ملخص:
- توقف المساعدات الغذائية عن معظم سكان قرى ريف السويداء الشمالي الشرقي منذ العام الماضي.
- جهود إعادة تأهيل الخدمات في قرى القصر، والساقية، ورجم الدولة، وصيرة عليا، والمصيدة، والأشرفية التي استعادها جيش النظام السوري عام 2017، محدودة.
- إصلاحات الكهرباء والمياه غير مكتملة، مما ترك القرى في حالة بدائية.
- السكان أجبروا على شراء أسلاك كهربائية على نفقتهم الخاصة وتكبدوا كلفة توفير المياه.
- معظم السكان يعتمدون على تربية الماشية كمصدر رئيسي للعيش.
- السكان يتعرضون للتمييز من قبل بلدية قرية البثينة المسؤولة عنهم، التي تتهم بعدم الوفاء بالتزاماتها.
أبرز تقرير لشبكة "السويداء 24" المحلية، أمس الخميس، الواقع المأساوي الذي تعاني منه قرى ريف السويداء الشمالي الشرقي، في ظل تدهور الأوضاع المعيشية بشكل متزايد نتيجة للتمييز وغياب الخدمات الأساسية، وتوقف توزيع المساعدات الغذائية على معظم سكان القرى منذ العام الماضي.
وأفادت الشبكة بأنه منذ أن استعاد جيش النظام السوري السيطرة على قرى القصر، والساقية، ورجم الدولة، وصيرة عليا، والمصيدة، والأشرفية في عام 2017، كانت جهود حكومة النظام لإعادة تأهيل الخدمات الأساسية في هذه المناطق ضئيلة للغاية، ولم تلب الاحتياجات الأساسية للسكان.
وذكرت أن إصلاحات الكهرباء والمياه التي تمت في المنطقة كانت غير مكتملة، مما ترك القرى في حالة مزرية وكأن سكانها يعيشون في ظروف بدائية.
وأُجبر السكان على شراء أسلاك كهربائية على نفقتهم الخاصة لتوصيل الكهرباء إلى منازلهم، في حين يتكبد بعضهم كلفة الحصول على المياه بالكامل من دخلهم الشهري، إذ تعتمد الغالبية على تربية الماشية كمصدر رئيسي للعيش.
وأكدت مصادر محلية أن سكان القرى يتعرضون للتمييز من قبل بلدية قرية البثينة المسؤولة عنهم، حيث تتهم البلدية بعدم الوفاء بالتزاماتها، بما في ذلك تقاعسها عن جمع القمامة، إذ لم يشاهدوا "جرار البلدية" المخصص لهذا الغرض منذ استعادة قراهم.
تقليص المساعدات الغذائية
كانت المساعدات الغذائية من الهلال الأحمر تشكل شريان حياة لسكان هذه القرى، إلا أنه منذ العام الماضي، وبعد تقليص المساعدات المقدمة لمحافظة السويداء، أصبحت المساعدات تقتصر على أقل من عشر عائلات وفي فترات متباعدة، بحسب "السويداء 24".
واشتكى السكان من تقديم البلدية معلومات غير دقيقة حول عدد المقيمين في المنطقة إلى الهلال الأحمر، بينما تشير مصادر أخرى إلى أن تقليص المساعدات هو جزء من تخفيض شامل في المحافظة بأكملها.
ونقلت الشبكة رسالة لأحد السكان دعا فيها المحافظ الجديد والمسؤولين إلى زيارة قراهم والتعايش ليوم واحد مع تلك الظروف القاسية التي يواجهونها يومياً.
خدمات سيئة في السويداء
يعاني سكان محافظة السويداء من سوء الخدمات المقدمة لهم من مؤسسات النظام السوري وتردي البنى التحتية، مما يزيد من مشقات الحياة اليومية على الأهالي، الذين يواجهون أوضاعاً إنسانية ومعيشية صعبة في ظل تدهور الوضع الاقتصادي في البلاد.
وعلى سبيل المثال، ينقل قصّابو السويداء اللحوم من المسلخ البلدي في المدينة إلى محالهم ضمن سيارات خاصة وبشروط غير صحية، وذلك بسبب تعطل البراد الناقل للحوم منذ أربع سنوات.
كذلك تعاني مدينة السويداء من شح في مياه الشرب، مما شكل أعباء مادية على سكان المدينة الذين يلجؤون إلى شراء المياه من الصهاريج الجوالة.
وسبق أن دفعت أزمة المياه، في 19 شباط الماضي، أبناء السويداء للاحتجاج أمام مؤسسة مياه الشرب، مطالبين بحلول لمشكلة نقص المياه وفرض رقابة شعبية على عملها، ومزق المحتجون حينئذ صورة بشار الأسد من على واجهة المؤسسة.
وقال الرئيس الروحي لطائفة المسلمين الموحدين الدروز، الشيخ حكمت الهجري، في كلمة مصورة تعليقاً على الاحتجاجات حينئذ، إن الأجهزة الأمنية بإداراتها الفاسدة تقوم بمحاربة المتظاهرين بلقمة عيشهم لإسكات الحقائق، مع محاولات اختراقهم وبث الفتنة والتخوين بينهم، والتسخيف والتصغير لعمل كبير.