يواجه اللاجئون السوريون في لبنان حالات إخلاء قسري لمنازلهم وأراضي خيمهم، مع تردي الأوضاع الاقتصادية وتفشي فيروس كورونا، ما أدى لفقدان كثيرين لمصدر رزقهم، بحسب مركز وصول الحقوقي اللبناني.
وسجل مركز "وصول" حالتي إخلاء لمخيمين وثلاث حالات تهديد بإخلاء مخيمات في بعلبك، حيث تم إخلاء 28 عائلة يعيشون في مبنى مدرسي قديم وتعويضهم بمبلغ 300 ألف ليرة لبنانية.
كما تعرضت 30 عائلة سورية للإخلاء القسري من مخيم "المصري" في بلدة سعدنايل لعدم قدرة العائلات على دفع الإيجار نظراً لزيادة قيمته الشهرية.
وقال المركز إنه حتى 7 من تموز الجاري تم تسجيل نحو 1907 إصابات بـ كوفيد-19، وبينهم ما يقارب 117 لاجئاً سورياً وحالة وفاة واحدة، جميعهم يقيمون خارج مخيمات اللجوء في مناطق متعددة من لبنان.
وأثرت الظروف على الأوضاع الاقتصادية المتردّية التي يمرّ بها لبنان، والتقلبات الحادة في سعر صرف الليرة اللبنانية مقابل الدولار الأميركي والتي أدت إلى ارتفاع مُرعب في الأسعار، على أوضاع اللاجئين السوريين بشكل أسوء بكثير مما كانت عليها سابقًا اقتصاديًا وأمنيًا.
وأضاف المركز أن الكثير من اللاجئين السوريين خسروا أعمالهم، وتدهورت ظروفهم المعيشية والاقتصادية والاجتماعية والنفسية، فقد كان معظم اللاجئين السوريين في لبنان يعتمدون على الأعمال الموسمية أو اليومية التي توقفت أو تدنت بسبب انتشار الوباء بالتزامن مع الأزمة الاقتصادية.
وبيَّنَ تقرير صادر عن مفوضية شؤون اللاجئين في لبنان أن 61 في المئة من النساء اللاجئات السوريات و46 في المئة من الرجال اللاجئين السوريين خسروا أعمالهم منذ نصف آذار الماضي و7 في المئة من العائلات السورية ترسل أطفالها للعمل، نتيجة لفقدان عمل ذويهم.
وأشار المركز إلى أنَّ ما يقارب 75 في المئة من اللاجئين السوريين في لبنان يقترضون من أقاربهم من أجل تأمين احتياجاتهم فيما أن 78 في المئة من العائلات السورية تواجه صعوبة في شراء الطعام. وأدى ذلك إلى زيادة ملحوظة في حالات الإخلاء الفردية والجماعية أو التهديد بالإخلاء من المساكن الخاصة بهم، إن كان في المخيمات أو المنازل الإسمنتية.
و دفع ذلك أعداداً كبيرةً منهم إلى الاتجاه نحو العودة إلى سوريا دون الاكتراث لإغلاق الحدود بين البلدين، مما جعلهم يمكثون قرابة خمسة أيام إلى عدة أسابيع في ظروف قاسية، بين الحدود اللبنانية-السورية، بسبب منع نظام الأسد استقبال أي من القادمين من لبنان، بحجة منع انتشار فيروس كورونا.