icon
التغطية الحية

بأجور متدنية للغاية.. سوريات يعملن بالحصاد في ظروف صعبة جداً | صور

2023.06.01 | 15:59 دمشق

بأجور متدنية للغاية.. سوريات يعملن بالحصاد في ظروف صعبة جداً
سوريات يعملن في حصاد البازلاء والفول بريف دمشق
دمشق - سارة هاشم
+A
حجم الخط
-A

خلال موسم الحصاد في سوريا تعمل سوريات كثيرات في جني محاصيل الحقول والمزارع بريف دمشق في مناطق سيطرة النظام السوري، مقابل أجور قليلة جداً، بهدف تأمين لقمة العيش، رغم الظروف الصعبة للغاية التي يعانون منها بالعمل تحت الشمس ولساعات طويلة.

وقبل نحو شهر ونصف بدأ موسم حصاد البازلاء والفول والحمص بشكل رسمي، وبدرجة أقل حصاد القمح والشعير وما يتم تحويله إلى "فريكة" و"برغل".

وتشهد مناطق سيطرة النظام السوري أزمات اقتصادية متعددة دفعت النساء للعمل في أشغال صعبة، كانت قبل سنوات مخصصة بشكل أكبر للعمال الرجال.

ولا يبحث أصحاب المزارع في ريف دمشق بشكل كبير عن عاملات لحصاد المحاصيل في مزارع ضخمة تمتد من دونم إلى 30 دونماً، حيث ينتشرن في ساحات دمشق كالمرجة والعباسيين والبرامكة وتحت جسر الرئيس، بحثاً عن أي فرصة.

كم أجرة العاملات بالحصاد؟

وقال أبو حسن، صاحب إحدى المزارع بريف دمشق، إن لديه 15 دونماً كانت مزروعة بالبازلاء والفول، وعمل على حصدها 10 سوريات  مقابل 2500 ليرة بالساعة، يعني ما بين 20 ألفا و 25 ألف ليرة باليوم الواحد.

وأضاف أبو حسن لموقع "تلفزيون  سوريا" أن حصاد الـ 15 دونماً يحتاج ما بين 5 أيام إلى 8 أيام عمل بحسب همة العاملات.

ولا يقدم أبو حسن للعمال سوى المال المتفق عليه، وكيلوغرامات قليلة من المحصول كهدية منه، دون تقديم طعام أو وجبة غداء، مع وجود خدمة توصيل من النقطة التي تم جلبهم منها في دمشق.

وتنحدر معظم العاملات السوريات من مناطق الجزيرة السورية "دير الزور والرقة والحسكة" حيث إن لديهن خبرة واسعة في قطاف المحاصيل، وسريعات جداً في ذلك، بحسب أبي حسن.

وأشار إلى أنه لو كان الوضع الاقتصادي أفضل لزدنا أجرة الساعة، ولكن مع ضعف الموسم هذا العام مع انخفاض مستوى الأمطار، فمضطرون لدفع أجور قليلة ليكون هناك مربح في نهاية الموسم، ويكون لدينا المال لزراعة الأراضي من جديد.

وقال أبو حسن إن الموسم الصيفي يكون عادة "باذنجان وبندورة وفليفلة ودوار الشمس وفاصولياء ولوبية"، وأوضح أن حصاد هذه الخضراوات يكون أسهل بشكل عام ومردوده أفضل.

موسم البازلاء في سوريا

لا تكفي لشراء 2 كيلو أرز

من جانبها قالت أم مالك، القادمة من ريف الحسكة إلى دمشق، بحثاً عن أي عمل تعين به أولادها على تأمين لقمة العيش، نعمل في عمل شاق جداً، ولكن ما في باليد حيلة.

وأوضحت أم مالك لموقع "تلفزيون سوريا" أنها بدأت العمل في هذا المجال من 5 سنوات تقريباً، ولم يعد هناك مزرعة كبيرة في ريف دمشق لا تعرفها وتعرف أصحابها.

ويعمل مع أم مالك بناتها وزوجات أبنائها وقريباتها، ويشكلن فريقاً حيث يبدأن العمل من السادسة صباحاً، قبل بزوغ الشمس بشكل قوي ويستمررن في العمل حتى الخامسة عصراً.

