icon
التغطية الحية

انهيار الليرة يجبر سكان دمشق على شراء حاجياتهم بـ "القطعة"

2021.02.24 | 05:41 دمشق

hbt_1459708262.jpg
دمشق - فتحي أبو سهيل
+A
حجم الخط
-A

واصلت الليرة السورية انخفاضها يوم الأحد لتلامس الـ 3500 ليرة مقابل الدولار، واستمرت الأسعار بالارتفاع بشكل تدريجي لبعض السلع، وبشكل صادم دفعة واحدة لسلع أخرى، حيث ارتفع كيس الحفاض خلال 48 ساعة حوالي 2000 ليرة من 7.500 إلى 9.500 ليرة سورية للأنواع متوسطة الجودة، وبعض الأنواع الأكثر جودة تجاوزت الـ 10 آلاف ليرة.

ووصل سعر علبة المناديل ماركة "الكرزة" إلى 2600 ليرة، ووصل كيلو السكر إلى 2500 ليرة، وكيلو الشاي السوبر بيكو 20 ألف ليرة، وكيلو لحم الغنم الهبرة في المولات 29500 ليرة، ولحم العجل 20 ألف ليرة، وزيت القلي تجاوز الـ 7000 ليرة سورية.

ووصل كيلو شرحات الدجاج إلى 11 ألف ليرة، وبيضة الدجاج الواحدة بـ 250 – 300 ليرة، وكيلو اللبن 1250 ليرة، وكيلو الجبنة البقرية 5000 ليرة وكيلو الحلوم 8500 ليرة.

الفرط والحبة

ويضطر سكان دمشق اليوم إلى الشراء بالفرط وهو "الحل الترقيعي" كما وصفه البعض، مع خفض الكميات التي اعتادوا على استهلاكها، حيث قال عماد وهو موظف حكومي وسائق تكسي "أشتري يومياً حاجاتي تبعاً لما أجنيه من عملي، أي أنني أشتري كل شيء بالفرط".

وتابع "أقوم بتحديد قدرتي على الإنفاق اليومية بحسب (الغلّة) ثم أشتري بحسب القيمة وليس الوزن، أي أنني أطلب من بائع المسبحة أن يبيعني بـ 1000 ليرة، ومن بائع اللبن بـ 500 ليرة ومن بائع الزيت بـ 1500 ليرة، وهكذا".

وقالت سميرة وهي ربة منزل "زوجي حدد مصروف المنزل اليومي بـ 6000 ليرة، وهي لا تكفي شيئا، لذلك أضطر يومياً لشراء الحاجيات بالقطعة والقيمة التي أستطيع الشراء بها، وقمت بحذف كثير من الحاجيات من قائمتنا المعتادة كاللحم، والخضار خارج الموسم، أما الفواكه فباتت تبعاً لـ “الشهوة" وبعدد حبات محدد على عدد أفراد الأسرة".

الضيوف

وباتت العلاقات الاجتماعية مهددة تبعاً للتضخم الحاصل، فقد تصل تكاليف استضافة شخصين لساعتين أو ثلاثة إلى آلاف الليرات لتقديم القهوة والموالح أو قطعة حلوى أو فواكه، وبالتالي صار من الصعب استقبال الضيوف بشكل يومي كما اعتادت بعض الأسر.

ويؤكد باعة الخضراوات في مدينة دمشق أن البيع بالحبة بات الأكثر رواجاً، إضافة إلى البيع بالقيمة، كأن يطلب الزبون أن يحصل على بطاطا بـ600 ليرة أو 650 ليرة، وهي عملية معقدة تؤدي يومياً إلى مشكلات مع الزبائن الذين لا تعجبهم الكميات التي تحق لهم بالقيمة التي يطلبونها، أو عدم قبولهم البيع بقيم غير صحيحة والتي تحوي فئة الـ 50 ليرة.

وأشاروا إلى أن معظم الزبائن يقومون بشراء عدة حبات من كل شيء كي يضبطوا نفقاتهم، بينما بات بيع الفواكه شبه معدوم في الأماكن الشعبية، وقام الباعة بتجنب شراء البضائع التي لا تنفق ولو كانت أساسية سواء خضراوات أو فواكه، ففي بعض المناطق يتجنب الباعة شراء الكوسا مثلاً والموز وغيرها من ثمار ذات ثمن مرتفع، وبيعها بالحبة يؤدي لكسادها.

بدورهم، أكد أصحاب محال سمانة، أن البيع بالفرط خفّض من أرباحهم وإيراداتهم اليومية، حيث ينخفض المربح بعملية البيع بالفرط إلى بضع ليرات فقط، لكن العزوف عن هذا النمط من البيع حالياً يعني التوقف عن العمل والخسارة الكلية، لأن 90% من الزبائن تغير نمطهم الاستهلاكي إلى الفرط.

اقرأ أيضاً: أسعار صرف الليرة السورية والتركية في تداولات الإثنين 22-2-2021

وأكد أصحاب محال المنظفات، أن البيع لديهم بات مربكا جداً أيضاً، فهناك زبائن تشتري حفاضتين أو ثلاث يومياً، وبات الطلب كبيرا جداً على الشامبو الفرط، وسائل غسل اليدين ومساحيق الغسيل والجلي وحتى المحارم، مشيرين إلى أن أي خلل بالميزان أو "تطبيش" الكمية كما هو متعارف عليه سابقاً بات يشكل خسارة كبيرة.

واستغنى معظم أصحاب المحال عن العمال لديهم لتوفير النفقات الشهرية بعد انخفاض الأرباح إلى درجة كبيرة جداً.

على الصعيد الآخر، راحت محال النوفوتيه والإكسسوارات والمستلزمات غير الأساسية إلى ضرب سعر ما لديها يومياً بسعر الصرف، وأكد بعضهم أن عملية الضرب تتم لسعر أغلى من السوق تحسباً لأي خسارة محتملة إثر تدهور سعر الليرة المتسارع.

اقرأ أيضاً: ارتفاع كبير في أسعار اللحوم بدرعا.. ما السبب؟

اقرأ أيضاً: رغم نقص الكمامات وارتفاع أسعارها.. حكومة الأسد توافق على تصديرها