icon
التغطية الحية

الهيمنة "خيريا".. إيران تستعد لافتتاح مجمع ترفيهي ضخم جنوبي دمشق

2021.02.25 | 10:54 دمشق

148591914_136440081657930_5580926306471181782_o.jpg
لافتة دعائية للمجمع في أحد شوارع منطقة النفوذ الإيراني جنوبي دمشق - الإنترنت
إسطنبول - تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

قالت مصادر محلية لموقع "تلفزيون سوريا" إن مؤسسة "جهاد البناء الخيرية"، التي تمولها إيران وتديرها شخصيات مقرّبة من ميليشيا "حزب الله"، تستعد لافتتاح مجمع ترفيهي تحت اسم "مجمع الشهيد العقيد هيثم سليمان".

وأوضحت المصادر أن المجمّع شُيّد على أراضٍ تتبع حي البيرقدار في بلدة حجّيرة التابعة لناحية ببّيلا، والتي تبعد نحو كيلو متر واحد شمالي منطقة السيدة زينب بريف دمشق، المعقل الأبرز للميليشيات الإيرانية.

وبحسب المصادر، بدأت أعمال البناء في المجمع منذ مطلع العام 2019، وأقيم على أرض تتجاوز مساحتها 50 ألف متر مربع، القسم الأكبر منها أرض مهملة تعود ملكيتها للدولة، والقسم الباقي من الأرض عبارة عن أبنية مدمّرة من حي البيرقدار، الذي نزح سكانه منذ مطلع العام 2014.

ووصف أحد المصادر، الذي دخل المجمع، بأنه محاط بسور رُفعت على أقسام عديدة منه أعلام ملونة، تشبه الأعلام التي ترفعها وفود القوافل الدينية الإيرانية والعراقية، بالإضافة إلى أعلام النظام، كما ثبتت في مدخله صورة كبيرة تجمع رئيس النظام بشار الأسد ووالده حافظ، ويتوسطهما المرشد الإيراني علي خامنئي، وصورة أخرى تجمع كلاً من رئيس النظام والمرشد الإيراني وقائد "فيلق القدس" السابق قاسم سليماني.

وتناقلت صفحات موالية لإيران على مواقع التواصل الاجتماعي منشورات وصوراً عن المجمع، مشيرة إلى أن افتتاحه رسمياً كان مقرراً في 17 من الشهر الجاري، وتم تأجيله إلى وقت لاحق بسبب أعطال فنية.

 

 

ووفق ما تناقلته الصفحات الموالية لإيران، يضم المجمع، الذي وصفته بأنه "ترفيهي، ثقافي، رياضي"، حديقة كبيرة، وثلاث ملاعب (كرة قدم، وكرة سلة، وكرة الطائرة)، بالإضافة إلى مقهى ومسجد وموقف للسيارات، في حين لم تعرف هوية الضابط الذي أطلق اسمه على المجمع.

 

تحدٍ لروسيا

ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" عن أهالي في المنطقة قولهم، إن خطوة إنشاء المجمع تعدّ "تحدياً إيرانياً لروسيا، التي سبق أن كبحت محاولات إيران لتشكيل ضاحية جنوبية في دمشق، على غرار المنطقة التي شكلتها جنوب العاصمة اللبنانية بيروت".

ويقع المجمع على تماس مباشر مع الحدود الإدارية لبلدة ببيلا التي تعدّ منطقة نفوذ روسية، يبعد أقل من 1 كيلومتر عن مركز الشرطة العسكرية الروسية وسط بلدة يلدا جنوبي دمشق، والذي يقوم عناصره بتسيير دوريات سيّارة بشكل شبه يومي في مختلف أحياء المنطقة الجنوبية (يلدا وببيلا وبيت سحم)، في حين تعدّ بلدة حجيرة منطقة نفوذ إيرانية.

 

اقرأ أيضاً: إيران ترد على مزاعم انسحابها من سوريا بتكثيف أنشطتها وانتشارها

 

"جهاد البناء" ذراع إيران "الخيري"

تعدّ مؤسسة "جهاد البناء"، واحدة من عشرات المؤسسات الخيرية والاجتماعية التي تمولها إيران في سوريا، أُسّست في أعقاب الثورة الإسلامية في إيران في العام 1979، وكان لها أدوار اجتماعية في البداية ومن ثم شاركت في العمليات القتالية في أثناء الحرب العراقية الإيرانية.

