تداوم يومياً بمقدار 10 ساعات يومية من دون أجر، بغية تقديم أي خدمة لهن.

 

IMG_7238.JPG

 

عن الدار ودوافع التأسيس

التقى موقع تلفزيون سوريا مديرة دار البشير لرعاية المسنات، السيدة يسرى صبرة، وقالت إنه تم افتتاح دار البشير، في مدينة معرة مصرين بريف إدلب الشمالي، قبل ثلاثة أشهر وبجهود شخصية وتطوعية بشكل كامل، وإن الدافع الذي أجبرني على الافتتاح، هو مساعدة وتقديم جميع الخدمات للأمهات المسنات اللواتي ليس لهن معيل.

متطوعون من دون أجر في الدار

تقوم الدار على عدد من المتطوعين وهم 12 متطوعاً ومتطوعة، منهم للحراسة، والطوارئ، ومنهم للرعاية، ومنهم للطبخ، ومنهم للعلاج الطبي بحسب يسرى.

ما نوع الرعاية التي تقدمها الدار؟

تقدم دار البشير لرعاية المسنات، الطعام والشراب والدواء، وفق برنامج يومي، مع الحرص التام على النظافة البدنية والصحية للمسنة، كما يتابع الموظف الطبي علاج المرضى بشكل يومي.

العوائق والاحتياجات

تعاني دار البشير من قلة في المواد التشغيلية، كالبراد، والغسالة، وغيرها، وأن الدار غير مجهزة بشكل كامل ، والدار بحاجة إلى أسرّة ليتمكنوا من استقبال أكبر عدد ممكن من المسنات، وأن السكن داخل الدار معلق، بسبب نقص الأسرّة، وحتى الآن تقيم 6 نساء مسنات من مناطق متفرقة، داخل هذه الدار، وأيضاً بحاجة للمواد التشغيلية بحسب يسرى.

 

IMG_7239.JPG

 

ما هي دار المسنات؟

تُعرّف دور رعاية المسنات بأنّها دور رعاية متخصّصة بتلبية احتياجات المسنات باختلافها على نطاق واسع، ويشمل مصطلح رعاية المسنين على الرعاية المعيشية والتمريضية، وتُخصّص دور رعاية المسنات للذين لم يعد بوسعهم العيش في المنزل، نتيجة حاجتهم للمساعدة المستمرة أو الرعاية الصحية بشكل أو بآخر.

النساء المستفيدات من دار المسنين

لا تُعدّ دور رعاية المسنات أمراً ضرورياً لرعاية جميع كبار السن، حيث لا تحتاجها معظم المسنات غالباً، ولكنّها تُعدّ أمراً لازماً لمن تعاني صعوبةً في التعامل مع أنشطة الحياة اليومية؛ كالطبخ، والتنظيف، والتسوق، وغيرها من الأمور، إلى جانب السبب الأكبر وهو الانخفاض العام في الصحة وضعف القدرة على التعامل مع المشكلات الحياتية بشكل مستقل.

أرقام وإحصاءات

يوضح محمد حلاج مدير منسقو استجابة سوريا لموقع تلفزيون سوريا عدد المسنين في المنطقة ويقول إنه بلغ عدد المسنين في منطقة شمال غربي سوريا نحو 417 ألف مسن ومسنة، نسبة 175 ألف منهم يقيمون ضمن مخيمات النازحين.

ويُضيف أن المسنين يعيشون في ظروف إنسانية صعبة، وخاصةً حالات ذوي الاحتياجات الخاصة، وتُفتقد الرعاية من كل جوانبها لهم، وإنهم بحاجة إلى أدوية مزمنة بشكل دوري وبحاجة لرعاية صحية، وإن هذه الفئة هي من أكثر الفئات التي تعاني من الوضع الاقتصادي.