ترتدي أم مالك "قفازات قماشية سميكة" تحمي أيديها من الأشواك والحشرات التي قد تكون منتشرة بين المزروعات، وبخفة يد تقطف من 3 إلى 4 كيلو بازلاء في الساعة.

ولدى أم مالك 6 بنات و 3 شباب 5 منهم قد تزوجوا ولديهم أطفال، مؤكدة أن الـ 20 ألف ليرة في اليوم لا تكفي لشراء 2 كيلو أرز، ولكننا مضطرون للعمل في أي شيء لتأمين "الخبزات".

وبينت أم مالك أن العمل في قطاف البازلاء هو الأصعب مقارنة بالفول والحمص، حيث يجب أن نقلع الشتلات من جذورها، أما الفول فقطافه أسهل لأنه يرتفع عن الأرض ولا نحتاج لأن نسحبه من جذوره لأنها تبقى سماداً للأرض.

موسم البازلاء في سوريا

أجرة حصاد القمح والشعير

فاطمة القادمة من ريف دير الزور، تعمل بالحصاد أسوة بسوريات كثيرات لم يجدن أعمالاً أخرى، انتهت من العمل في قطاف البازلاء والفول والحمص، وبدأت الآن في موسم الشعير والقمح.

وقالت في حديث مع موقع "تلفزيون سوريا" إن العمل في مزارع القمح والشعير أصعب بكثير لأنها كبيرة جداً، والآن تزداد درجة الحرارة ما يجعل العمل شاقاً ومتعباً.

وأضافت فاطمة أن أجرة حصاد دونم القمح أو الشعير هو 100 ألف ليرة سورية، سواء عمل فيه شخص واحد أو 6 أشخاص فقط 100 ألف ليرة، لذلك نتقاسم الشغل بالاتفاق.

وأشارت إلى أن هذه الأرض مثلاً مساحتها 8 دونمات يعني 800 ألف ليرة، ويحتاج العمل فيها من 4 أيام إلى 6 أيام تقريباً في حال كنا 8 سيدات، ونتقاسم المبلغ بعد ذلك لكل واحدة منا 100 ألف ليرة.

وبخصوص الطعام في أثناء العمل، يأكلن سندويشات الزيت والزعتر أو دبس الفليفلة مع كاسة شاي وشربة ماء، حيث لا يقدم لهن وجبات طعام كما في السابق.

موسم البازلاء في سوريا

بحسب الموسم

أما وضحة التي جاءت نزحت من ريف الرقة إلى ضواحي دمشق قبل عدة سنوات، فلم تكن تعمل في هذا المجال إلا أنها تعلمته وأصبحت خبيرة به.

وقالت وضحة لـ"تلفزيون سوريا" إنها تعمل بالحصيدة مع زوجها وأولادها، ولا يقتصر ذلك على الشعير والقمح، بل في الصيف تعمل في أي قطاف، يشمل ذلك الدراق والمشمش والتفاح والتين، إلى جانب العمل في قطاف الخضراوات من خيار وبطيخ وبندورة وفليفلة.

موسم البازلاء في سوريا

وأضافت وضحة أن السعر يختلف من موسم إلى آخر، حيث يقل الدخل بشكل كبير في الشتاء، ويتحسن بالصيف، وإن كان العمل في الشتاء أسهل رغم البرد، أما العمل تحت حر الشمس فيكون أصعب بكثير.

وأشارت وضحة إلى أن اليومية في الصيف قد تصل إلى 30 ألف ليرة سورية، أما في الشتاء فقد لا تتجاوز 12 ألف ليرة، فلذلك نعمل في تنظيف البيوت أو في سوق التنابل بدمشق، مثل حفر الكوسا ولف اليبرق وتكسير الجوز وهذه الأمور.

وبينت أن إيجار غرفة بسقف "توتياء" يدخل منها مياه المطر بالشتاء يصل إلى 70 ألف ليرة سورية بالشهر، ودائماً ما يطالب صاحبها بزيادة ولكن ليس لدينا أي إمكانية حالياً.

ولفتت وضحة إلى أن "الحياة في سوريا صعبة جداً، ولكن الحمد لله نسعى لأن نتدبر أمورنا بأي طريقة، المهم ألا نطلب المساعدة من أحد، طالما في شغل منشتغل ومناكل ومنشرب".