icon
التغطية الحية

اليمين المتطرف الدنماركي يشن حملة على اللاجئين السوريين

2021.04.17 | 07:39 دمشق

dnmark-almshmst.jpg
صور متداولة للملصقات في شوارع العاصمة الدنماركية كوبنهاغن - الإنترنت
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

شن اليمين المتطرف في الدنمارك حملة على اللاجئين السوريين في البلاد، بعد قرار السلطات في البلاد مراجعة بطاقات الإقامة لمئات السوريين هناك.

وتناقلت وسائل التواصل الاجتماعي صوراً لحركة "Generation Identitaer" التي أطلقها "الحزب اليميني الدنماركي"، بعنوان "سوريا مشمسة"، عُلقت في اللوحات الطرقية في شوارع الدنمارك الرئيسية.

وقالت الحركة في تقرير نشرته على موقعها الرسمي إن "نشطاء الهوية يعملون في شوارع كوبنهاغن للفت الانتباه إلى حقيقة أن سوريا أصبحت الآن آمنة للعودة إلى ديارهم".

وتضمن التقرير ملصقات كبيرة كُتب عليها "بشرى سارة، يمكنك الآن العودة إلى سوريا المشمسة، بلدك بحاجة إليك"، في حين كتب على أخرى "ليعلم سكان العاصمة السورية دمشق، أن السوريين الذين يعيشون في الدنمارك يمكنهم العودة إلى ديارهم بحرية".

وتأتي الحملة بعد أن باتت الدنمارك أول دولة في الاتحاد الأوروبي تحرم السوريين من وضع اللجوء، في وقت تصنف معظم مناطق سوريا على أنها غير آمنة من قبل الأمم المتحدة.

وبدأت سلطات الهجرة في الدنمارك مراجعة وإلغاء تصاريح الإقامة للسوريين على أراضيها وسط مخاوف منظمات حقوق الإنسان من أن تؤدي الخطوة إلى رمي العائدين في سجون النظام السوري.

من جانبها، تعهدت رئيسة وزراء الدنمارك، ميتي فريدريكسن، بتشديد سياسة اللجوء إلى البلاد بأكثر من ذلك، وقالت إن "الهدف يبقى هو عدم وجود أي طالب لجوء".

وتعرض ناشطو اليمين المتطرف لانتقادات حادة بعد أن ألصقوا إعلانات سفر وهمية في كوبنهاغن تخبر اللاجئين السوريين بـ "الأخبار السارة" وأن بإمكانهم "العودة الآن إلى سوريا المشمسة" وفق ما نقل تقرير من صحيفة تلغراف البريطانية.

ودانت منظمات مدافعة عن اللاجئين الحملة، وقالت ميشالا بنديكسن من منظمة "مرحبا باللاجئين في الدنمارك" إن ملصقات اليمين "ساخرة ومتحيزة"، مضيفة أن الملصقات تأتي ضمن خطاب متطرف ضد اللاجئين تشهده وسائل التواصل الاجتماعي كل يوم.

وقالت بنديكسن إن الدنماركيين "يتهمون جميع اللاجئين، ولا سيما المسلمين، بأنهم مجرمون وكسالى ومتطرفون ويستغلون الخدمات الاجتماعية ويكذبون بشأن كل شيء".

وكتب مدير الحملات في "منظمة العفو الدولية" في بريطانيا، كريستيان بنديكت، عبر حسابه في "تويتر"، أنه "يمكن للفاشيين والنازيين الجدد أن يقولوا (سوريا آمنة)، لأن نظام الأسد رحب بهم منذ فترة طويلة للقيام بعلاقاتهم العامة في الأراضي التي تسيطر عليها حكومة النظام، من المخزي والخطير أن يتجاهل العديد من اليساريين والليبراليين الفظائع المستمرة ويقبلون هذا الغباء المؤيد للفاشية".

 

 

ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" في تقرير لها أنه منذ أن اعتبرت دوائر الهجرة الدنماركية في عام 2019 دمشق والمناطق المحيطة بها آمنة، فقد راجعت تصاريح إقامة 1250 سوريا غادروا بلادهم هربا من الحرب.

وألغت السلطات الدنماركية أكثر من 205 إقامات لسوريين مقيمين على أراضيها، ما جعلها أول دولة في الاتحاد الأوروبي تحرم السوريين من صفة اللجوء، في وقت تصنف الأمم المتحدة سوريا بأنها "غير آمنة".

وتتبع الدنمارك سياسة اسقبال متشددة بهدف تحقيق "صفر طالب لجوء"، تشجع على العودة الطوعية للسوريين ولم تصدر سوى تصاريح إقامة موقتة منذ عام 2015.

ومن الناحية القانونية، تمنح هذه التصاريح بلا حدود زمنية في حالة "وجود وضع بالغ الخطورة في بلد المنشأ، يتسم بالعنف التعسفي والاعتداءات على المدنيين". ولكن يمكن إبطالها بحكم الأمر الواقع حين لا يتم الحكم على الوضع على ذاك النحو.

يشار إلى أن الدنمارك من الدول الموقعة على الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان، التي تمنع ترحيل طالبي اللجوء المرفوضين إذا تعرضوا لخطر التعذيب أو الاضطهاد في بلدانهم الأصلية، ووفق الموقع الرسمي للاتحاد الأوروبي، يبلغ عدد اللاجئين السوريين في الدنمارك 21.980 لاجئا.