
أنجبت امرأة حامل من مهجّري القطّاع الأوسط في الغوطة الشرقية بريف دمشق، اليوم الثلاثاء، طفلها على الطريق وقبل وصولها مع الدفعة الخامسة من المهجّرين إلى محافظة حماة، في ظل استمرار عمليات تهجير أهالي الغوطة إلى الشمال السوري.
وقال ناشطون نقلاً عن المهجّرين، إن الدفعة الخامسة والتي ضمّت نحو 6800 شخص من مهجّري مدن عربين، عين ترما، زملكا في القطّاع الأوسط إضافة لحي جوبر المجاور شرقيّ دمشق، وصلت عصر اليوم، إلى منطقة قلعة المضيق غرب حماة، تمهيدا لنقلهم إلى إدلب وحلب.
وأشار الناشطون، أن 122 حافلة أقلّت المهجرين إضافة لوجود مرضى بينهم نقلوا بسبع سيارات إسعاف، لافتاً أن امرأة حاملاً كانت من بين المرضى وأنجبت طفلها على الطريق قبل الوصول إلى بلدة قلعة المضيق بساعات، ونقلت إلى أحد المشافي القريبة عقب وصولها.
وسبق ذلك، وصول الدفعة الرابعة التي تضم نحو 831 مهجّراً بينهم 190 مقاتلاً من مهجّر القطّاع الأوسط إلى قلعة المضيق، كما وصلت ظهر اليوم، الدفعة الثالثة أيضاً، فيما خرجت الدفعتان الأولى والثانية يومي السبت والأحد الفائتين.
وذكرت منظمة "سوريا للإغاثة والتنمية SRD" على حسابها في "فيس بوك"، أنها استقبلت الدفعات الثلاث اليوم "الثالثة والرابعة والخامسة" في بلدة قلعة المضيق، لافتةً أنها ضمّت عددا كبيرا من الحالات الطبية الحرجة، نقلت إلى مشاف قريبة في البلدة لتلقي العلاج الفوري.
ومع الدفعات الثلاث اليوم، بلغ عدد مهجّري القطّاع الأوسط من الغوطة الشرقية، منذ الأسبوع الماضي، أكثر من 18 ألف شخص - حسب وكالة الأناضول التركية -، والتي جاءت بعد التوصل لاتفاق بين روسيا و"فيلق الرحمن" الذي كان يسيطر على القطّاع، قضى بتهجير المقاتلين والراغبين من المدنيين إلى الشمال السوري (حلب وإدلب).
وتستمر عمليات التهجير من عربين وزملكا وعين ترما على دفعات، حيث تعبر قوافل المهجّرين من منطقة قلعة المضيق غرب حماة، قبل أن تكمل وجهتها إلى إدلب وحلب، برفقة المنظمات الإنسانية التي تسعى لتأمين احتياجاتهم ومراكز إيواء لهم، في المناطق المتجهين إليها.
سبقَ عملية التهجير المستمرة في القطاع الأوسط، خروج أكثر من أربعة آلاف شخص بينهم نحو 1400 مقاتل لـ"حركة أحرار الشام" من مدينة حرستا على دفعتين، وذلك يومي الخميس والجمعة الماضيين، عقب اتفاق جرى بين "الحركة" والجانب الروسي وقوات النظام.
وتأتي هذه التطورات، بعد نحو شهر من التصعيد العسكري الكبير لروسيا والنظام على الغوطة الشرقية واتّباع سياسة "الأرض المحروقة"، التي أدت إلى تقسيم الغوطة إلى ثلاثة أجزاء: شمالي يضم مدينة دوما (أكبر معاقل "جيش الإسلام")، وغربي يضم مدينة حرستا، (تسيطر عليها "حركة أحرار الشام")، وجنوبي يضم مدينة عربين وباقي بلدات القطاع الأوسط (تحت سيطرة "فيلق الرحمن")، وقطع جميع خطوط الإمداد والطرق فيما بينها.