icon
التغطية الحية

انتقادات لـ "عائشة الدبس" بشأن عمل المنظمات الحقوقية والمرأة في سوريا.. كيف ردت؟

2024.12.29 | 11:04 دمشق

آخر تحديث: 29.12.2024 | 11:42 دمشق

الدبس
عائشة الدبس رئيسة "مكتب شؤون المرأة" في حكومة تصريف الأعمال
 تلفزيون سوريا ـ إسطنبول
+A
حجم الخط
-A
إظهار الملخص
- أثارت تصريحات عائشة الدبس جدلاً بعد تأكيدها على نموذج للمرأة السورية مستند إلى الشريعة الإسلامية، ورفضها للنماذج المستوردة أو العلمانية.
- قوبلت تصريحاتها بانتقادات من السوريين ومنظمات المجتمع المدني، معتبرين أنها تتجاهل دور المرأة السورية وتضحياتها، وتطالب بالاستعانة بخبرات محلية.
- ردت الدبس عبر منصة "إكس"، مؤكدة التزامها بصنع نموذج يلبي احتياجات المرأة السورية، مستلهمة من التاريخ والحضارة لتحقيق النصر والحرية.

أثارت تصريحات عائشة الدبس، رئيسة "مكتب شؤون المرأة" في حكومة تصريف الأعمال، جدلًا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، خلال مقابلة مع شبكة "TRT" التركية، حيث تناولت رؤيتها لدور المرأة في الإدارة المقبلة.

وقالت الدبس إن الإدارة الجديدة تسعى إلى "صنع نموذج يناسب واقع المرأة السورية وظروفها"، مشيرة إلى أن "الشريعة الإسلامية ستكون المرتكز الأساسي لأي نموذج".

وأضافت: "نحن لن نتبنى نماذج جاهزة أو مستوردة، بل سنصنع نموذجًا خاصًا يناسب تقاليدنا وحضارتنا". وتساءلت: "لماذا نتبنى النموذج العلماني أو المدني؟".

وفي حديثها عن المنظمات الحقوقية، أكدت الدبس عدم وجود تعارض مع النظام الدولي ما لم يتم "تسييس الملف".

وأشارت إلى رفضها أي دعم يتعارض مع النموذج الذي تعمل الإدارة الجديدة على صياغته. وقالت: "لن أفتح المجال أمام من يختلف معي فكريا. عانينا سابقا من برامج تدريبية لمنظمات أجنبية ألحقت أضرارًا بأطفالنا ونسائنا"، وزعمت أن تلك التدريبات أدت إلى زيادة نسبة الطلاق في المجتمع.

وفي الوقت نفسه، دعت الدبس أي جهة ترغب في العمل بمجال المرأة يجب أن تتوافق مع "النموذج الجديد". واختتمت تصريحاتها بالتشديد على أن المرأة "معنية أولًا بأسرتها وزوجها وأولوياتها".

كيف انتقد السوريون "الدبس"؟

انتقد سوريون وعاملون/لات في منظمات المجتمع المدني السوري تصريحات "الدبس"، مشددين على أنها تجاهلت دور المرأة السورية وتضحياتها خلال سنوات الحرب والثورة السورية، إضافة لما قدمته المنظمات السورية.

وقال حساب باسم يمان على منصة إكس "لا تعجبني التنظيمات النسائية مدنيةً كانت أم دينية، ولا أستسيغ سماع الخطابات الجندرية، ولم أشعر يوماً أنها تخاطبني… وهذا بالضبط الانطباع الذي وصلني بعد حضور لقاء السيدة عائشة الدبس على شاشة تلفزيون TRT. السيدة تتحدث عن "المرأة السورية" كأنها اكتشاف شخصي لها، وتُريد أن تبدأ معها من الصفر وكأنها ولدت للتو! متناسيةً عن عمد أو جهل حضورها المهم بتاريخ سوريا، لا سيما في السنوات الـ 14 الماضية، ليس كمعتقلة وضحية و "مطالبة بالتعويضات" كما قالت، بل كمنافس شرس للرجل في كل المجالات، بل ومتفوقة عليه في أحيانٍ كثيرة".

وقال عمر الحريري على إكس "مقابلة عائشة الدبس التلفزيونية على TRT كارثية ولاتصلح أبدا لمنصبها عدا عن الشبهات التي انتشرت عنها سابقا مع شهادات ضدها ، سوريا مليئة بالخبرات التي هي أفضل منها بمراحل كثيرة".

وقالت الإعلامية رولا حيدر "هناك خلط يجري في المهام التي يجب أن تكون منوطة بعائشة كمسؤولة في حكومة تصريف الأعمال المؤقتة و بين حقوق و واجبات المرأة التي سيحددها الشعب من خلال الدستور !! دورك هو دور إسعافي إنقاذي لوضع المرأة حالياً خلال الفترة المتبقية لهذه الحكومة ! والأكيد أن الدور الإسعافي لا يتمثل بما تحدثتِ عنه في هذه المقابلة!! هل أحصيتِ عدد المعتقلات المفرج عنهن و وقفتِ على احتياجاتهن الحياتيةاليومية و النفسية والصحية والاجتماعية بعد خروجهن !!".

وقال جهاد الحوراني "بعد مشاهدة لقاء الدكتورة عائشة الدبس مع قناة TRT عربي كاملًا، الشرع بحاجة ماسة لعقد المؤتمر الوطني يتمخض عنه حكومة انتقالية للخروج من مأزق التعيينات، لأنه وبكل صراحة الدكتورة عائشة لا تصلح للمهمة الموكلة إليها ولا تتمتع بالخبرة الكافية للتعامل مع مجتمع مُتعدد مثل المجتمع السوري. أعتقد بات من الضروري الاستعانة بخبرات أبناء السويداء على وجه التحديد للمهمات التي تتطلب ظهوراً إعلامياً أو تفاعلاً اجتماعياً في حال كانت مسألة المؤتمر وترتيباته ستستغرق وقتًا أطول".

"الدبس" ترد

من جهتها ردت رئيسة "مكتب شؤون المرأة" على إكس قائلة، "يا نساء سوريا الحرّة، همّنا هو العمل مع المرأة السورية ولأجلها، وهمّتنا أن نعمل بعزم لا يعرف التوقف. مهمّتنا هي صناعة نموذج فريد لإمرأة سورية استباقية، بنّاءة، ومعطاءة. سنمحو بحريتنا عقودًا من الظلم والاضطهاد والتهميش، ولن نرهق أنفسنا بتجارب لا تناسبنا أو قوالب جاهزة لا تلبي احتياجاتنا ولا تحقق أهدافنا. سنصنع معًا نموذجنا الخاص بنا سنعمل ليلاً نهاراً من أجل سوريا العظيمة وشعبها العريق، تلهمنا عقيدتنا وحضارتنا وتاريخنا وتنوعنا. دمشقنا الأموية، أقدم عاصمة مأهولة في التاريخ، ستظل رمز عزتنا ومجدنا. هذا صوتنا، نحن نساء سوريا الحبيبة، دون فرق أو تمييز. فيا نساء سوريا وفتياتها، لنري الله من أنفسنا الهمة والصبر. فإن معنا رجالاً صدقوا ما عاهدوا الله عليه، حققوا لنا النصر والحرية ، أقوياء بالحق، يحموننا ويصونون كرامتنا ويقدمون أرواحهم فداءً لنا. فالعمل العمل .. فالمهمة ليست سهلة، والدرب طويل، والتحديات كبيرة. لكننا بعون الله وفضله متفائلون وماضون بهمة وعزيمة غير مسبوقة".