في العام 1988، افتتح "حزب الله" فرعاً للمؤسسة في العاصمة اللبنانية بيروت، كمؤسسة اجتماعية وتنموية وعقارية، واشتهرت بتنفيذ مشاريع تشييد البنية التحتية والبناء والمنشآت التعليمية والصحية في مناطق سيطرة "حزب الله"، وخاصة الضاحية الجنوبية مقر المؤسسة ومعقل الحزب الرئيسي.

ووفق مصدر موقع "تلفزيون سوريا"، افتتح فرع المؤسسة في سوريا رسمياً في منطقة السيدة زينب منذ منتصف العام 2016، بإشراف مباشر من شخصيات إيرانية وشخصيات من "حزب الله"، وتزعّمها القيادي في ميليشيا "الحرس الثوري" الإيراني، الحاج فرهاد دبيريان، الذي اُغتيل من قبل مجهولين في 6 آذار من العام 2020، وبعد ذلك نُقلت إدارة المؤسسة إلى أشخاص سوريين معروفين بولائهم الشديد لإيران و"حزب الله"، مع متابعة الإشراف عليهم.

ومنذ العام 2018، تعاظم حضور المؤسسة في العديد من المناطق السورية في دمشق وحلب ودير الزور ودرعا واللاذقية، وافتتحت مكاتب لها في تلك المدن، ونشطت في مجال إعادة تأهيل الطرق والمستشفيات والمدارس في مناطق النفوذ الإيراني، وترميم منازل أسرى وقتلى جيش النظام وميليشياته ورعايتهم.

وتمتلك مؤسسة "جهاد البناء" أسطولاً من الآليات الخدمية، من جرافات وشاحنات نقل، ولديها عدد كبير من العاملين، أفغان وعراقيون وباكستانيون وسوريون، وتكاد تهيمن على مختلف القطاعات الخدمية.

وفي حلب، تمتلك "جهاد البناء" عدة مشروعات سكنية في محيط مساكن هنانو، وتولت ترميم عدد من المقامات، أشهرها، جامع المشهد وسط المدينة، وعدد من الجوامع في المدينة القديمة التي تقع ضمن نفوذ المربع الأول في "المدافعين عن حلب"، وبنت عدداً من الحسينيات في مناطق انتشار الميليشيات الإيرانية في المدينة والريف، وتساهم بشكل كبير في إغاثة ومساعدة أهالي كفريا والفوعة الذين يسكنون عدداً من الأحياء الشرقية.

كما عملت المؤسسة على إعادة تأهيل المنازل والمدارس في بلدتي نُبل والزهراء، ذات الأغلبية الشيعية في ريف محافظة حلب، وقامت بترميم المقابر في البلدتين، فضلاً عن نشاط مكثف في عمليات شراء الأراضي والعقارات في مدينة حلب.

اقرأ أيضاً: منظمة "الجهاد والبناء" الإيرانية تواصل نشاطها في ريف دير الزور

وفي المنطقة الشرقية، يتركز نشاط مؤسسة "جهاد البناء" في محافظة دير الزور، حيث افتتحت مكتباً لها هناك، ومكتباً آخر في مدينة البوكمال، في آذار من العام 2018، وشرعت في عمليات شراء المنازل وتأهيل البنية التحتية وإعادة إعمار الأحياء التي سيطر عليها النظام، بالإضافة إلى مشاريع إغاثية وصحية وتعليمية، فضلاً عن ترميم المعبر الحدودي بين سوريا والعراق.

لمؤسسة "جهاد البناء" أيضاً نشاطات خدمية وإعمار ديني في اللاذقية وحمص وحماة وتدمر، وتتولى المؤسسة دعم عدة جمعيات وحركات، كـ "حركة المرشدات"، و"كشافة الولاية" في ريف دمشق، وجمعيات أخرى في باقي المحافظات.

في نيسان من العام 2016، أدرجت وزارة الخزانة الأميركية مؤسسة "جهاد البناء" في قائمة مؤسسات "حزب الله" الخاضعة للعقوبات، وكمجموعة إرهابية، بتهمة تمويل الإرهاب في جنوب لبنان، واعتبرتها من الكيانات الأجنبية التي ترتكب، أو تشكل خطراً كبيراً بارتكاب أعمال إرهابية.

 

 

اقرأ أيضاً: شبكات إيرانية تغير ديموغرافية ريف حمص الشمالي بأساليب خطيرة