"الهيئة" تنفي إشاعات حلها.. ومستقبل غامض للمنطقة
"الهيئة" تنفي إشاعات حلها.. ومستقبل غامض للمنطقة

يدور الحديث في الوقت الحالي عن مستقبل "هيئة تحرير الشام" في إدلب، وأنّ هناك مفاوضات ومباحثات لإنهاء التنظيم من الناحية الاسمية والإيديولوجية، ودفعه للانصهار ضمن فصائل الجيش الوطني أو ما يطلق عليه المجتمع الدولي بـ"الفصائل المعتدلة"، كما أنّ الأحاديث تتضمن حلّ حكومة الإنقاذ التي توصف بأنها الذراع الخدمي لـ"الهيئة".
مدير العلاقات الإعلامية في "الهيئة" تقي الدين عمر نفى لـ "تلفزيون سوريا" وجود أي مفاوضات أو مباحثات في هذا الخصوص، وقال: "إنّ هذه الأنباء غير صحيحة"، وكذلك فعل رئيس هيئة الشورى في الشمال السوري الدكتور بسام صهيوني في تصريحات خاصة لتلفزيون سوريا حيث قال: "لا علم لنا بهذه المفاوضات، ولم يتم التنسيق معنا في هذا الخصوص".
في السياق ذاته، قال الشرعي العام لفيلق الشام عمر حذيفة لتلفزيون سوريا: إنّ فصيله "لم يقم بأي واسطة من أجل حلِّ (الهيئة)"، وإنّ "ما تردد حول هذا الموضوع محض افتراء وكذب في هذا الخصوص".
تلك الأنباء جاءت عقب سيطرة قوات النظام والميليشيات الموالية لها على مساحات واسعة من ريفي إدلب وحماة؛ تحت ذريعة محاربة الإرهاب، والقضاء على من تصفها موسكو بـ "المنظمات الراديكالية"، كما أنها جاءت بالتزامن مع إعلان الائتلاف السوري المعارض عن تشكيل الحكومة السورية المؤقتة برئاسة عبد الرحمن مصطفى.
ولعّل الرابط بين تشكيل "الحكومة المؤقتة" والحديث عن حلِّ "هيئة تحرير الشام" يتمثّل في عودة اللواء سليم إدريس إلى الواجهة عبر تسلمه حقيبة وزارة الدفاع في "المؤقتة"، كما أنّ اللافت في الأمر تسلم السيدة "هدى العبسي" منصب وزارة التربية والتعليم في حكومة "مصطفى" وهي القادمة من ملاك الجهاز الإداري لجامعة إدلب التابعة لحكومة الإنقاذ.
كما أنّ تأخر مجلس الشورى في الشمال السوري المحرر في الإعلان عن تشكيل حكومة "إنقاذ" جديدة، بعد مرور نحو خمسة أشهر من الإعلان عن تشكيله والذي تم مطلع شهر نيسان الماضي، والذي كان من مهامه حل حكومة "فواز هلال" الحالية، والإعلان عن جمع الفصائل تحت مجلس عسكري موحد يتبع بشكل مباشر للمجلس.
إذ إنّ ذاك التأخير يشي بأنّ هناك مفاوضات جادة؛ من أجل الوصول إلى إدارة جامعة للشمال المحرر بدءاً من اعزاز وانتهاء بإدلب، وهو أمرٌ لم تنفه مصادر مقرّبة من مجلس الشورى المحسوب على "الهيئة"، إذ قالت تلك المصادر لتلفزيون سوريا: إنّ "المفاوضات بين جميع التيارات السياسية في الشمال لم تنقطع"، وإنّ "هناك رغبة جادة في توحيد المحرر".
وأوضحت المصادر أنّ "من أعاق التوصل إلى اتفاق شامل بين كافة المكونات، هو الحملة العسكرية الأخيرة لقوات الأسد والروس، والتي استطاعت قضم مساحات واسعة من شمال حماة وجنوب إدلب"، مؤكدة أنّ "المباحثات مستمرة حتّى الآن في هذا الخصوص".
ولم يخفِ الشرعي في الفيلق حذيفة تخوفه على مصير آخر معاقل المعارضة في الشمال، وقال إنّه "لا بديل للمعارضة عن المقاومة والدفاع"، موضحًا أنّ "الدول تنظر وفق مصالحها"، وأنّ "على المعارضة الاستفادة من تقاطعات تلك المصالح".