icon
التغطية الحية

انفلات أمني في اللاذقية.. سطو في وضح النهار واعتداءات على المدنيين

2022.01.05 | 10:09 دمشق

shbyht.jpg
تلفزيون سوريا - حسام جبلاوي
+A
حجم الخط
-A

  

لم تخرج اللاذقية طوال سنوات الحرب عن سلطة النظام السوري بالمعارك، لكن ما تعيشه المحافظة مؤخرا من انفلات أمني وعمليات سطو وتشليح، بعضها في وضح النهار وفرض إتاوات على التجار يثير الكثير من التساؤلات حول سلطة النظام وقدرة أجهزة الشرطة والأمن على إيقاف تلك المجموعات التي تعرف بسطوتها وتبعتيها.

قبل أيام قليلة شهدت مدينة اللاذقية جريمة سطو مشابهة للأفلام، حين اقتحمت مجموعة مسلحة غير ملثمة مطعما مشهورا في المدينة وسلبوا منه مبلغ يُقدّر بملونين و350 ألف ليرة بقوة السلاح، ثم أكملوا عمليتهم بالسطو على محطة وقود (محطة النصر) في قرية سقوبين بريف اللاذقية واعتدوا على أحد العمال وأكملوا طريقهم بسياراتهم من دون أي اعتراض بحسب ما ذكرت مصادر محلية في اللاذقية لـ موقع تلفزيون سوريا.

وفي 26 كانون الأول الماضي انتهت حادثة سطو في قرية حرف المسيترة بريف مدينة جبلة بجريمة بشعة راح ضحيتها شاب، حيث أقدم شخص على طعن الشاب في رقبته بعد أن رفض تسليم جواله للسارق.

سبقها بأيام قليلة قيام رجل بقتل فتاة، بعد أن أوهمها بقدرته على تأمين طريق للتهريب، عبر البحر، إلى أوروبا، فاستدرجها إلى منطقة في الغابة بحجة تسفيرها تحت جنح الظلام وقتلها بأداة حادة، وسلب أموالها وهاتفها.

وإلى جانب عمليات السطو المسلحة كان لافتا نشاط عمليات السرقة وتصاعدها، بعضها طال منشآت عامة كالأسلاك الكهربائية، في حين لم ينج حتى السجن المركزي في اللاذقية من هذه السرقات بعد أن أعلن عن سرقة أسلاك الهاتف الواصلة إليه من قبل مراهقين.

سرقات وتشليح 

من جانب آخر أكدت مصادر في اللاذقية لموقع تلفزيون سوريا أن الوضع الأمني في اللاذقية يشهد تدهورا كبيرا خلال الفترة الأخيرة، وأشارت إلى أن السرقات طالت حتى مولدات ضخ المياه وأجهزة الطاقة الشمسية.

وأضافت أن عدة أحياء في اللاذقية شهدت عمليات تشليح من قبل شبان يستخدمون السكاكين وهو ما أدى قبل أيام لجرح شاب في حي قنينص.

أبو معاذ وهو تاجر يملك متجرا صغيرا لبيع المواد الغذائية في اللاذقية لا يكاد يمضي يوم إلا يتعرض لبعض السرقات الخفيفة كما يصفها، علب سردين، ربطة خبز و أي شيء خفيف يمكن أن ينشل بسهولة.

يعزو التاجر الخمسيني في حديثه لموقع تلفزيون سوريا سبب انتشار مثل هذه السرقات بشكل أوسع إلى الفقر الذي وصل إليه الناس، ويضيف: البعض يستغل وجود عدة زبائن يسأل عن الأسعار ثم يمضي لأكتشف لاحقا أن بضائع خفيفة الحمل سرقت لكن ماذا أفعل؟

ويرى أبو معاذ أن الناس بسبب الفقر الشديد بدأت تأكل بعضها حيث بتنا نسمع عن جرائم لأسباب تافهة، كما أن انتشار المخدرات وانتشار البطالة بين الشبان فاقم الوضع كثيرا.

إتاوات على تجار اللاذقية

من جانب آخر أكد الناشط الإعلامي أحمد اللاذقاني في حديث لموقع تلفزيون سوريا أن عناصر أمنية تتبع لفرع المخابرات الجوية بدؤوا مؤخرا بفرض إتاوات مالية على عدد من تجار المدينة البارزين تتراوح بين 25 إلى 50 ألف ليرة شهريا.

وقال اللاذقاني المقيم في المدينة إن فرض الإتاوات لا يقتصر على بعض الفروع الأمنية فحسب، حيث يفرض قادة ميليشيا "الدفاع الوطني" أيضا مبالغ مادية على تجار ومطاعم وكافيهات في اللاذقية تحت تهديد الإغلاق والاعتقال.

التشبيح على المدنيين

وفي حادثة تعكس مدى الانفلات الأمني في اللاذقية تناقلت صفحات محلية في اللاذقية منتصف الشهر الفائت مقطعا مصورا يظهر تهجم مجموعة أشخاص بالأسلحة البيضاء على المدنيين في اللاذقية.

وبحسب المصادر حاول أحد الأشخاص المتنفذين التحرش بفتاتين في شارع القوتلي وهو بحالة سكر، ثم دخل محلا وتعارك معه وحاول سرقته إلا أن صاحبه رده، ما دعا الشبيح لطلب مؤازرة، حيث أظهر المقطع المصور مجموعة كبيرة من الشبان وهي تحمل عصياً وشنتيانات وسيوفاً وتقوم بتكسير المحل رغم أن مخفر الشرطة بقربه.

 

من المسؤول عن الانفلات الأمني في اللاذقية؟

وحول أسباب الانفلات الأمني وتصاعد الجرائم قال مسؤول لجان التنسيق المحلية في مدينة جبلة أبو يوسف جبلاوي لموقع تلفزيون سوريا إن المشكلة الأساسية هي أن من يقوم بهذه العمليات هم عناصر وقادة ميليشيات سابقة تم حلها، فتحولوا للتشبيح على سكان المحافظة بمن فيهم الموالون.

وأضاف أن جهاز الشرطة التابع للنظام غير قادر على اعتقال هؤلاء الأشخاص بسبب علاقاتهم الواسعة مع الأجهزة الأمنية، في حين يكتفي بين الفترة والأخرى بالإعلان عن اعتقال صغار السارقين لإظهار متابعته للأمور.

وأكد أبو يوسف أن بعض الطرقات تغيب عنها سلطة النظام تماما كما هي الحال في طريق بانياس – جبلة القديم والذي يشهد يوميا تعديات وعمليات تشليح، مشيرا إلى أن هذه العمليات بالإضافة للتهريب والمخدرات باتت اليوم تشكل دخلا للعصابات التي باتت تتكاثر بشكل كبير في الساحل السوري.