icon
التغطية الحية

بتقديم الطعام ودفن الموتى.. مسلمو بولندا يمدون يد العون للاجئين | فيديو

2021.11.26 | 14:48 دمشق

2021-11-25t151721z_175335234_rc2q1r94crip_rtrmadp_3_europe-migrants-belarus-poland-border-restaurant.jpg
 تلفزيون سوريا ـ متابعات
+A
حجم الخط
-A

قدمت الأقلية المسلمة في بولندا يد العون للاجئين والمهاجرين الذين قدموا إلى الأراضي البولندية عبر الأراضي البلاروسية، عبر مدهم بوجبات الطعام، وإكرام موتاهم بالصلاة عليهم ودفنهم، في مبادرة إنسانية من قبلهم.

وكانت ليلى سفيربليفسكا من البولنديات المسلمات اللواتي قدمن المساعدة للاجئين والمهاجرين عبر مطعمها، مؤكدة أنها تريد دوماً أن يشعر اللاجئون في بلدها وكأنهم في منازلهم.

وتطهو "سفيربليفسكا" - وهي من أقلية التتار المسلمة في شرقي بولندا - الطعام في مطبخ مطعهما من أجل مساعدة اللاجئين القادمين إلى بولندا وأوروبا في مطبخها الذي افتتحته في بياويستوك قبل عام، وفق وكالة "رويترز".

وجبات صحية إلى غابات بولندا

وتُشحن وجبات من كرات لحم الديك الرومي في صلصة الجزر والدجاج مع الفاصولياء الخضراء في برطمانات معقمة محكمة الغلق إلى منظمات خيرية ذاهبة إلى غابات بولندا لمساعدة المهاجرين الذين عبروا الحدود من روسيا البيضاء.

وقالت سفيربليفسكا: "كان علي أن أسأل نفسي، ماذا كنت لأفعل في موقف كهذا؟ هل كان أحد سيساعدني؟ لأنني لا أعلم يقينا أنني لن أكون في مثل هذا الموقف غداً أو خلال بضع سنوات".

 

2021-11-25T151125Z_888898020_RC2R1R9GE31L_RTRMADP_3_EUROPE-MIGRANTS-BELARUS-POLAND-BORDER-RESTAURANT.JPG

 

وتنحدر أقلية التتار في بولندا من محاربين كافأهم الملوك البولنديون بأراض لحمايتهم الحدود الشرقية للبلاد قبل مئات السنين، ويقدم المنتمون إليها الطعام للمهاجرين وينظمون الجنائز للمسلمين الذين يموتون على الحدود.

وأضافت سفيربليفسكا "يجب علينا كمسلمين تقديم المساعدة، بغض النظر عن الدين أو المكان الذي قدموا منه؛ ينبغي علينا فقط مساعدة من يحتاجون للعون".

2021-11-25T151157Z_182294970_RC2Q1R9235TL_RTRMADP_3_EUROPE-MIGRANTS-BELARUS-POLAND-BORDER-RESTAURANT (1).JPG

الصلاة على الموتى 

ويساهم  المسلمون البولنديون (ذوو الأصول التتارية) بدفن موتى اللاجئين الذين يفقدون حياتهم من جراء الظروف الصعبة من انخفاض درجات الحرارة، ونقص الأساسيات في الغابات البولندية.

وتقطعت السبل بمئات تُركوا في تلك الغابات لأسابيع. وتقول منظمات إنسانية إن ما لا يقل عن 13 لاجئاً لقوا حتفهم عند الحدود حيث يعاني كثيرون من البرد الشديد ونقص الطعام والماء.

 

وقبل أيام توفي الشاب السوري أحمد الحسن (19 سنة) في أثناء محاولته عبور النهر الفاصل بين بولندا وبيلاروسيا طمعاً بحياة أقل بؤساً 

لكنه انتهى مع أحلامه جثّة هامدة في مقبرة للأقليّة المسلمة في قرية "بوهونيكي" شرقي بولندا، حيث لم يستطع السكّان سوى أن يؤمنوا له دفناً "لائقاً".

وقال ماسييج شسنوفيتش، الذي يدير شؤون الجماعة المسلمة في تلك المنطقة، إنه "إنسان، ولا بدّ من أن يُدفن بكرامة".

وبداية الأسبوع الجاري، أفادت وكالة "أ ف ب" الفرنسية بولادة جنين عمره 27 أسبوعاً ميتاً لأم عراقية مهاجرة عبرت إلى بولندا، ودفن في مقبرة إسلامية هناك.

 

619d55d24c59b77e78596af7.jpg

 

وسبق ذلك قيام رجال من الأقلية المسلمة بدفن مهاجر يمني يبلغ من العمر 37 عاماً توفي من جراء البرد والإرهاق في أثناء محاولته الدخول إلى الاتحاد الأوروبي من بيلاروسيا ليوضع قبره إلى جانب قبور ضحايا آخرين لأزمة اللجوء الأخيرة.

 

619b31ca4c59b762bd4dba3a.jpg

 

ومنذ 8 من تشرين الثاني الحالي، يحاول قرابة 2000 لاجئ، معظمهم من العراق وسوريا، العبور إلى بولندا عبر بيلاروسيا أملاً في الوصول إلى دول أوروبا الغربية.

وكان معظم المهاجرين يقيمون داخل خيام في مناطق حدودية بين البلدين، إلا أن السلطات البيلاروسية أجلتهم من الخيام ونقلتهم إلى منطقة مغلقة في المنطقة ذاتها.