icon
التغطية الحية

بالتزامن مع تخفيض روسيا قواتها.. روبرت فورد يحذر من سيناريوهات التصعيد في سوريا

2022.05.26 | 07:51 دمشق

5e1ffd234236045af174bb92.jpg
رتل عسكري روسي في شمال شرقي سوريا (سبوتنيك)
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

حذّر السفير الأميركي السابق في سوريا روبرت فورد، من تصاعد حدة التوترات والتصعيد في سوريا بالتزامن مع  تخفيض روسيا عدد قواتها وتمدد الميليشيات الإيرانية في جنوب وشرق البلاد، إضافة إلى تكثيف إسرائيل لغارتها الجوية على الأهداف الإيرانية في سوريا.

وقال فورد بمقالة في صحيفة "الشرق الأوسط" إن "أكثر الأوقات خطورة في صراع منخفض المستوى هو عندما يتغير توازن القوى ويُفرض خط أحمر جديد. فبينما تخفض روسيا قواتها في سوريا، يزيد الحرس الثوري الإيراني من وجوده، وتدرك إسرائيل ازدياد التهديد الإيراني تدريجياً، سواء من البرنامج النووي، أو من برنامجها الصاروخي في سوريا".

ولفت فورد إلى أن روسيا وبالرغم من سحب بعض قواتها من سوريا إلا أنها تحافظ على قاعدتها البحرية في طرطوس وقاعدتها الجوية في حميميم، مشيراً في الوقت ذاته إلى تقارير محلية عن سيطرة وحدات الحرس الثوري الإيراني والميليشيات الحليفة، على نقاط التفتيش الروسية والقواعد الصغيرة، لا سيما في شرق وشمال سوريا، مضيفاً أن إيران تمتلك موارد مالية أكبر للإنفاق على الانتشار العسكري في سوريا، إذ أعلن البنك المركزي الإيراني مؤخراً أن عائدات صادرات البترول في النصف الأول من العام الفارسي، بلغت 18.6 مليار دولار، بزيادة بلغت 8.5 مليارات في النصف الأول من العام الماضي. مما يعني إمكانية نشر طهران لمزيد من القوات العسكرية سوريا، وفقاً لتصريحات فورد.

وذكر السفير الأميركي الأسبق أنّ زيارة رئيس النظام بشار الأسد إلى طهران، في وقت سابق من هذا الشهر، تشير إلى أن وجود إيران ونفوذها في سوريا سيشهدان نمواً متزايداً، معتبراً أن الوجود العسكري الإيراني المتنامي في شرق سوريا هو بمثابة تهديد للأميركيين في المنطقة.

وتوقع فورد حصول حالات تبادل إطلاق النار بين الميليشيات الموالية لإيران في شرق سوريا والقوات الأميركية. لافتاً إلى أن "هذه المعارك ستكون محدودة. فالأميركيون لا يريدون حرباً كبيرة في سوريا، وهم لم يقفوا بعد على مصلحة استراتيجية في سوريا تبرر شن حرب كبيرة هناك".

الغارات الإسرائيلية على الأهداف الإيرانية في سوريا مستمرة

وحول الضربات الإسرائيلية على المواقع الإيرانية في سوريا، قال فورد إن إسرائيل ترى أن البرنامج الإيراني المستمر لنشر الصواريخ الموجهة في سوريا يمكن أن يلحق أضراراً جسيمة بالأهداف الإسرائيلية، ولذلك يواصل سلاح الجو الإسرائيلي قصف أهداف إيرانية على الأراضي السورية بشكل منتظم، مؤكداً أن موسكو أعطت الضوء الأخضر لهذه الهجمات الجوية الإسرائيلية.

وأضاف: "إذا أدى الانتشار الإيراني الجديد في سوريا إلى تكثيف الهجمات الجوية الإسرائيلية، فهناك خطران محتملان: الأول أن الإيرانيين لم يردوا حتى الآن على الإسرائيليين. وربما لا حدود لصبرهم، ولا خط أحمر معتمداً فيما يتعلق بالخسائر بين قواتهم في سوريا".

وتابع: "وإذا كان هناك خط أحمر، فإن الإسرائيليين لم يجدوه بعد، والانتقام الإيراني سوف يكون مفاجأة. وسوف يعكس القرار الإيراني بالرد حجم المنافسة السياسية في طهران. فالسياسات الإيرانية الداخلية تراعي اتفاقاً بين إيران والقوى الدولية بشأن البرنامج النووي الإيراني. وإذا ردت إيران، فسوف تُصعد إسرائيل بسرعة. وسوف تكون إسرائيل أقل اهتماماً بالسياسة الإيرانية وأكثر تصميماً على إعادة ترسيخ الردع، وبالتالي سوف تضرب بقوة. وليس واضحاً إلى أين سينتهي التصعيد بين إسرائيل وإيران".

وبحسب فورد، فإن استمرار الانتشار الإيراني في سوريا ومايقابله من غارات جوية إسرائيلية مكثفة، يفتح باباً لكثير من سيناريوهات التصعيد الممكنة خلال الأسابيع المقبلة.

الخطوط الحمراء الروسية والإسرائيلية في سوريا

وعلى صعيد آخر، ذكر فورد أن الروس أطلقوا للمرة الأولى صاروخاً من طراز "إس - 300" على الطائرات الحربية الإسرائيلية في أثناء هجومها على مصياف في 13 من أيار الجاري. حيث تخضع قواعد هذه الصواريخ - بحسب فورد - للسيطرة الروسية المباشرة، مما يعني أن هذه الحادثة كانت رسالة روسية واضحة، ربما لأن مصياف تقع على مقربة من القاعدة الجوية الروسية في حميميم.

وأوضح أن الروس لو استخدموا رادارهم وهددوا بالفعل الطائرة الحربية الإسرائيلية، لعبروا خطاً أحمر إسرائيلياً. معتبراً أن "الضربات الإسرائيلية ضد أهداف روسية في سوريا هي بدورها خط أحمر روسي، وقد اقتربت الضربة الإسرائيلية في 13 من أيار من خط أحمر روسي، لكن الرد الروسي كان حذراً".