كشفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، اليوم الأربعاء، أن نحو 64 ألف طفل في قطاع غزة قُتلوا أو أُصيبوا بإعاقات دائمة خلال العامين الماضيين، من بينهم ما لا يقل عن ألف رضيع، نتيجة عدوان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع المحاصر.
وأوضحت المنظمة في بيانٍ نشرته عبر موقعها الرسمي أن الأوضاع الإنسانية في غزة تتدهور بشكل مستمر، إذ ما زالت المجاعة تضرب مدينة غزة وتمتد نحو الجنوب، فيما يعاني الأطفال، خصوصًا الرضّع، من مستويات مقلقة من سوء التغذية.
وأكدت اليونيسف أن نقص الغذاء على مدى أشهر طويلة ألحق أضراراً دائمة بنمو الأطفال وتطورهم الجسدي، مشيرةً إلى أن القصف الإسرائيلي المستمر أسفر، منذ صباح السبت، عن مقتل ما لا يقل عن 14 طفلاً إضافياً.
ولفت البيان إلى أن المنظمة لا تملك حتى الآن بيانات دقيقة حول أعداد الأطفال الذين لقوا حتفهم بسبب أمراض يمكن الوقاية منها أو الذين ما زالوا تحت الأنقاض.
وشددت اليونيسف على أن وقف إطلاق النار ضرورة عاجلة، مرحِّبةً بجميع المبادرات الساعية إلى إنهاء الحرب وفتح مسارٍ نحو السلام.
كما دعت إلى الإفراج عن "الرهائن" وتأمين مرور المساعدات الإنسانية بسرعة ومن دون عوائق عبر جميع المعابر لتلبية احتياجات سكان غزة، ولا سيما الأطفال.
أرقام مرعبة لحصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة
كشفت إحصاءات رسمية، أول أمس، حجم الكارثة الإنسانية التي خلّفها العدوان الإسرائيلي على غزة بعد عامين من القصف والحصار، إذ تشير البيانات إلى أن القطاع يعيش واحدة من أعنف المآسي البشرية في العصر الحديث، وسط دمار شامل وانهيار في الخدمات الصحية والتعليمية وتفاقم معاناة المدنيين.
وأظهرت إحصاءات مكتب الإعلام الحكومي في قطاع غزة أن آلة الحرب الإسرائيلية أودت بحياة 67,139 فلسطينياً تم توثيقهم في المستشفيات، فيما ما يزال 9,500 في عداد المفقودين تحت الأنقاض أو مجهولي المصير، ليصل العدد الإجمالي للضحايا والمفقودين إلى 76,639 شخصاً خلال 730 يومًا من القصف المتواصل، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).
ولم تسلم العائلات الفلسطينية من الإبادة، إذ أُبيدت بالكامل 2,700 أسرة تضم 8,574 قتيلًا، في حين لم يتبقَّ من 6,020 أسرة سوى ناجٍ وحيد.
وبلغ عدد الجرحى والمصابين 169,583 شخصاً، من بينهم 19 ألفاً بحاجة إلى تأهيل طويل الأمد، و4,800 حالة بتر (18% منهم أطفال)، و1,200 حالة شلل، ومثلها حالات فقدان بصر.
طالت آلة الدمار 90% من مساحة القطاع، فقد دمّر الاحتلال 301 ألف منزل كلياً أو جزئياً، منها 148 ألفاً بشكل كامل غير صالح للسكن، و153 ألفاً تضررت جزئياً، تاركاً 288 ألف أسرة بلا مأوى، ودافعًا نحو مليوني إنسان إلى النزوح القسري. كما استهدف 293 مركزاً لإيواء النازحين.
وقدّر مكتب الإعلام الحكومي الخسائر المباشرة بنحو 70 مليار دولار، توزعت على قطاعات الإسكان (28 ملياراً)، الخدمات (6 مليارات)، الصحة (5 مليارات)، التجارة (4.5 مليارات)، التعليم والصناعة والمنازل (4 مليارات لكل منها)، الاتصالات (3 مليارات)، الزراعة والنقل (2.8 ملياراً لكل منهما)، الترفيه (2 مليار)، الكهرباء (1.4 مليار)، القطاع الديني (مليار)، والإعلام (800 مليون دولار).