أكد مسؤول التواصل في الهلال الأحمر السوري، عمر المالكي، أن المنظمة أدخلت 17 قافلة مساعدات إنسانية إلى محافظة السويداء منذ بدء الأزمة في تموز الماضي.
وأوضح المالكي في حديث لـ"تلفزيون سوريا" أن الهلال الأحمر السوري أطلق استجابته للمنطقة الجنوبية، التي تشمل ثلاث محافظات: السويداء ودرعا وريف دمشق، مشيراً إلى أن طبيعة الاستجابة تختلف تبعاً لاحتياجات كل محافظة.
كما أشار إلى أن دخول الهلال الأحمر إلى السويداء يتم عبر قوافل مساعدات إنسانية تضم أدوية ومواد غذائية وأساسية لدعم القطاعات الحيوية مثل المشافي والأفران ومحطات المياه، وأحياناً ترافق هذه القوافل شاحنات تجارية أو شاحنات تابعة لمنظمات وطنية ودولية، يتولى الهلال الأحمر نقلها بين النقاط المحددة.
وبيّن المالكي أن القوافل التجارية ليست مرتبطة حصراً بالهلال الأحمر، إذ تتحرك بشكل مستقل، مضيفاً: "أدخلنا قافلة تجارية واحدة فقط، بينما كانت القوافل الـ17 الأخرى التي دخلت السويداء مساعدات إنسانية بالكامل".
تقييم مستمر للاحتياجات في السويداء
أكد المالكي أن عمل الهلال الأحمر يعتمد على تقييمات دورية شاملة للاحتياجات، حيث يقوم المتطوعون في المحافظات الثلاث برصد أوضاع العائلات الوافدة والمستضيفة والقطاعات الحيوية لتحديد أشكال التدخل الأنسب.
وأوضح أن القوافل التي تدخل السويداء تشمل في بدايتها مواد أساسية مثل المازوت والطحين والمياه، إضافة إلى المشتقات النفطية اللازمة لتشغيل محطات المياه والمشافي وبعض المؤسسات الحيوية، مشيراً إلى أن إدخال هذه المواد يتم بالتنسيق مع الشركاء الدوليين والسلطات المحلية والقوى الفاعلة في السويداء.
وتابع: "نسعى إلى تلبية احتياجات العائلات المتضررة وتشغيل القطاعات الحيوية، وتشمل المساعدات السلال الغذائية وسلال الإيواء والمعدات الطبية والأدوية، كما نقدم هذه المواد أيضاً لمراكز الإيواء في درعا، حيث يوجد ضغط كبير مع وجود 69 مركزاً في المحافظة وريفها، إضافة إلى مناطق في ريف دمشق تستضيف أعداداً كبيرة من العائلات".
العمل وفق معايير إنسانية بحتة
شدد المالكي على أن الهلال الأحمر يعمل حصراً ضمن المعايير الإنسانية، موضحاً أن تفويض عمل المنظمة قائم على تقييم الاحتياجات وتنفيذ التدخلات الإنسانية دون أي اعتبارات أخرى.
وبيّن أن الهلال الأحمر يعتمد على شبكة تضم نحو 500 متطوع في المحافظات الثلاث، ما يمكّنه من الوصول إلى العائلات والمناطق الأكثر احتياجاً بفاعلية.
الاحتياج أكبر من حجم المساعدات
وحول إمكانية أن تمهّد هذه القوافل لعودة الحركة التجارية في المنطقة، قال المالكي إن الهلال الأحمر يدعم أي عودة تدريجية للحياة الطبيعية، مشيراً إلى أن المساعدات تهدف بالدرجة الأولى إلى مساندة العائلات المتضررة ومساعدتها على التعافي والعودة إلى نمط حياتها السابق.
وأضاف أن الهلال الأحمر يعمل وفق ثلاثة مسارات أساسية: الاستعداد، والاستجابة، والتعافي، مشدداً على أن المساعدات تبقى محدودة مقارنة بحجم الاحتياجات المتزايدة.
وتابع قائلاً: "لذلك نعمل بالتنسيق مع جميع الشركاء، بما في ذلك وزارة الطوارئ ومحافظات السويداء ودرعا وريف دمشق، إضافة إلى القوى الفاعلة على الأرض، لضمان تقديم الدعم في الوقت والمكان المناسبين".
وختم المالكي تصريحه بالتأكيد على أن الهلال الأحمر يسعى إلى الوصول إلى العائلات الأشد احتياجاً وضمان استمرارية عمل القطاعات الحيوية، موضحاً أن ذلك يمثل جوهر تفويض عمل المنظمة وهدفها الأساسي.