النيابة الهولندية تكشف لتلفزيون سوريا مستجدات قضية قيادي "لواء القدس"

جددت السلطات الهولندية توقيف مصطفى داهودي القيادي في ميليشيا "لواء القدس" التابعة لقوات النظام السوري، والذي أوقفته السلطات الهولندية قبل بضعة أسابيع بتهمة ارتكاب "جرائم حرب" في سوريا.

وقالت المتحدثة الرسمية باسم مكتب المدعي العام الوطني بريختيا فان دي موسدايك لموقع تلفزيون سوريا إن المشتبه به مثل أمام قاعة المحكمة قبل بضعة أسابيع.. وأمرت المحكمة ببقائه في السجن لمدة 90 يوماً.

وستعقد جلسة استماع مبدئية في محكمة منطقة لاهاي يوم 12 آب/أغسطس الساعة التاسعة صباحاً، ولذا لن تكون هناك معالجة موضوعية للقضية حتى الآن، بحسب المسؤولة الهولندية.

وأوضحت المتحدثة الرسمية باسم مكتب المدعي العام الهولندي أنه "في 12 آب / أغسطس سيقرر القاضي المتابعة، وفي حال بقي المشتبه به رهن الاعتقال، فسيتعين عقد جلسة استماع علنية كل 3 أشهر حتى تصبح القضية جاهزة للمعالجة الموضوعية".

وسيحضر شهود لتقديم إفاداتهم هذا الأسبوع، في حين لم تقدم المتحدثة تفاصيل إضافية أكثر مما ورد في البيان الصحفي الصادر عن الشرطة الهولندية.

الشرطة تناشد السوريين: "نريد معلومات"

وقبل أيام، ناشدت الشرطة الهولندية السوريين في هولندا وخارجها إرسال أية معلومات حول المشتبه به.

وقالت الشرطة في بيان لها إن فريق التحقيق في الجرائم الدولية التابع للشرطة، اعتقل يوم الثلاثاء 24 أيار شخصاً يُشتبه فيه بارتكابه جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية تم ارتكابها عام 2013".

وأضافت "لم يسبق من قبل أن تم إلقاء القبض على أي شخص في هولندا، من المحتمل أنه وقف إلى جانب النظام السوري، بِتُهم كهذه. من المحتمل أن هذا المُتّهم، البالغ من العمر 34 عاماً والذي تم اعتقاله مبكراً في مدينة "كرك راده"، كان عضواً في لواء القدس. وهي ميليشيا مُسلحة اعتقلت مُعارضي النظام وقمعت المظاهرات السلمية في أثناء الحرب الأهلية السورية".

وأشارت الشرطة في بيانها إلى أنه "قد يكون العديد من أعضاء هذه المنظمة الإجرامية موجودين في هولندا"، ولهذا السبب دعت الشرطة الهولندية "جميع السوريين للمساعدة في الحصول على مزيد من المعلومات".

اقرأ أيضاً

"لواء القدس".. ميليشيا روسية خارج حدود حلب

كما أعلنت الشرطة الهولندية أن "فريق التحقيق في الجرائم الدولية يبحث أيضاً عن شهود يمكنهم الإخبار بالمزيد عن الجرائم المحددة التي يُتَّهم هذا الرجل الذي تم القبض عليه في "كرك راده" بارتكابها".

"وأعطت التحقيقات دلائِلَ تُشير إلى أن المتهم مُتورط في اعتقال عنيف لشخص مدني في شهر كانون الثاني\يناير 2013 والذي تعرض لاحقاً للتعذيب في أثناء فترة سجنه (..) يسكن هذا الرجل في هولندا منذ عام 2020 وهو من طالبي اللجوء هنا في هولندا"، بحسب بيان     الشرطة.

ناشطون تعرفوا إلى "الشبيح"

وتبادل ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي معلومات شخصية وصوراً قالوا إنها للمتهم والذي يدعى "مصطفى داهودي" وينحدر من مخيم النيرب في حلب.

ورفض المركز السوري للإعلام وحرية التعبير تأكيد أو نفي صحة تلك المعلومات والصور.

وكان "المركز السوري للإعلام وحرية التعبير" قد كشف أخيراً لموقع تلفزيون سوريا الحيثيات والأدلة التي تم اعتمادها من قبل السلطات الهولندية في اعتقال قيادي "لواء القدس" قبل أسابيع.

وتضمنت الشكوى التي تقدم به المركز للسلطات الهولندية مجموعة من الأدلة التي تثبت ارتكاب المشتبه به مجموعة من الانتهاكات التي ترتقي إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، ومن بين تلك الأدلة خمس شهادات لشهود ثلاثة منهم كانوا ضحايا مباشرين لجرائم المشتبه به.

كما تضمن الملف قوائم لضحايا تم توثيقهم في قواعد بيانات مشروع مركز توثيق الانتهاكات بالإضافة إلى تحقيقات استقصائية أعدها فريق التقاضي في المركز، ومجموعة من الأدلة البصرية والمعلومات من المصادر المفتوحة، بحسب رئيس المركز طارق حوكان الذي قال إن "ملف المشتبه به (م) الذي تم توقيفه كان واحداً من خمسة ملفات تقدم بها المركز السوري للإعلام وحرية الإعلام للشرطة الهولندية في نهاية عام 2020 ونرى أنه الآن فقط تم توقيفه وتوجيه الاتهام له".

وينتقد عدد من اللاجئين السوريين في هولندا ما يصفونه بـ"تساهل" السلطات الهولندية إزاء الشبيحة الذي باتوا يسببون حالة من الخوف لهم، ويطالبونها بمحاسبتهم على الجرائم التي ارتكبوها.

وعلى مدار العشرة أعوام من الثورة السورية، هرب إلى هولندا عشرات الآلاف من السوريين بسبب الحرب التي شنها نظام الأسد على المدن الثائرة والتي أدت إلى دمار واسع وسقوط عشرات الآلاف من القتلى والجرحى.